الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في هذه الحلقة ساحكي عن واقعة تعبر بجد عن حقيقة نقاوة القلوب وعمق التلاحم الأخوي بين شباب تلك الأيام في قريتي وقري المنطقة واتساع قلوبهم والمرح الذي كانوا عليه ويصعب بل يستحيل أن يحدث مثله  في وقتنا الحالي حتى بين الأخوة المولودين من أب وأم، اتذكر ذات يوم وكان من أيام العيد أن طلع المرحوم أحمد علي بن علي من منزله ومعه المرحومين محبوب

الخميس, 20-مارس-2025
ريمان برس -

في هذه الحلقة ساحكي عن واقعة تعبر بجد عن حقيقة نقاوة القلوب وعمق التلاحم الأخوي بين شباب تلك الأيام في قريتي وقري المنطقة واتساع قلوبهم والمرح الذي كانوا عليه ويصعب بل يستحيل أن يحدث مثله في وقتنا الحالي حتى بين الأخوة المولودين من أب وأم، اتذكر ذات يوم وكان من أيام العيد أن طلع المرحوم أحمد علي بن علي من منزله ومعه المرحومين محبوب وشرف ناشر، وإخوانه محمد علي، ومحمود على، ومن ( قرية الأعدان) جاء المرحوم منصور عبد، والعم طالب مقبل غالب، وخلفهم كان هناك طابور من الأطفال المبهورين بهم و تجمعوا جميعهم أمام منزل العم المرحوم عبده علي سنان، صيحوا ودعوا لكن (عمتي زوجة العم عبده علي) ردت عليهم بأنه تعبان ونائم واعتذرت لهم، لكنهم لم يكترثوا بقولها ودخلوا المنزل وصعدوا للدور الثاني طرقوا الباب ولكن لا فائدة لم يجاوبهم، ويبدو أن العم عبده رحمة الله تغشاه كان يريد قضى يومه مع أسرته في المنزل، فقرر تجاهل أصحابه أملا انهم سيملوا منه ويتركوه، لكن الشباب لم يفكروا بطريقته، حاولوا كسر باب الغرفة إلا أن الباب كان عصيا على الكسر، غادروا المنزل ولكن إلى السقف الذي كان مَصبوبا لالأسمنت ، جلبوا من منزل ( صهيري) منصور سنان، وهو أبن عم العم عبده علي، مفرس، وحجن ومجارف، وصعدو لسقف المنزل واخذوا يكسروا الأسمنت وفعلا فتحوا فتحة بالسقف تكفى ليقفز منها أحدهم إلى داخل الغرفة، شعر العم عبده علي طبعا بعملتهم ففتح نافذة الغرفة وقفز منها إلى الخارج، استعانوا الشباب باحدهم واعطوه _مشقايته _وطلبوا منه سد الفتحة وتسميت السقف وإعادته كما كان، وراحو جميعهم ونحن الأطفال نجري بعدهم ومن قريتنا حتى أسفل الجبل تقافز الجمع تلك المدرجات يلاحقوا العم عبده علي سنان حتى تمكنوا من اللحاق به وحملوه إلى منزل المرحوم أحمد علي بن علي، وكل هذا من أجل أن يتغدى ويخزن معهم.. كان المشهد يشبه سباق اختراق الضاحية والناس رجالا واطفال ونساء يتابعوا المشهد من اسطح المنازل ويتضاحكوا على ما يفعل شبابهم،
أكثر من ألف متر تقريبا، ملاحقة بتلك الجبال، بعد فتح نافذة في سقف المنزل، حتى لحقوه وحملوه الي منزل المرحوم أحمد علي حيث كان كل شباب القرية متجمعين فيه، ومن أجل ماذا؟ من أجل أن يتغدى العم عبده علي ويخزن معهم..!
تخيلوا لو هذه الحادثة حدثت _ اليوم_ ليس بين شباب القرية بل بين_ الأخوة أو اولاد العم،_ اعتقد سيحدث قتل وسيأتي المحافظ ومدير الأمن وقائد اللواء ومعسكرات المحافظة وأجهزة المخابرات لُتعّيدْ عندنا بالقرية وسيحلوا بديلا عنا بالبيوت وسيطرد إلى البراري والقفار كل سكان القرية وربما القرى المجاورة كي يستوطن منازلهم المصلحين، والمحكمين، والمحققين الذي سيتولون مهمة التحقيق في واقعة العدوان ألغاشم والجريمة الشنعاء ..؟!
