الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
عام 1971م تقريبا تم افتتاح مدرسة_  الشهيد عبد الرحمن مهيوب أنعم _ في (قرية العرين) والشهيد من أبناء القرية وهو احد أبطال الدفاع عن صنعاء في حرب السبعين يوما.. على إثر ذلك قرر ( الفقيه ناشر محمد) _ رحمه الله واسكنه فسيح جناته _ التقاعد عن التدريس، لكن  ( والدي رحمه الله) لم يدعنا التحق بالمدرسة قبل أن اكمل حفظ القرآن الكريم فالحقنا بمدرسة( الفقيه

الجمعة, 21-مارس-2025
ريمان برس -

عام 1971م تقريبا تم افتتاح مدرسة_  الشهيد عبد الرحمن مهيوب أنعم _ في (قرية العرين) والشهيد من أبناء القرية وهو احد أبطال الدفاع عن صنعاء في حرب السبعين يوما.. على إثر ذلك قرر ( الفقيه ناشر محمد) _ رحمه الله واسكنه فسيح جناته _ التقاعد عن التدريس، لكن  ( والدي رحمه الله) لم يدعنا التحق بالمدرسة قبل أن اكمل حفظ القرآن الكريم فالحقنا بمدرسة( الفقيه عبد الحفيظ عبد الرحمن عوهج _ بقرية النجيد) وقضيت فيها عاما كاملا، خلال هذه الفترة كنت قد أصبحت (رعوي) احرث الأرض و( اتمرعي) بلغة قريتي وكنا نملك (بقرة) ربتها و(الدتي) من البقرة الأم، والبقرة الأم جاءت (رفد لي عند ولادتي من جدتي لأمي سبل سيف ناصر _رحمة الله تغشاها وتسكنها الجنة ) فاهتمت بها و( الدتي) رحمة الله تغشاها، ولهذه _البقرة _ حسنات كثيرة على اسرتي، إذ كانت كل ما تنجب يقوم (والدي) ببيع ما انجبته وشراء (شعبة _ والشعبة مجموعة مدرجات زراعية) وانجبت أكثر من ست مرات واخرها كانت (البقرة) الأخيرة التي رفضت (امي) التفريط بها واصرت على تربيتها كبقرة بديلة، ( فباع والدي) البقرة الأم، لاحد أصدقائه من( قرية القلة) هو الوالد المرحوم عبد الواحد عبد الله عبد الرب _ رحمة الله تغشاه _وهو والد الاستاذ المفكر والمحاسب جازم عبد الواحد _وكيل وزارة المالية الأسبق _ومن الأوائل المؤسسين للنظام المحاسبي في بلادنا، والأخ عبد الرشيد عبد الواحد والأخ  العزي عبد الواحد_ رحم الله والدهما، وحفظهما واطال باعمارهم، وأتذكر إنني بكيت وذرفت الدموع على فراق تلك البقرة، لكن ( أمي) اقنعتني أن (البهمة) الباقية هي حقي ولن تباع ابدا..!
كنت يؤمها احلم أن يكون معنا (ثور) مثل البقية من اهل القرية، وكأن شعوري أن  امتلاك ( الثور) دليل ثراء ومكانة فقررت (والدتي) أن تجعل من تلك (البقرة ثورا) بأن (تدحقها) والتدحيق تعني تأهيلها لكي (نبتل) بها _أي نحرث بها الأرض مثلها مثل الثور وهذا ما حدث فقد استعان والدي بالمرحوم شرف ناشر _رحمة الله تغشاه _ابن الفقيه الذي درست عنده _وفعلا تحقق حلمي وأصبحت (رعوي) اتمرعي بالأرض وابتل ب(عزاقة) وهذا الاسم الذي اطلقته على البقرة ولا ادري حتى اللحظة لماذا اخترت هذا الأسم؟ أو ماذا يعني..؟!
المهم أصبحت ( ابتل، واقرب، وأتلم، واجلب) ب(عزاقة) التي فعلا أصبحت (ثور) لأنها لم تنجب وبلهجة قريتي أصبحت (صادح أو عقوار) صفات تطلق على أنثى البقر التي لا تنجب أو (العقيم)..!
