الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 28-أغسطس-2017
ريمان برس - خاص -

(( بداية أعتذر لكل الاطراف التي قد أشير إليها هناء وأجزم أن موقفي من أي طرف ليس نابعا بدافع من كره او حقد او إزدراء ، بل انني أحترم الجميع وأعترف بحقوق الجميع وشرعية الكل ، لكن في المحصلة نحن في وطن ونريد هذا الوطن أن يستقر وان نتوحد جميعنا فوق أرضه وتحت شمسه وسمائه وان نقبل التعايش فيما بيننا ، كما عشنا قبل هذا قرون مؤغلة ، علينا التسليم بحقيقة العيش المشترك ، وحقيقة وحدة الهوية والمصير ، وكذا الاعتراف بحقوق بعضنا وحق بعضنا في الحرية والكرامة دون تهميش أو إزدراء أو ان يفرض بعضنا قيمه ومعتقداته على بعضنا الاخر .))
في ( هذه الحلقة ) أود التذكير بحقيقة راسخة وهي أن المجتمع اليمني هو مجتمع إسلامي بالفطرة وليس فيه طوائف وعرقيات وقوميات قد تعيق إستقراره بسبب رغباتها ومصالحها ، والشعب اليمني ينقسم إلى غالبية (شافعية ) واقلية ( زيدية ) وعاشوا معا إخوة لا مشكلة تعيق مسارهم ، وكنت تجدهم في الجوامع يؤدون صلاتهم الإمام ( زيدي) مسربل ، والمؤتمين ( شوافع ) يضموا ، لا مشكلة ، كان اول من حاول الزج بالدين لتحقيق أهداف سياسية هو الطاغية عبد الله ابن حمزة الذي أصدر فتوى ( التكفير بالتاويل ) واعتبر ان من فرضة ذمار _ تصوروا _ من فرضة ذمار حتى تعز مجتمع ( مرتد ) وارضهم أرض خراج لآنهم حسب تفكيره والوا الاتراك وبما أن أأئمة الدولة القاسمية كفروا الاتراك واعتبروهم كفار فان من والاهم من اليمنيين كفار ، وقد اعترض على هذه الفتوى ووقف ضدها علماء الزيدية قبل الشافعية ، ثم تلاشت تبعات هذه الفتوى تدريجيا ، ويعرف شعبنا منذ القدم بانه شعب حر ويتوق للحرية ولا يقبل الضيم ويقاوم الاستبداد ، ويحبذ العدل والسلطان العادل بغض النظر عن معتقداته او مذهبة بدليل ان (الفاطميين ) حكموا اليمن من خلال ( الصلحيين ) والصلحيين بحسب توصيف اليوم ( مكارمة ) ولحكم المكارمة العادل انصاع ( الزيود والشوافع ) ..لم يكن الدين يوما دافع لخلافات يمنية _ يمنية ، ولم تكون المذهبية يوما حطب لنار تلتهم أجساد الشعب اليمني ، كان العدل غاية وكان الأستبداد هو من يوحد مواقف الشعب والنخب في مواجهة الحاكم المستبد ، وفي مواجهة الأستبداد كان ( الزيدي والشافعي ) يصطفون جنبا إلى جنب ضد الظلم والطغيان ..
إذا من يريد الزج بالدين والمذاهب في الصراع الداخلي ويجعل الشعب وقودا وحطبا لهذا الصراع ليس يمنيا ولا يحب اليمن ، وليس متدينا ولا ينتمي لدين ، لأن الدين عقيدة والشعب اليمني يحترم دينه ومتمسك بتقاليده وقيم تعايشه ، وكان نموذج للتعائش بل وأستقبل الشعب اليمني كل من شردتهم انظمة القمع الإسلامية في دمشق وبغداد فهرب إلي اليمن ( الهادي وجماعته ) وهرب إليها (أتباع الإمام زيد ) بعد مائة عام من مقتل الإمام ونجله ، وهرب إليها ( المعتزلة ) بتراثهم الثقافي والفكري ، وهرب إليها ( المكارمة ) او ( الإسماعيلية ) وكل هولاء احتضنتهم اليمن _ الشافعية _ الزيدية _ وتحول بعضهم إلى حكام وسلاطين وأأئمة حكموا اليمن والشعب اليمني بأسم الإسلام منهم من طغى وأستبد ومنهم من عمر وعدل ، لكن ما يحدث اليوم يفوق قدرة الشعب على تحمله ، فالشعب لم يعد ملزما لمن يريد يسيطر ويفرض قيمه إحتراما لأنهار الدماء التي قدمها أبناء اليمن عبر التاريخ من أجل الحرية والكرامة والأستقلال والتنمية والتقدم الحضاري ..
