الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - ينتمي لجيل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وعاش وترعرع في كنف تحولاتهما الوطنية، إستلهما منهما أعظم ما فيهما من القيم والأخلاقيات والمبادئ، ومن قيم البيئة الأصيلة تشرب مكارم الأخلاق.. خاض معتركات الحياة

الإثنين, 27-يناير-2025
ريمان برس -
ينتمي لجيل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وعاش وترعرع في كنف تحولاتهما الوطنية، إستلهما منهما أعظم ما فيهما من القيم والأخلاقيات والمبادئ، ومن قيم البيئة الأصيلة تشرب مكارم الأخلاق.. خاض معتركات الحياة واختار العلم والمعرفة طريقا وما أعظمه من طريق هذا الذي جعل منه إيقونة معرفية وعلمية سخرهما لخدمة وطنه وفي سبيل تنشيئة أجيال مسلحة بالعلم والمعرفة وقوانين الكون، لكن الأهم كان زرع مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية الخلاقة في عقول ووجدان طلابه الذين وكما تابعت مشاعرهم نحو معلمهم الأكاديمي، الذين أجمعوا على انه كان بالنسبة لهم ينبوعا للمعرفة يغترفون من علمه كل جديد مع كل طلعة شمس ومع كل صباح يلتقون به على مدرج الجامعة وفي قاعة المحاضرات التي كان يحولها بحضوره إلى دوحة تنوير وشلال معرفة يغترف منه طلابه أعظم الدروس الأخلاقية والقيمية التي ترافق دروسه الأكاديمية..
وخلال مراسم تشيعه في مسقط راسه في مديرية سامع بحضور  الشيخ الفريق سلطان أحمد عبد الرب السامعي _عضو السياسي الاعلى _ الذي كان في مقدمة المشيعيين وأكثر المكلومين برحيله وقد وصفه بقوله (  كان نموذجًا يُحتذى به في العطاء والبذل ، تاركاً أثرًا عميقًا في نفوس طلابه وزملائه وكل محبيه،
وأضاف  لقد كان الفقيد قدوة حسنة في الأخلاق والقيم الإنسانية التي جسدها خلال مشواره ك دكتور في جامعة تعز و التي ستبقى شاهدة على إخلاصه وتفانيه فحُقّ له أن يُذكر بالخير ويُخلّد ذكره بأعماله)..
ومن تابع المراثي والمقابلات التي أجريت مع محبي الفقيد الراحل _رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _كان الجميع يتحدث عن إخلاقيات الراحل وإنسانيته، وبالتالي نستشرف من هذه الشهادات والمراثي أن الدكتور عبد الجبار طارش البروفيسور والأكاديمي وإيقونة العلم والمعرفة، كان أيضا ينبوعا للأخلاق وشلال تتدفق منه القيم الإنسانية رغم مكانته العلمية التي لم يغتر بها ورغم موقعه الإكاديمي في أعلى صرح اكاديمي الذي لم يغريه ويجعله يسلك طريق كثيرون من هم في موقعه الذين كثيرا ما نجدهم يعزلون أنفسهم في إبراج زجاجية ويتعاملون مع رسالتهم الأكاديمية من خلال الأوراق والملازم التي اعتمدها البعض من الأكاديميين لتكون حلقة وصل بينهم وبين طلابهم وهذا السلوك لم يعتمده ولم يعترف به الدكتور عبد الجبار طارش الذي سقط وهو يؤدي رسالته التربوية والأكاديمية، وقابل ربه وهو على مكتبه يراجع أوضاع طلابه ومنهمك في تأدية رسالته فكان أن واجه ربه كشهيد رسالته، كان نجما في سماء العلم والمعرفة، ورغم انه أفل بجسده لكنه سيظل حاضرا بعلمه وقيمه وما ترك من اثأر ومأثر تتداولها الأجيال بعده  ، نعم رحل الدكتور البروفيسور عبد الجبار طارش التميمي شهيدا في سبيل العلم والمعرفة وفي سبيل رسالته الأكاديمية التي أنذر نفسه وحياته وتاريخه ومسيرته في سبيل رسالته العلمية والأكاديمية، وعلى يديه تخرج جيل من حملة مشاعل التنوير، جيل اهم ما تميز به هو تأثرهم بإنسانية هذا العلم واخلاقه، إذ كانت كل المراثي التي تحدث بها الكثيرون عن الفقيد سوي من الشخصيات الأكاديمية كزملائه في الجامعة أو من قبل الشخصيات العامة والوجاهات الاجتماعية، أو من قبل الطلاب، كان الجميع يتحدث عن إنسانية الراحل وعن مكارم أخلاقه وعن علاقته الاجتماعية الواسعة وحضوره في الذاكرة الجمعية لدى كل من عرفه وكل من سمع عنه، فالجميع تركزت أحاديثهم عن إخلاقيات الراحل وإنسانيته ومشاعره الصادقة تجاه وطنه وأبناء وطنه وطلابه، وهذا الإجماع لا يأتي صدفة ولا يندرج في قاموس المجاملات  بل يعبر عن حالة استثنائية تميز بها رجل استثنائي، رجل بلغ أعلى مراتب التحصيل الأكاديمي وحاز على أعلى الشهادات العلمية ورفض بدافع وطني وأخلاقي وإنساني، معبرا عن إصالة الهوية والانتماء، رفض كل الأغراءات والعروض الكبيرة التي تسيل لها لعاب الكثيرون، وكلها تتصل باستقطابه للعديد من الجامعات في الدول المجاورة حيث التعاقد معها او مع أيا واحدة منها لمدة عامين أو ثلاثة كفيلة بأن تجعل منه رجلا ثريا يشار له بالبنان بين زملائه الأكاديميين، ولكنه رفض كل العروض بما فيها عروض التعاون الإكاديمي مع بعض من هذه الجامعات وهو حيث هو في وطنه ومكانه ومقابل مادي مجزء وربما يلاقي عائد مادي لسنة واحدة ما يعادل مرتبه الإكاديمي لعقد كامل.. لكن أخلاقياته لم تسمح له مكتفيا بما يلاقيه من مرتب مؤمنا أن الوطن أحق بحهوده وأبناء وطنه أحق بعلمه ووقته انذره لهما رغم شضف العيش الذي عاشه، ولكنه لم يهتز أمام متطلبات الحياة بل كيف نفسه وأسرته وحياته على مرتبه، ليرحل عن دنيانا تاركا خلفه ثروة إخلاقية وسيرة عطرة لإنسان عصامي، إنسان ستبقى سيرته العصامية ودماثة أخلاقه وإنسانيته، قيم تتناقلها الأجيال سوي في الأوساط الأكاديمية والطلابية أو في الأوساط الاجتماعية والشعبية.. وتلكم هي أهم ثروة يمكن لإنسان أن يتركها لأولاده ولمحبيه من بعده.
رحم الله الدكتور البروفيسور عبد الجبار طارش التميمي احد الهامات الأكاديمية والعلمية التي أنجبتها مديرية سامع ومحافظة تعز  للوطن، كما انجب العديد من الرموز الوطنية و الهامات النضالية الذين سطروا أسمائهم على خارطة الوطن وفي بطون كتب التاريخ الوطني،لأن أمثال هؤلاء الهامات الوطنية أيا كانت مجالات تخصصهم لا تنساهم أوطانهم وان تم تناسيهم _رسميا _وهذا سلوك إعتدنا عليه في بلادنا، غير أن الذاكرة الجمعية الوطنية لن ولم تنسي ابدا رموزها.
صنعاء في 27 ينائر 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)