ارتبطت بيني وبين تلك _ البقرة _مودة استثنائية لدرجة انها أصبحت تفهم كلامي وما اطلبه منها وكأنها من (بني آدم) وليست (حيوان) كانت تذهب المرعي وحين اناديها من سقف المنزل أو من اي مكان سرعان ما أجدها بجواري..؟!
وحين احرث بها الأرض كانت سريعة، وأفضل من (الثور) كانت تلك البقرة هي كل اهتمامي وكنت احرص على تغذيتها واهتم بها، وكانت هي مبرمج نفسها على مقاسي لدرجة انها لم تكن تقبل أحدا (يحرث) بها الأرض غيري حتى (والدي) لم تكن تنسجم معه، ولم اكتفي منها بحراثة ارضنا بل وحرثت بها أراضي كثيرة حق اهل القرية والقرى المجاورة _رغم صغر سني _ إلا أني كنت أحب أن اتجاوز سني، واظهر نفسي كرعوي كبير ، في العام التالي طلبنا (جدي والد امي المرحوم الحاج عبده ثابت العامري) في (  قرية نطق) لأتلم له الأرض، وفعلا نزلت بها إلى (نطق) بعد ظهر أحد الأيام ومسينا بدأ ( جدي عبده بدار الخفيج) ومن صباح اليوم بكرت بزراعة أرض جدي ( تليم) مبتدئيا ب(أحوال ناصر) ومن شعبة إلى شعبة حتى انتهيت بشعب المقروض) وفؤجئت ( بجدتي دولة  زوجة جدي الثالثة  _خالة امي_ في نهاية اليوم وهي تحمل مبخرة ومصرة على  تبخيري انا والبقرة من العين)..!
والسبب _ صغر سني _ وسرعة الإنجاز الذي يتماهي مع إنجاز رعوي وبتول  محترف..!
مع بداية العام الدراسي وجدت نفسي في مدرسة الشهيد وكان هذا الانتقال يمثل لي نقلة حضارية حيث انتقلت من (كُتاب) محدود فيه الطلاب إلى مدرسة كبيرة فيها مئات الطلاب ومن مختلف القرى ونظام تعليمي يختلف ومدرسين متعددين الشخصيات ومنهج متوسع ودروس متنوعة وأنشطة ودروس في المدرسة واخرى منزلية _واجبات _ وبدأت مرحلة جديدة في حياتي وحياة المنطقة، وفي المدرسة أدخلوني ( الصف الثاني) فأصبت بالاحباط، فقد كنت أرى إننا استحق فصل اخر ارفع، وعدت الي المنزل متذمرا فيما كانت (أمي) تقدم نصائحها وتحثنا على القبول والاجتهاد، فصرخت فيها _رحمة الله تغشاها _مش انتِ تقولي إننا رجال وقدنا رعوي وبتول، كيف يدخلوني صف ثاني_ وقدنا حافظ القرأن، واصلي، واقراء الموالد مع أبي ؟!
أتذكر جيدا أبتسامتها واخذتنا لحضنها واقنعتنا أن ادرس وحين يعود (ابي) من السفر سيطلع معي للمدرسة ويطلب منهم أن يدخلونا  صف اخر متقدم، صدقت وعد ( أمي) ولأن (والدي) تأخر بالعودة ورويدا رويدا وجدت نفسي اتأقلم مع الوضع بعد أن تعرفت على زملاء من قريتي والقرى المجاورة..في المدرسة توسعت علاقتي مع أقراني من الطلاب القادمين من كل قري المنطقة، إذ كان طلاب مدرسة الشهيد ياتون من قرى الأشعوب، والبرح، والملاوية، والعرين، والشرية، والكرب، والأحقاف، ومضيض، وحلامه، ووادي شعيب، والنجد، والانجود،وذؤاب، والقلة، والفردمة، واللمس، إلى جانب طلاب قري حرف الأعمور، وهي قري الحرف، والعتمي، والعبادي، والجازعة، والخلب، والعارضة، والاعدان، وعمق، ونطق، وحتي طلاب من النوبة، وبوجود المدرسة تقلصت رسالة ( الكتاتيب) كانت مدرسة الشهيد اول مدرسة تأسست في قرية العرين واحتظنت طلاب كل القرى المجاورة. طبعا بعد مدرسة الخطوة التي تعد اول وأقدم  مدرسة تأسست في ( مديرية حيفان) أو في قضاء القبيطة _حينها _
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)