الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
نعم (نصف قرن) مرت منذ ولجت في دائرة الهم الوطني والقومي.. نصف قرن بحثت عن وطن ولم أجده، وبحثت عن أمة فلم اقتفي لها على أثر.. نصف قرن وانا منهمك في دائرة هي أشبه ب(سراب بقيع) يحسبه

الأربعاء, 12-مارس-2025
ريمان برس -

نعم (نصف قرن) مرت منذ ولجت في دائرة الهم الوطني والقومي.. نصف قرن بحثت عن وطن ولم أجده، وبحثت عن أمة فلم اقتفي لها على أثر.. نصف قرن وانا منهمك في دائرة هي أشبه ب(سراب بقيع) يحسبه الضمأن ماء وكلما توهم إنه اقترب منه وجدا نفسه ابعد ما يكون عنه..؟!
تعبنا وهرمنا وشخنا واشتعل الراس شيبا وانهكت الأجساد، وكل ما كنا نحلم به تبخر، وكل الآمال انتحرت والأماني صلبت، ووجدنا أنفسنا مسكونين بالأوجاع والحسرات نكتوي بسياط القهر ونصطلي على ( سفود) التيه والخيبة..؟!
تساؤلات لا حصرا لها تتفجر في الوعي والذاكرة، جميعها تستجوبنا وتتسائل عن اسباب الإنكسار ودوافع الفشل والهزيمة؟!
في لحظة ( زمكانية) مثقلة بكل مفردات الإحباط، أبرز تساؤلاتها، كيف؟ ولماذا؟ وصلنا إلى ما وصلنا إليه..؟ ومن الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه..؟!
هل سرنا في طريق الخطاء؟ أم أن الزمن ليس زماننا، هل الخطاء في المنهج؟ أم في الطريق؟ أم إننا وجدنا في أرض مجدبة، أرض بور لا ينبت عليها إلا ( الشوك)..؟!
طيب أن كانت الأخطاء هنا في هذا النطاق الجغرافي الذي نسميه وطن؟ فما بال الوطن الكبير المجبول هو الآخر بكل العاهات..؟!
نصف قرن قضيناها انا وأبناء جيلي من الملايين من ابناء هذا الوطن نحاول تثبيت إنتمائنا إليه وتكريس هويتنا له ولكن استعصت أمامنا كل السبل ولم نجد سوي كيان طاردا لكل من يعشقه ويستميت بحبه ويتمسك بالإنتماء إليه، في المقابل  نجده ينجذب لكل ( فاسد ولص وقاتل وقاطع طريق وخائن وعميل مزدوج) نصف قرن شاهدنا خلاله الشرفاء يغتالون على الموائد وفي قارعة الطرق وفي اقبية السجون والزنازين، ورائنا الشباب الأحرار الحالمين بمجد وطن وامة يعلقون على مشانق الطغاة والجلادين وتلصق بهم كل التهم الجزافية اقلها (خيانة الوطن)؟!
ومن من؟ تطلق هذه التهم وتلصق بحق الشرفاء الأحرار؟ من قبل (الخونة والعملاء) والفاسدين الحقيقيين، الذين يعتبرون الوطن مجرد اقطاعية خاصة بهم وأنهم الاحق بحكمه والتحكم بمصيره وعلى الجمع قبولهم والتسليم باحقيتهم وشرعيتهم وكل من يعترضهم أو ينتقد فسادهم وخيانتهم وعمالتهم فهو خائن لله والرسول والوطن وبالتالي واجب التخلص منه (بموجب القانون) الذي يفصل دائما على مقاس ( سكان القصور) ويتغير هذا القانون بتغيرهم، حدث هذا  داخل الوطن الصغير  وعلى امتداد الوطن الكبير، وسرت وترسخت قاعدة تقول ان كل من يعارض (الحاكم وحاشيته) هو (خائن لله والوطن والشعب وجب قتله) وان هذا الحاكم أو ذاك الطاغية لا يتزحزح من على كرسيه إلا إذا قرر من نصبوه التخلص منه، وان الشعب يستحيل أن يزحزح طاغية ومستبد من عرشه لا باسم الديمقراطية ولا باسم الشرعية، وان الشعوب العربية  لو غضبت أو كفرت بحكامها فمن المستحيل عليها إسقاطهم أو إنزالهم من على كراسيهم في السلطة أن لم ترغب بإسقاطهم القوى الراعية لهم والتي نصبتهم ليكون في خدمتها..؟!
نصف قرن لا تطورت الأوطان الصغيرة، ولا استقر الوطن الكبير، بل اتضح أن كل من تربعوا على عروش الأوطان والأمة كانوا مجرد بيادق ومجموعة من الخونة والعملاء وبشهادة ما يجري داخل هذه الأوطان وعلى امتداد الوطن الكبير، وما يجري في فلسطين..؟!
إذا لماذا نخوض فيما لا جدوى منه؟ لماذا ندافع عن أوطان ليس لنا فيها مكانة، وليس لنا منها خيرا مرجو..؟!
لماذا نحشر أنفسنا في الحديث عن وطن لا يعترف بناء ولا يكترث بمعاناتنا وليس لنا فيه ناقة ولا جمل، وننهمك في قضايا أمة لا تعترف بوطننا الصغير الذي بدوره لا يعترف بوجودنا فيه ولا بإنتمائنا إليه..؟!
حتى سنوات قليلة مضت كنا والكثيرين من أمثالي على أمل بأن يعيد الوطن ترتيب علاقته مع شريحة واسعة من المحسوبين عليه ممن حملوه على عاتقهم لعقود، لكن اتضح أن هذا الوطن لا يعشق الا جلاديه ولا يحترم إلا طغاته، ولا يؤمن إلا بالاقويا النافذين الذين يدوسون على كل قيم المواطنة ولا يرؤن غيرهم في الوطن..؟!
كثيرا وعلى المستوى الشخصي اتساءل نفسي( ويسألني أولادي) عن دوافع اهتمامي بوطن ( لا يهتم بي ولا يهتم لأولادي) ولا يشعرنا إننا جزءا منه؟!
وكثيرا ما اجد نفسي عاجزا عن الإجابة، غير أني اخيرا اقتنعت _ربما _وأرجو الله أن اقتنع أن الوطن الذي لا يتكفل لك بحياة كريمة وان في حدها الأدنى لا يستحق اهتمامك ولا يجب أن تنشغل فيه، بل استغل وقتك الذي قد تقضيه بالتفكير والاهتمام بالوطن وقضاياه، استغله فيما ينفعك وينفع أولادك ويوفر لهم متطلبات الحياة حتى لا يقضوا ( جوعا) وانت تقتفي أثر بطل ( مسرحية كاسك يا وطن)، الذي  كان المفترض أن نتعض من هذه المسرحية حتى لا نضطر أن ( نبيع أولادنا) على الأرصفة كما فعل بطل المسرحية الذائعة الصيت التي جسدت حالة الإنسان العربي في وطنه ومع وطنه وأمته..!
وما تنباء به بطل (مسرحية كاسك يا وطن) ذات يوم مؤغل أصبح اليوم حقيقة نعيشها في اوطاننا التي لم تعد تنتمي إلينا ولا نحن نشعر بدفئها..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)