الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كان أهالي قريتي وكل قري الحجرية بسطاء وأصحاب قيم وكرم ونخوة وكنا أطفال أبرياء وتربينا على قيم وكرامة وعزة نفس.. كان كبيرنا يحترم صغيرنا ويعطف عليه، وصغيرنا يبجل كبيرنا ويحترمه

السبت, 22-مارس-2025
ريمان برس -

كان أهالي قريتي وكل قري الحجرية بسطاء وأصحاب قيم وكرم ونخوة وكنا أطفال أبرياء وتربينا على قيم وكرامة وعزة نفس.. كان كبيرنا يحترم صغيرنا ويعطف عليه، وصغيرنا يبجل كبيرنا ويحترمه ويقدره، كنا إذا راينا الفقيه في أي طريق وفي أي سوق ونحن برفقة ابائنا نبحث عن أي مخبا نختبي فيه حتى لا يرانا الفقيه، وكثيرا ما حدثت لي هذه المشاهد اختبي من الفقيه وانا اكون برفقة والدي ليس خوفا بل هيبة إذ كان للفقيه والمدرس مكانة وهيبة في وجداننا تتماهي مع  هيبة الأب.. كان أجمل أيام قرانا هي أيام  شهر رمضان أو أيام  العيدين الصغير والكبير حيث كان أبناء القرية وشبابها يسافرون من المدن لقضاء شهر رمضان في القرية و قضاء العيدين العيد الصغير والعيد الكبير، وكانت القرى تنور بوجودهم وحتى الليل يصبح نهار بوجودهم، إذ ترى (الاتاريك) منورة في كل دار وحين ( تلصي الأتاريك) في بيت من البيوت تعرف كل القرى أن صاحب البيت أو ابنه عاد من الغربة.. كان غالبية أبناء ورجال القرى مغتربين في تعز والحديدة وصنعاء أو في بقية محافظات الجمهورية، ومنهم من كان مغترب في الشطر الجنوبي في عدن أو في أبين، وكانت نساء القرية وأهلها يقولوا (المعدني فلان روح) فكل من كان يعمل بالمدن ويروح يسمى (معدني) وهي كلمة تنسب لمدينة عدن حيث كان المغترب ينسب لها حتى لو كان يعيش في صنعاء أو تعز أو في اي مدينة شمالية.. في هذه المناسبات كنا نرى كبار رجال  القرى يخرجون بزينتهم الكاملة مرتدين ( الثوب "أو الفوطة" أو المقطب" والكوت الكشميري" والمشدة الرشوان) ومنهم من كان يتشدد ب (الدسمال) و يحمل (الباكورة المسقي بالصليط) التي لا تنكسر ابدا وفي المضاربة فعلها أخطر من السلاح، ومنهم من كان (يحتزم الجنبية) وحتى (الجردة _ السيف) بخفاقه المطرز، وآخرين كانوا يعلقون (أسلحة نارية بنادق، منها البندق العربي، وزاكي الكرام،والكندة، والجرمل، وبندق حكيم نسبة لعبد الحكيم عامر، والشميزر الألماني ابو صحن)..!
كانت الأعياد في قريتي تكون أكثر جمالا حين يتوافد أبنائها من المدن وكنا أطفال نفرح بوجودهم، ونتنقل من بيت إلى بيت في القرية نصتبح في بيت ونتغدي في بيت وننفع المسافرين إذا احتاجوا اي شي من دكاكين القرية أو من سوق وادي الزبيرة.. في عيد الأضحى كنا نفرح برعي (كباش الأضحية) حق اهل القرية وكنت أحزن حين لا يشتري ( والدي) لنا ( كبش العيد) ويتشارك مع أصحابه في( قرية الإعدان) المرحوم مقبل غالب، والمرحوم محمد غالب، والمرحوم عبد الله غالب، والمرحوم محمد احمد زائد، والمرحوم محمد زغير، والمرحوم ثابت أحمد، والمرحوم سيف عبد الله، والمرحوم على عبد الله، والمرحوم شائف عبد الله، رحمة الله تغشاهم جميعا، وهؤلاء كانو أصدقاء والدي وكانوا يشتروا ضحية العيد (ثور) يتقاسموه فيما بينهم، وانا اشتي (كبش) عشان ارعيه واخليه ( يراعد) بقية (كباش) اهل القرية ونرى( الكبش) القوى الذي يقدر يهزم بقية ( الكباش) وكانت فرحتنا الكبرى حين يسافر المرحوم أحمد علي بن علي _رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _وهذا احد أبناء قريتي الذي يحتاج وحده لكتاب ادون فيه سيرته العطرة، كان أحمد علي حين يسافر يسوق أمامه (كباش وتيوس) بين عشرة وخمسة عشرا راس، وكأن منزله يتحول إلى مقر لغالبية اهل القرية والقرى المجاورة، ويبقي منزله مفتوحا ليلا ونهارا طيلة وجوده في القرية وكان ( العُسل) أشهر مقوت في قريتي والقرى المجاورة، كان يأتي يوميا ب(حماره الصهباني) محملا (وقره قات) بلغة قريتي وو(قره) تعني (مليان) ( قات شراري مبرح أو مثنى) وهو من أفخر انواع القات حينها..!
وكان هناك من اهل قريتي مغتربين في (كينيا) منهم الوالد محمد زيد وأولاده شاهر وعبد الملك، وابن أخيه المرحوم محمد سعيد والد زميل عمري عبد الحميد محمد سعيد وأخيه عبد الباقي محمد سعيد،وكانت القرية تعرف وتتابع أخبارهم وتاتي معلومات عنهم من حيث هم في كينيا، ومن( قرية الأعدان) كان الوالد عثمان عوض وأخيه عبد الواحد عوض، ولم نكن نعرف عنهما أي معلومات سوي انهم مغتربين منذ غادروا القرية ثم انقطعت أخبارهم.. ومن قرية ( وادي شعيب) كان الوالد محمد مهيوب والد الأخوة عبد الرحمن، ومنصور، وعبد الوالي، مغترب في عدن، ومن ( قرية  النجيد) الحاج عبد الله ثابت وكان يلقب ب (البنك) كان يعيش في عدن واكبر أولاده كان المرحوم شاهر صاحب مستودع غزة بشارع عبد المغني في صنعاء، ومن (قرية حلامه) كان عبد الله محمد شمسان مغترب في أمريكا.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)