الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - يفصلناعن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم واحد. والحوار أولاً وقبل كل شيء سلوك إنساني حضاري وجسر من جسور التواصل بين البشر على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.
ولست بحاجة للقول إن الحوار هو خارطة الطريق التي اهتدى إليها الإنسان في كل

الأحد, 17-مارس-2013
ريمان برس - متابعات -
يفصلناعن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم واحد. والحوار أولاً وقبل كل شيء سلوك إنساني حضاري وجسر من جسور التواصل بين البشر على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.
ولست بحاجة للقول إن الحوار هو خارطة الطريق التي اهتدى إليها الإنسان في كل المنعطفات الحرجة التي مرت بها البشرية.. فلا توجد لغة يمكن أن يواجه بها الإنسان التحديات سوى لغة الحوار الوطني البناء الذي يضع اليمن بأمنها واستقرارها ومستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة فوق كل المصالح والاعتبارات الآنية والشخصية, والبديل عنه مزيد من القتل والدمار والتوتر السياسي والاجتماعي ومزيد من الكراهية والحقد والإقصاء.
فهل ستذهب الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية نحو الحوار, أم ستستمر في إذكاء اللعبة الدموية التي ستأخذ اليمن إلى الكارثة والخراب, وتجر الشعب اليمني إلى التيه والضياع.
يقف اليمنيون على أعتاب مرحلة بعد معركة دموية أثبتت للكل أن حلم انتصار طرف على آخر أمر مستحيل تماماً. واقتضت الحكمة أن يتنازل الرئيس السابق عن السلطة قبل إتمام فترته الرئاسية ليدشن بذلك أول مرحلة من مراحل الانتقال السلمي للسلطة. وجاءت المبادرة الخليجية لتنص على حكومة الوفاق الوطني وعلى مؤتمر للحوار مهمته تهيئة الظروف لكي تتوصل القوى السياسية والاجتماعية في اليمن إلى اتفاق حول شكل الدولة التي يريدها اليمنيون.
سيكون المتحاورون أمام خيارين: خيار تغليب المصلحة الوطنية والوفاء بتلك الشعارات التي صمت آذان الجميع والمطالبة بالدولة المدنية, وخيار تفجير الوضع حتى الرماد تحت حجة الدولة الإسلامية. وعلى هذه القوى أن تفوت الفرصة على أولئك الذين ينادون بالحل السياسي في العلن, لكنهم يعملون على تأجيج شعار الخلافات عبر التحريض والتسليح.
وهنا لابد من تحالفات جديدة بهدف تغليب فكرة الدولة المدنية التي تحفظ لكل المناطق والطوائف حقوقها وإضعاف تلك الأحزاب والجماعات التي تريد إقامة دولة إسلامية ولابد من تقديم التنازلات في هذا الحوار من أجل حقن الدماء والحفاظ على ماتبقى من أسباب الحياة على الأرض والوصول إلى توافق وطني ينقذ اليمن وينقذ الشعب اليمني من مزيد من الدماء والويلات والكوارث والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وعلى الجميع أن يذهبوا إلى الحوار وكل منهم يعترف بخطئه الذي ارتكبه في استخدامه للعنف والقطيعة التي أحدثها مع الديمقراطية التي بدأتها اليمن وكانت تحتاج إلى تراكم, لأن الديمقراطية الغربية عرفت قروناً من الزمن. وإذا كان هناك تعثر في اليمن لكننا كنا قد قطعنا شوطاً لابأس به في الانتقال نحو اللاعنف. وبما أننا اليوم نمضي نحو الحوار, ونحن محملون بجرعات كبيرة من العنف السياسي المتبادل والتفكير بإسقاط الآخر بالعنف المسلح, فإن الأمر يحتاج منا أن نعيد النظر بكل ماجرى وأن نتوافق على بناء الدولة وأن نسقط فكرة أن الثورة مستمرة, لأن مثل هذا التفكير سيؤدي إلى الالتفاف على الدولة المدنية وسيعزز من العنف السياسي وكذلك سيجسد الشمولية في الحكم وسيستدرج بعض الجماعات الاحتجاجية إلى استخدام السلاح. ولاننسى أن دور الإعلام هنا هو المعني بمقتضيات التحول الديمقراطي والمعزز لبيئة الحوار وقدرته على الإقناع والابتعاد عن مجرد الدعاية والإعلان.. وعلى الإعلام الرسمي ألا يجاري الواقع وألا يقدم القراءة الرسمية فقط وإنما عليه أن يركز على الأحداث ويعمل على توجيهها.
نحن اليوم على موعد مع الحوار الوطني الشامل الذي يفترض أن يضع حلاً لأزمات البلد ولحدود التدهور الجاري على مختلف المستويات وخاصة المستوى الأمني, فمن غير المقبول أن يظل هذا الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد من أقصاها إلى أقصاها. نحتاج إلى الخروج من لعبة المصالح سواءً الداخلية أو الخارجية وعلى جميع اللاعبين أن يعودوا إلى طاولة الحوار لوضع اليمن على طريق العافية التي لاتتحقق إلا بعافية كل المكونات السياسية. والحوار بالتوافق هو خير وسيلة لجعل الجميع يدركون أن المتغلب يدفع أثماناً باهظة عندما تنقلب المعادلات بعدما يكون قد جعل المغلوب يدفع مثل هذه الأثمان. لابد للمتحاورين أن يدركوا أن الديمقراطية هي مستقبلهم وضمانة حضورهم وسلامة وجودهم وأن الدولة المدنية هي الضامن الحقيقي لحماية التعددية وتفعيلها بالإدارة التي تقوم على القانون وحقوق الإنسان وحرية الاختيار في إطار المواطنة ودولة الأفراد التي تحمي إرادة الجماعات في التعبير عن نفسها من دون خلط عشوائي بين الدين والسياسة والدولة.
كل ماأريد قوله إننا بحاجة شديدة إلى توسيع وصيانة مساحة الحرية في اليمن.. أي أنه لابد لكل طرف من الأطراف السياسية والاجتماعية أن يدخل الحوار بهدف حماية الحرية بأهداف وقيم وعلائق وذكريات لأحلام جميلة ومشروعة, وإلا فسيقدم الحوار مبررات قوية للاستبداد والتطرف وستتعزز مبررات الاستحواذ.
أخيراً أقول إن الأحزاب السياسية جميعها بدون استثناء لاتملك مشروعاً للمستقبل مع التأكيد أن المشروع شأن معرفي سياسي, لاتنتجه حساسية فكرية واحدة.
لقد عانت اليمن من حروب مدمرة أنهكت اقتصادنا وراح العديد من أبنائنا وأدت إلى عرقلة التنمية وكنا فيها جميعاً الخاسر الأكبر, حيث لم تحقق تلك الحروب سوى الهلاك والدمار والتخلف.
براقش

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)