نعم كمواطن يمني أعبر عن رغبات غالبية أبناء شعبي لا أحبذ أو أرغب في أن يحكمنا رموز أو جماعات دينية أو أن تكرس ثقافة مذهبية لا علاقة لها بالدين ولا بالله ولا برسوله ..!!
ومن يوظف الدين والله والرسول من أجل أن يفوز بالسلطة والحكم هذا لا علاقة له بالدين الذي يأمرنا بالشورى ، كما أن المزاعم الخرافية التي يسوقها أصحاب الخطاب الديني عن شرعيتهم وأحقيتهم في الحكم هي مزاعم كاذبة ومزيفة الهدف منها إستغلال الناس وأحكام السيطرة على الاتباع حتى لا تفقد ( مرجعياتهم ) مصالحها ..!!
وأن كان الله سبحانه وتعالى يقول ( لأ إكراه في الدين ) وهو دين الله ، فمن أين جلب هولاء مبررات الإكراه في الحكم .أو الإكراه في الإنتماء المذهبي والثقافي والفكري ..؟!!
إننا وكحصيلة لتهاوننا إزاء تداعيات المشهد اليمني منذ العام 2011,م وحتى اليوم وإندفاعنا وراء شعارات زائفة غذتها إنتهازية سياسية وأحقاد وثارات ، فأن هذا التهاون أوصلنا إلى أن نخوض ولأول مرة في تاريخنا ( حربا مذهبية ) لم تكن تخطر ببال اكثر الناس تشاؤما وتطرفا بخطابه السياسي ..!!
على خلفية كل ما سلف فأن من تسبب بما نحن فيه اليوم لم يعد بإمكانه أن يقدم لنا وللوطن والشعب إلا المزيد من العنف والفوضى والتمزق والتشضي الإجتماعي ، فمن صنع الازمة اليمنية الراهنة يستحيل أن يكون جزءا من حلها ولا يمكنه ان يشارك بالحل ولا يقبل بحل ، لأنه لايدافع عن مشروع وطني جامع لليمن الأرض والإنسان ، بقدر ما يدافع عن مشروعه الخاص وأتباعه ، ولأجل الانتصار لمشروعه لايهمه ان تحرق البلاد والعباد او تستمر الحرب مأئة عام لأن ثقافة الجاهلية تسيطر عليه والعصبية المذهبية والعرقية تحكم وتتحكم بخياراته ، وبين هذا وذاك هناك تيار كبير وواسع من الإنتهازيين الذين ينتمون لمختلف المدارس السياسية ويغطون كل نطاقات الجغرافية اليمنية وهولاء يعانون من القهر السياسي والاستبداد الحزبي والتهميش الوظيفي وقد وجدوا فيما يجري ظالتهم والتحقوا بهذا الطرف أو ذاك حتى اللصوص والقتلة والمجرمين والبلاطجة وقطاع الطرق وجدوا متنفسهم في الراهن اليمني وكثير من هولاء أصبحوا ( مجاهدين ) و ( امراء للجهاد ) و ( قادة ميدانيين ) يتبعهم ألأف الناس من الفقراء والغلابة والعاطلين عن العمل وحتى شريحة ( المهمشين ) صار لهم صولة وجولة في مشهد اللحظة الوطنية ، لأ أقول هذا إنتقاصا من هذه الشريحة التي اعزها واحترمها ،لكن فقط أستدل بالمدى الذي وصلت إليه اللحظة المجتمعية في بلادي وهي حاملة لكل ظواهر التناقض ، إذ وفيما نرى ( المهمش ) يؤدي دورا إجتماعيا ،نرى ونسمع بالمقابل نقيضه وهو حصرية السلطة وواجباتها بتيار بذاته باعتباره التيار المعصوم والواجب طاعته والتسليم بخياراته الدينية والثقافية والفكرية ، والزعم اليقيني بأنه الأحق في الحكم والسلطة والولاية باعتبارها حق مكتسب له وجماعته ، إذا كيف تستخدم كل هذه الشرائح المجتمعية بما في ذلك ( المهمشين ) ثم تزعم ان الله والرسول اصطفوك وجماعتك لتكون صاحب السلطة والقرار وان ما يحدث اليوم في وطني هو ان ( الحق عاد لأصحابه ) ؟!!
إذا نحن أمام تكتيكات متواصلة بدت في هدف محصور بتغير مجلس محلي عمران ؟ ثم إسقاط الجرعة والحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار ؟ ثم محاربة ( الدواعش )..؟ ثم فرض سلطة أمر واقع بالقوة وإدخال البلاد في دوامة لم تعرفها في اكثر انظمة الاستبداد تخلفا..!!
طيب أين رأي الشعب ؟ ومن فوض كل هولاء فيما هم فيه ؟
هذا ما سنتناوله في الحلقة القادمة ..

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)