الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في هذا السياق التاريخي بتراجيديته الكارثية والدموية دعونا نمر وان بصورة عابرة أمام المشهد اليمني قبل أن نقف متأملين أمام تداعيات العصر الحديث عربيا وإسلاميا..
في هذه الأرض التي قال عنها الله _بلدة طيبة ورب غفور _ وقد يكون هذا الوصف

الجمعة, 25-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

في هذا السياق التاريخي بتراجيديته الكارثية والدموية دعونا نمر وان بصورة عابرة أمام المشهد اليمني قبل أن نقف متأملين أمام تداعيات العصر الحديث عربيا وإسلاميا..
في هذه الأرض التي قال عنها الله _بلدة طيبة ورب غفور _ وقد يكون هذا الوصف الرباني لليمن أو ربما لغيرها فلا يستطع أحدا أن يجزم في هذا الشأن، على خلفية السرديات التاريخية التي مرت بها هذه البلاد وأهلها، وأيضا لما جاء في كتاب الله من اوصاف لقوم (تبع الذين اتبعوا كل جبار عنيد)، وما قيل عن أرض الجنتين، غير أن  أهلها  قالوا (ربنا باعد بين اسفارنا فظلموا أنفسهم فمزقناهم شر ممزق،) ثم بدلهم الله بدل جنتهم جنتان من أشجار السدر والأثل، ويقول سبحانه انهم اتبعوا الشيطان إلا قليلا منهم آمنوا بربهم..؟ يعني الكثيرون اتبعوا الشيطان..وعلي هذه الأرض قامت اول دولة يهودية وتقاتل (بني إسرائيل) فيما بينهم على أرضها، ولم تكن ( سباء وحمير سوي ممالك إسرائيلية) وفي هذه الأرض كانت (قصة الأخدود) التي قام بها ذو يزن الحميري بحق ( المسيحيين) بعد أن رفضوا ترك دينهم والالتحاق بدينه بعد أن اعتنق اليهودية..
كثيرة هي الالقاب التي وصفت بها  هذه البلاد مثل ارض الجنتين والعربية السعيدة، ثم ما جاء على لسان رسول الله صل الله عليه وسلم  الذي قال في أهلها (لقد جاءكم اهل اليمن فهم أرق قلوبا والين افئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية) وهي أقوال وصفات لا تنسجم مع حقائق واقع الحال في بلد التأمل في مسارها التاريخي يصيب المتامل بكثير من الحيرة والدهشة..!
هذه البلاد وبعد واقعة (كربلاء) لجاء إليها مع بعض أتباعه وفرسانه ( الإمام الهادي) هاربا من بطش بني امية، وعلى يديه تأسس( المذهب الهادوي) المختلف عن ( المذهب الزيدي) ولعقود طويلة ترسخت خلالها افكار وفلسفة الإمام الهادي وبعد وفاته انبثقت من مدرسته مدرستان هما (الجارودية) و (المطرفية) واخرى ثالثة لكنها لم تكن بزخم الجار ودية والمطرفية، خلال تلك المرحلة ظل المسلمين يقاتلون بعضهم ويخوضون معاركهم الخاصة فيما بينهم  في كل بقاع الأرض من أجل السلطة والثروة والنفوذ والسيطرة وكل مدرسة كانت ترى انها الأفضل والاقدر والأحق  بالحاكمية..؟
بعد قرابة أربعة قرون من وصول الإمام الهادي لليمن جاء (الناصر الاطروشي) من ( الديلم في إيران) مطرودا منها بعد أن اقدم على تنصيب نفسه إماما على مذهب الإمام زيد فاعتقل من قبل ملك بلاده وقبع في السجن لقرابة عامين ثم أفرج عنه شرط أن يغادر البلاد، فغادرها فعلا الي اليمن، مع مجموعة من أتباعه وفرسانه، ومع وصول الرجل بدأ في تصفية الهادوية وتصفية الجارودية والمطرفية وفرض المذهب (الزيدي) بعد أن سفك دماء الآلاف من أبناء اليمن من اتباع الهادوية والجارودية والمطرفية وكل من يخالف مذهبة، ودارت عجلة الصراعات الدامية على امتداد اليمن، التي لم تعرف الاستقرار. أو تتوقف عن خوض الحروب البينية الا لفترات تاريخية، حتى بلغت الصراعات مرحلة أن قامت في آن واحد أكثر من مملكة حتى أن المسافة الجغرافية بين صعدة وصنعاء كانت في فترة تاريخية مقسمة بين ستة أأئمة..؟!
وبين صراعات بينية داخلية وغزاة خارجين ظلت اليمن وشعبها يدفعون ثمن كل هذا وكان كل طرف (يكفر) الطرف الآخر ويشكك بعقيدته ولم يكن الأمر يخرج عن نطاق السلطة والحكم والرغبة في السيطرة على مقدرات الناس واستعبادهم مستغلين المشاعر الدينية الجارفة لدى أبناء الشعب اليمني.
ويمكن هناء الاستدلال بمواقف آل حميد الدين فقد عمل يحي حميد الدين على حشد القبائل لمقاتلة (العثمانيين) بعد أن أصدر فتوى بأن العثمانيين كفار واجب قتالهم وقتال من يواليهم، لكن حين حاوره الأتراك ومنحوه منصب (رئيس المحكمة الزيدية) وفق صلح (دعان) كما منحوه حرية جمع وتحصيل الأموال من الرعية باستثناء خولان وانس التي اعفاهما الأتراك من أي جباية لمدة عشر سنوات، كما منع الإمام يحي من التدخل بشؤن (الحنفية والشافعية) ومنعوه من التصديق على أحكام الإعدام إلا بعد موافقة الباب العالي اي السلطات العثمانية،وهذا ما نص عليه صلح دعان للأسف.. وكان هذا الاتفاق سببا لتفجر الخلاف بين يحي حميد الدين والقبائل وخاصة قبيلة حاشد التي واجهت الإمام يحي وكيف انه كان يصف الأتراك بالكفار ثم كيف أصبح الأتراك مسلمين بعد أن تعين رئيسا للمحكمة الزيدية..؟!
الأمر ذاته حدث قديما مع أأئمة سابقين كفروا الأتراك ثم استعانوا بهم ضد الدولة الوهابية الأولى.. حينها اعتبر اهل تعز كفار لأنهم والوا الأتراك فصدرة فتوى (التكفير بالتأويل) واعتبرت تعز (أرض خراج) لأن أهلها والوا الأتراك  بحسب رؤية أأئمة وفقها المرحلة، ولم يمر وقت طويل حتى أصبح الأتراك مسلمين واستعان بهم أأئمة ذالك العهد من أجل إخراج القوات السعودية التي وصلت لمنطقة حيس في الحديدة مقابل 200 الف فرنصي دفعت للاتراك جمعت من الرعية و3000 ألف قدح بن تسلم سنويا للاتراك ..؟!
و نلاحظ أن كل تلك الصراعات الدموية التي شهدتها البلاد واودت بحياة عشرات الآلاف من أبناء الشعب، تم خلالها  توظيف واستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية ومن أجل السيطرة على السلطة والحكم واستعباد الشعب وتطويعه ليكون في خدمة صاحب السلطة وحاشيته..
وقد أدى انهيار الدولة العثمانية إلى فرصة استغلها يحي حميد الدين فتحول من رئيس محكمة إلى أمام وملكا متوجا على الشعب اليمني  بقوة السيف..؟!
يتبع
25 اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)