ريمان برس -

بسم الله الرحمن الرحيم
كتب / مصطفى بن خالد
لندن. 16- يناير -2025
جمال عبد الناصر:
زعيم خالد في ذاكرة الأمة اليعربية

في الخامس عشر من يناير، يحتفل العالم العربي بذكرى ميلاد الزعيم اليعربي الراحل جمال عبد الناصر، الذي وُلد عام 1918م في حي باكوس بالإسكندرية، نشأ عبد الناصر في أسرة أصيلة تنتمي إلى بني مر ذات الأصول اليعربية الهمدانية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث كان والده موظفاً بهيئة البريد.

التحق عبد الناصر بالكلية الحربية في مارس 1937، وتخرج في يوليو 1938، ثم رُقِّي إلى رتبة ملازم أول عام 1940، شارك في حرب فلسطين عام 1948، وعقب عودته عُيِّن مدرساً في كلية أركان حرب بعد أن اجتاز امتحانها.

في يوليو 1949، تشكلت اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار في منزله بكوبري القبة في سرية تامة، وفي 23 يوليو 1952، نجح تنظيم الضباط الأحرار في القيام بثورة أطاحت بالملك فاروق، وأُعلنت الجمهورية عام 1953.

تولى عبد الناصر رئاسة مصر عام 1956، وقاد البلاد نحو تحقيق العديد من الإنجازات، منها تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وتطبيق سياسات الإصلاح الزراعي. كما كان له دوراً بارزاً في دعم حركات التحرر الوطني في العالم العربي وأفريقيا.

دعم الثورة اليمنية (26 سبتمبر 1962):

عندما اندلعت ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن، التي أطاحت بالنظام الملكي البغيض، وأعلنت قيام الجمهورية العربية اليمنية، كان لمصر بقيادة عبد الناصر دور كبير في دعم هذه الثورة، استجابة لطلب الثوار اليمنيين، أرسل عبد الناصر قوات مصرية لدعم الجمهوريين في مواجهة القوات الملكية المدعومة من بعض القوى الإقليمية وعلى رأسهم الأخوة السعوديين والإيرانيين.
تشير المصادر إلى أن مصر أرسلت ما يقارب 70,000 جندي مصري إلى اليمن. ورغم الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدود واستنزفت طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967، ومع ذلك، انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكّهم الحصار الملكي (حصار السبعين يوم) على صنعاء في فبراير 1968، وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي:

لعب عبد الناصر دوراً محورياً في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وتحولت القاهرة إلى مركز لدعم الثوار الجزائريين، حيث قدمت مصر الدعم السياسي والمادي، بما في ذلك إمدادهم بالسلاح والتدريب.
اجتمع أحمد بن بلة، أحد قادة الثورة الجزائرية، بالزعيم جمال عبد الناصر وتباحث معه لتوريد السلاح للجزائريين، أوضح بن بلة أن مصر قد أمدتهم منذ البداية بمساعدة عظيمة، وبفضل هذا التسليح استطاعت الثورة الجزائرية أن تتقدم إلى العمل، هذا الدعم المصري أثار غضب فرنسا، وكان أحد الأسباب التي دفعتها للمشاركة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بهدف إبطال الدور المحوري الذي لعبه نظام عبد الناصر في دعم الثورة الجزائرية.

رغم الإنجازات، الكبيرة والعظيمة واجهت فترة حكم الزعيم / عبد الناصر تحديات، أبرزها هزيمة 1967، التي أثرت على مكانته، ومع ذلك، استمر في السعي لتحقيق الوحدة العربية والتنمية الاقتصادية، وأستمر في تجهيز  الجيش المصري وإعادة تأهيله وتسليحه لخوض معركة الثأر القادمة والتي انتصر فيها الجيش المصري في 1973.

توفي جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، تاركاً فكراً وإرثاً سياسياً وثقافياً مجيداً لا يزال محل اعتزاز وفخر لدى الأمة اليعربية حتى اليوم، وتعتبره زعيمها الأوحد بلا منازع، ورمزاً للكرامة البعربية،

سعي بكل صدق وتفاني ووفاء لتحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة اليعربية الشاملة.

هذا ،،،،
والله من وراء القصد

https://www.facebook.com/share/p/15j9ery5zd/?mibextid=wwXIfr