ريمان برس - خاص -
أي عربي حر يحمل في تفكيره ووجدانه ذرة من قيم وأخلاقيات العروبة، سيجد نفسه مصطفا تلقائيا إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي مسلم حقيقي وصادق سيجد نفسه كذلك تلقائيا إلى جانب "إيران" في مواجهة الغطرسة الصهيونية _الأمريكية..
نعم بغض النظر عن كل مفردات " الشيطنة" وثقافتها التي طالت "إيران" فأن مواجهتها مع "الصهاينة وأمريكا" تحتم الاصطفاف الي جانبها من قبل كل عربي حر وكل مسلم صادق، وكل حر في العالم يرفض الهيمنة والغطرسة الإمبريالية الاستعمارية ..!
أعرف أن هناك نخب عربية سقطت في مستنقع العمالة والارتهان، ولم تعد تفكر بالأمة ووجودها الحضاري، ولا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد ولا يعنيها بقدر ما تعنيها" المخصصات الشهرية" التي تلقاها من امريكا أو من أنظمة البترودولار التابعة لأمريكا، وهذه النخب حريصة على تلك المخصصات والمصالح، أكثر من حرصها على اقطارها وشعوبها، فما بالكم بالأمة والدين اللذان لا وجود لهما في أجندات هذه النخب..؟!
نعم يبدوا هذا واضحا في طريقة تعاطي بعض من هؤلاء مع العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذين توزعوا بين شامت لا يخفى ترحيبه بالعدوان الصهيوني، وبين من يهول ويعيد تكرار عبارة " دي أمريكا يا أبني"..؟!
وأخرين غافلين وكأن ما يحدث بعيدا عنهم، ولا يعنيهم..؟!
سقطت أمام كل هؤلاء دول عربية وأنظمة عربية على يد أمريكا نزولا عند رغبة "الكيان الصهيوني" بدءا من العراق، ثم ليبيا، وسوريا، والسودان، واليمن، وتم خلال مراحل هذا السقوط المتتالي " شيطنة المقاومة " وتمزيق النسيج العربي قوميا وقطريا، وبقت "إيران" التي لا تعاقب فقط على برنامجها النووي، بل تعاقب على عدائها للكيان الصهيوني والغطرسة الأمريكية، وعلى موقفها الداعم للمقاومة في فلسطين التي لم يدعمها اي نظام عربي _ من أنظمة الارتهان العربي الراهنة _كما دعمتها إيران التي قدمت كل وسائل الصمود للمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، فيما عجزت الأنظمة العربية عن إدخال" علبة حليب أو قنينة مياه لاطفال غزة" .. غزة التي لازالت صامدة لقرابة عامين بفضل الدعم الإيراني، رغم أنها تواجه أعظم جيوش المنطقة المسنودة من اعتي دول وانظمة العالم..!
أن كل عربي وكل مسلم لم يقف اليوم الي جانب "إيران" بالفعل أن استطاع والموقف والكلمة في اضعف الإيمان، فلا هو عربي ولا هو مسلم، ولا علاقة له بالعروبة والإسلام، ولكن يبقى وصفه ب"الصهيوني" والمتأمرك المرتزق، الذي لا يختلف عن كل خونة وعملاء دونهم التاريخ في ذاكرته..؟!
أن سقوط إيران يعني ببساطه أن العرب سينداسوا تحت " بنعال الصهاينة" ولن تقوم لهم قائمة أن حدث وقدر الله وسقطت إيران..؟!
أن يكون أقرب حلفاء أمريكا من أنظمة الذل العربية بعيدين عن "أحذية الصهاينة" ولن تنفعهم علاقتهم بأمريكا التي ليس لها حليف في المنطقة والعالم إلا حليف وحيد هو " الكيان الصهيوني" الذي هو بمثابة قاعدة أمريكية متقدمة، ترى أمريكا في سقوطه نهاية هيمنتها على الوطن العربي وبالتالي حرمانها من ثروات المنطقة التي تسيطر عليها وتتحكم بها وأنظمتها..!
يكفي كل عربي حر وكل مسلم صادق وكل حر في هذا العالم أن بري هذا الردع الذي طال الكيان، ويرى تلك المشاهد في عاصمة الاحتلال التي لم تحدث منذ قام هذا الاحتلال على أرض فلسطين العربية قبل 77 عاما..!
آلا تجعلنا تلك المشاهد أن اصطف الي جانب إيران مباركا أفعالها ومفتخرا بها، على الأقل إكراما لقطاع غزة واطفالها الذين ابادهم الكيان في ظل صمت عربي واسلامي ودولي مطبق..؟! |