ريمان برس - خاص -
هم مزيج من الألم والحزن والفرح والإبتهاج، في إحزانه ( يرقص الدبكة) وفي افراحه يصدح بموآل (ظريف الطول)، كشجرة الزيتون يقاوم التجذر بالتطلع، معجون بتراب الأرض التي رواها بالدم فانبتت كروما ومن دموعه تسيل جداول الحرية لتروي عطش شعب يتطلع ليوم الأنعتاق من براثن الاحتلال الاستيطاني، الاحتلال الذي اخفقت دباباته ومجنزراته وجرافاته من قهر إرادة شعب يقف في مواجهة اعتي وأشرس احتلال إستيطاني عنصري إحلالي، شعب إرادته إستثنائية وعزيمته، شعب يقاوم المخرز بالعين الثاقبة وينتصر ، ويقاوم السيف بالدم وينتصر، ينتصر مقاوما، وينتصر شهيدا، من أجل حريته لم يبخل بالدماء وقدم قوافل الشهداء، حتى يمكنا القول أن كل ذرة تراب في فلسطين قدم لها هذا الشعب شهيدا وجريحا وأسيرا..!
شعب الجبارين هو.. نعم وشعب الأساطير هو نعم.. وصانع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال..
شعب بدأ مقاومته بالكلمة فكان (البيان الأول) ثم كانت القصيدة وكان المقال، وكانت المجلة، وكأن غسان كنفاني ، ثم كان الكاريكاتير وكان ناجي العلي، ثم نسج من حروف الكلمات (بندقية ورصاصة)..!
لم يتوقع (خيانة الأخوة وغدر الأصدقاء) ولكنه واجه وحشية المحتل وطعنات الغدر وحراب الخيانة، انحني للعاصفة ولكنه لم ينكسر، ابتكر من حجار الأرض سلاحا، واتخذ من (المقلاع) (منجنيق) وأنتفض رافضا كل أشكال الهيمنة وكل وسائل الاحتلال، متصديا لكل المشاريع التأمرية التي اسقطها تباعا واخرها (صفقة القرن) التي أرتدت لتكسر قرن الاحتلال ورعاته في لحظة طوفان كانت بنظر العدو تتماهي مع طوفان (نوح) ارتج العالم لها واصطف أعداء الشعب والحق والقضية حاشدين أحدث الأسلحة التدميرية الفتاكة التي انتجتها اضحم مصانع الأسلحة الأمريكية والغربية ومصانع العدو المحتل وسخرت كل هذه القدرات العسكرية الأكثر تقنية وحداثة والتي توجه عبر الأقمار الصناعية لمواجهة شعب مقاوم سلاحه الإرادة والعزيمة والدم والإيمان وقطع من أسلحة ذاتية التصنيع..؟!
تحركت ضده اساطيل ومدمرات وحاملات طائرات، واقمار صناعية وأحدث طائرات التجسس التي توصل إليها العقل البشري ومعهم تجند شركات الاتصالات العملاقة من جوجل إلى مايكروسوفت وفيسبوك وأجهزة استخبارية دولية مجرد ذكر اسمائها يصاب المستمع بالرعب.. لكن الشعب العربي الفلسطيني تجاهل كل هذه القدرات و واجه أعدائه بكل ثبات وشموخ.
من شاهد لحظات استقبال الاسري الفلسطينيين الذين اجبرت المقاومة العدو على إطلاق سراحهم وفيهم من صدرت بحقه أحكام بالمؤبدات، وبعضهم صدر بحقه أربعة أحكام بالمؤبد إضافة إلى 40 عاما أخرى فوق ما عليه من المؤبدات..؟!
لحظات استقبال الأسري كافية لمن لديه عقل أن يفكر ويتأمل بعظمة هذا الشعب وقدرته على صناعة الحياة والتحكم بقوانينها رغم وجوده في كنف الاحتلال.. أكثر من خمسين الف شهيد ومائة ألف جريح وكل الدمار الذي شاهده العالم وشهد عليه الذي لحق بقطاع غزة، ورغم كل التداعيات التي شهدتها المنطقة ولاتزال،فأن هذا الفلسطيني الذي يقتدي بطائر الفينييق ينتفض من تحت الانقاض، بقدر ما يمتهن ثقافة الموت، فإنه يمتهنها من أجل الحياة أيضا، ولكنها حياة الحرية والكرامة والاستقلال، حياة الوطن المستقل النضيف من قوات الاحتلال.. استقبال الشعب العربي الفلسطيني لاسراه الذين تحرروا من سجون الاحتلال، كان استقبال الأحرار للأحرار، النشامى للنشامى، لم تخرجهم من زنازيهم دبلوماسية ( سلطة عباس ) الذي ما انفك يشحذ سيفه ولا اتصالات (حسن الشيخ) الباحث لنفسه عن مقعد فوق جثث شعبه وعبر التنسيق الأمني يقدم نفسه للعدو ك (غانية) في ملهى تستجدي زبائنها..؟!
لكن وحدها المقاومة التي اجبرت العدو على إخراجهم من سجونه، ولهذا لم يجانب الصواب أولئك الشباب الذين هتفوا في قلب رام الله _الشعب يريد كتائب القسام _ وكانت تلك الهتافات بمثابة رسالة لأولئك الذين يبحثون عن (شرعية) تتصدق عليهم بها هذه الدولة أو تلك، لأن من يفكر بهذه الطريقة يعني إنه تجرد من كل القيم والأخلاقيات وأمثاله هم (عار) على شعوبهم وأوطانهم..!
أن المعاناة تولد الإبداع لشعب والمقاومة أيضا تولد من رحم المعاناة، بزخم وإيمان وإرادة الشعب العربي في فلسطين، هذا الشعب الاسطورة الذي انتفظ من سجلات اللاجئين ليقاوم عدوه ويصرخ في وجه العالم بصوته وهدير مدفعه _نحن لسنا مجرد لاجئين، وقضيتنا ليست مجرد لجوء _نحن شعب لنا وطن اسمه فلسطين وعلينا تحريره من المحتل القادم من خلف المحيطات. |