كانت القلوب نقية، والنفوس بريئة، والمؤدة راسخة والألفة حاضرة، وسعة الصدور والبساطة، قيم راسخة تستوطن قلوب وذاكرة الناس يؤمها تفتقدها قلوب الناس _ اليوم_ ونفوسهم بما في ذلك قلوب الأخوة ببعضهم..!
كان منزل المرحوم أحمد علي في كل الأعياد والمناسبات تدب به الحركة ليلا ونهارا، والجميع يقضون فيه وقتهم طالما أحمد علي موجود بالقرية، يخزنوا نهارا وليلا يقرأؤن الموالد بصوت المرحوم محبوب ناشر، والمرحوم شائف عبد القادر الذي كان يأتي من ( قرية النجيد) واخر الليل وبعد إنتهاء المولد، تبد حلقات (لعب البطة أو البلط) والتي كان ابطالها يندمجون باللعب وغالبا ما تستمر حتى منتصف النهار ..؟
نعم كانت تحدث مشاكل بين البعض في القرية وفي القرى المجاورة، وكأن يحدث سوء تفاهم بين الناس، على (عبار للسيل) أو على (شجرة) أو على حدود بين المدرجات، وأيضا كانت تحدث_ خلافات نسائية ابطالها الأمهات_ التي يشتبكين بسبب أطفالهن أن اشتبكوا فيما بينهم وهم يلعبون، فينتقل خلاف الأطفال إلى (الأمهات).. لكن كان هناك أصحاب عقول راجحة، وسرعان ما يتم التصالح وما هو الا بعض الوقت حتى تجد من تسببوا بالمشكلة قد عادوا للعب مع بعضهم.. وحتي أولئك الشباب الذين اتحدث عنهم كانوا وقت الجد رجال الرجال، تجدهم عند كل أزمة تحدث بالقرية أو بالقرى المجاورة، ويكفي هناء أن اتذكر الحاج عبد الزغير عوض _عدل قرية الأعدان _ الذي كان رحمه يتصدي لكل القضايا الاجتماعية وخاصة قضايا _النسوان والأطفال _ وقضايا اجتماعية أخرى والتي توّصل_ اليوم_ أصحابها الي_ مركز حيفان_ والي _ المحافظة_ وعلى اتفه الأسباب، وفي زماننا كان المرحوم عبد الزغير عوض _رحمة الله تغشاه _يطمس أي قضية كان يهدي هذا، ويطيب خاطر ذاك، حتى لقب (بالغشاش) والسبب إنه كان يجلس مع كل طرف من أطراف الخصومة على حده فيقول لهذا الطرف كلام جميل عن خصمه في الطرف الآخر، _بغض النظر أن كان المتخاصمين رجالا أو نساء،_ ويذهب للآخر ويتحدث معه عن خصمه وانه يحترمه وزعلان على زعله، وهكذا كان حين يجمع الطرفين وجها لوجه يكون كل طرف خجلان من الاخر وتتم المصالحه، صحيح انه في بعض الأوقات وخاصة في قضايا الزواج حين يقرر تزويج أحدهم فيذهب عادة نصف الليل لمنزل( العروسة) وقد يكون (العروس) مغلوب على أمره وضروفه المادية حرجة نوعا ماء لكنه يريد أن يتأهل ويستر نفسه بزوجه، ولا يوجد من يحقق له حلمه سوي المرحوم عبد الزغير، فكان يصل لبيت (العروسة) ويقابل أهلها وخلال ساعة تكون الأمور قد أنجزت وتصحي (العروسة من النوم) لترتدي (المردو) والمردو هو الطرحه التي تغطي بها العروسة بالقرى راسها _الطرحة _ وتكون غالبا (مشدة بيضاء) وغالبا ما يضحي المرحوم عبد الزغير ب( مشدته) ولا مانع لديه أن فكرت (العروسة) بالاستفسار عن ( العريس) أن يتطوع السيد عبد الزغير بوصفه ويصوره للعروسة وكأنه (اميتا بتشان) وكثيرا ما كانت تنجح مساعيه ويوفق بين راسين بالحلال.. رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة..وفي قريتي كان عدل القرية هو المرحوم سلطان سعيد سلام، وكأنت الوجاهات والرموز المشائخية هم مرجعية هؤلاء العدول في القرى، والمشائخ بدورهم معنين بالتواصل مع المركز الحكومي بحيفان الذي كان يطلق عليه ( قضاء القبيطة) أو ناحية (القبيطة) وكان سابقا يسمى (قضاء الحجرية، ومركزه تربة ذبحان) ونظرا لاتساع المسافة وبعد القبيطة عن ذبحان، تم فصل ناحية القبيطة عن قضاء الحجرية بجهود مشائخ الناحية تقديرا منهم لظروف الرعية.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)