ريمان برس - متابعات - عاش ويعيش وسيعيش اليمن الكثير من الأيديولوجيات المتناقضة في سلوك مواطنيه وانتماءاتهم المختلفة والتي تصب جميعها في خدمة الأيادي الخفية، والتي اتخذت من الدين منطلقاً وستاراً تُفرغ من خلاله العُقد المترسبة في أدمغةٍ لا همّ لها سوى العيش على أنقاض غيرها.
وبما أن تركيبة اليمن معقدة من خلال القبلية المتداخلة مع بعضها وواضحة في نفس الوقت لعدم وجود أقليات دينية سوى رهط قليل من اليهود.. فإن المد الشيوعي وحركة الإخوان المسلمين دخلا الساحة اليمنية ومنذ الخمسينيات في القرن الماضي استجابة لعقول ٍحائرة ومترددة ليست لها أسس ثابتة تنطلق من خلالها.. فتأثرت بتلك الأفكار من خلال الاحتكاك برجالها سواء في الخارج أو الداخل.
ولعل المذهبين الوهابي وشقيقه الإخوان المسلمين .. وهما يفتضان بكارة العقلية الدينية اليمنية عن خطرٍ دخيل في النصف الأخير من القرن الماضي.. يجعلنا هذا المدد الدخيل أمام معادلة صعبة من المهمة الدينية التي يختبئ وراءها.. ويسعى من خلالها لنيل ما لا يستحقه.
وبما أننا شعب الإيمان والحكمة كما يقال.. فقد كان الحريّ برجال الدين أن يكونوا أبعد ما يكونوا عن الشبهات، طالما وهم يتوارثون الإسلام أباً عن جدّ ويستطيعون العيش بسلام بعيداً عن المذهبية المقيتة والأفكار المتناقضة.
وحتى المدّ الشيوعي بنظامه الاشتراكي في جنوب اليمن سابقاً.. لم يصل إلى مرحلة النضج بمقدار ما أسهم بتجيير العقول لعبثيّة الأفكار الوضعيّة والتي ساهمت إلى حدٍّ كبير في تأخير اليمن عن اللحاق بركب التطور والانتماء للإستقرار والأمان.
وبعد أن كان عامة الشعب يعبدون رباً واحداً ويؤمنون بنبيٍّ واحد.. أصبح اليوم كل مذهبٍ وكل فكرٍ وضعيّ يؤلّه قادته ويتقرّب إلى سرابهم زُلفى، ويسعى لأن ينال رضى البشر.. فضاعت القيم والمبادئ والأخلاق.. وأصبحنا في دوامة حكم الأياديٍ الخفيّة والظاهرة.. والعقول المتغطرسة البعيدة كل البعد عن أحلام وبساطة اليمنيين.
من ذلك نخلص إلى القول بأن الشعب اليمني ومنذ عقود.. لا تحكمه سلطة واضحة بمقدار ما تتناوشه سهام الأفكار المتناقضة والتي كانت ومازالت وستظل معاول هدم إذا لم يعِ الشباب والشباب فقط الخطر الذي يعيشونه دون وعيٍ وإدراك.
والمطلوب اليوم من الشباب أن يعيدوا قراءاتهم للإسلام بشكله الصحيح، بعيداً عن أيّ مؤثرات مذهبية وانتماءات ساذجة ليقرروا بعدها الطريق الذي يسلكونه حاملين روح وقيم وسماحة الإسلام.
براقش نت |