ريمان برس -
أبتلي الله شعبنا اليمني بترويكا وجاهية ونخبوية قفزوا بقدرة قادر لواجهة الأحداث واحكموا قبضتهم على السلطة والدولة، اختلفوا فيما بينهم على تقاسم السلطة والثروة والنفوذ، فقسموا الوطن والشعب، لم يراعي أيا منهم حاجة المواطن ولم يكترث أيا منهم بضروف المواطن، ولم يبدي أيا منهم مشاعر صادقة تجاه الوطن والمواطن، بل راح كل طرف يستل ساطوره ويشحذه ليتمكن من إقتطاع أكبر جزءا من الجغرافية الوطنية لكي يتمكن من جنى أكبر قدرا من الثروة، والذي لم يحضي بنسبة من الثروة الوطنية ذهب يسمسر على ما بقى من سيادة وطنية وكرامة كي يحصل بدوره على ما يلبي رغبته من الثروة التي تكفيه لينفق على أتباعه ويؤمن من خلالها مستقبله ومستقبل أسرته..!
بضعة حرامية ولصوص تصدروا المشهد وحشدو خلفهم كلا حسب طاقته وإمكانياته ضحاياهم من أبناء الشعب "المعترين _ المقهورين" وحشدو خلفهم بأسم الوطنية والمذهبية والقبلية والحزبية، واغدقوا عليهم بقليل من المال و الكثير من الأوهام والأفكار الزائفة دينيا ووطنيا وسياسيا ، ودفعوا بهم الي خنادق الموت فيما هم استوطنوا " الفنادق" الفارهة في الخارج و" الكهوف" الفارهة والمحصنة في الداخل وتركوا الشعب يواجه الأمرين الجوع والموت دفاعا عن مصالح النخب النافذة..!
سنوات عجاف تجاوزت سنوات النبي "يوسف" عليه السلام، وحصار يتجدد فاق حصار قريش " للنبي محمد" وأتباعه، في "شعاب مكة"..!
حكومات تخصصت في نهب الوطن والشعب، وفي إنتاج الموت لشعب كل ذنبه انه صفق لهذه الترويكا النخبوية وصدق شعاراتها الزائفة والمضللة..!
المؤسف أن تضحيات هذا الشعب ليس لها تقدير لدى أطراف الصراع الذين ينظرون لهذه التضحيات وكأنها واجب على الشعب تقديمها طواعية، بعد أن أصبح الموت من أجل هؤلاء اللصوص والحرامية والقتلة وكأنه واجب مقدس يباركه الله والرسول والوطن..!
اللافت أن فترة الصراع قد أوجدت طبقة من الأثرياء الذين يتأجرون بكل المحرمات والمقدسات، أثرياء طفيليين أوجدتهم الحرب راكموا ثرواتهم على حساب الوطن والمواطن وحياتهم وأمنهم واستقرارهم ومعيشتهم اليومية التي غدت بمثابة الجحيم يتكوي بنيرانه أكثر من ثلاثين مليون يمني يعيشون تحت دائرة الفقر والخوف والرعب والتهديد المستمر لكل من يشكو أو يرتفع صوته بقولة آه، فالتعبير عن حالة البؤس إذا ما صدر عن مواطن فأنها جريمة عقوبتها الخطف والاعتقال وهذا سلوك يمارس من قبل الجميع دون إستثناء..؟! |