ريمان برس -
يحي الوطن بنخبه ومثقفيه ونخب عربية أخرى في أكثر من قطر عربي _الذكرى الرابعة _ لرحيل الدكتور عبد الوهاب محمود عبد الحميد _ الأمين القطري لحزب البعث العربي الأشتراكي _قطر اليمن _ وتأتي ذكرى رحيله الرابعة مغعمة بمرارة الفراق خاصة والذكرى تحل على أفراد أسرته ومحبيه ورفاقه تزامنا مع اعتقال نجله الدكتور رامي عبد الوهاب المغيب في سجون " سلطة الأمر الواقع" منذ أكثر من نصف شهر، لدوافع يعلم الله أسبابها،،!
مع ذلك أجدني رغم اعتقال الدكتور رامي أكثر تفاؤلا بحقيقة القول المأثور "الولد سر ابيه" وأن الدكتور رامي لن يكون إلا الوجه الأخر المشرق للدكتور عبد الوهاب محمود الذي أجزم انه لم يرحل لا فكرا ولا موقفا ولا قرارا ولا سلوكا، بل وان كان رحل بجسده، فأن كل مواقفه حاضره بيننا تتمثل في شخصية ومواقف الدكتور رامي الذي لن يكون إلا سر ابيه وحامل رايته الاجتماعية َوالوطنية والقومية وأن الطريق الذي شقه الدكتور عبد الوهاب لن ينقطع وسوف يواصل رامي السير فيه حتى تتحقق أهداف النضال العربي في الحرية والاشتراكية وَالوحدة، أو بالوحدة والحرية والاشتراكية لافرق المهم ان تنهض الأوطان والأمة وأن يستمر السير على طريق الدكتور عبد الوهاب محمود الذي كان _رحمه الله _من الرموز السياسية الوطنية والقومية الذي قال " لا" حين يجب أن يقولها بثقة وشجاعة ودون تردد، وقوبلت "لا" عبد الوهاب محمود بكل تقدير واحترام على الصعيد القومي، وأن كانت اثارت عبارته " لا" ضغائن على المستوى الوطني لكنه قالها ولم يبالي بتبعاتها، بل قالها بهامة مرفوعة أذهلت صانع القرار الوطني الذي اكتشف انه أمام شخصية استثنائية غير تلك التي خبرها خلال مهامه قال عنه الشهيد الرئيس صدام حسين ( نختلف مع الرفيق عبد الوهاب محمود في الممارسة لان لكل منا خصوصيات قطرية يجب مراعاتها وان كنا قوميبن " وقال عنه الرئيس حافظ الأسد" الرفيق عبد الوهاب محمود مناضل وطني وقومي نعتز بمواقفه وأنتمائه للبعث "..!
قال" لا "للرفاق داخل _ قطر اليمن _ وظل تؤام لرفيق رحلته القائد القومي الدكتور قاسم سلام.. رحمة الله تغشي الجميع..
اصطدم مع النظام ولم يعتزل أو يعتكف أو يساوم، بل نزل بين الجماهير واليها احتكم طارحا فكرته بكل شفافية وأسباب خلافه مع سلطة سياسية اخذة في اختزال كل التحولات بذاتها..!
تحفظ وبشجاعة على مواقف وطنية وقومية متصلة بحراك "البعث"وطنيا وقوميا، وقدم رؤية شاملة لإعادة هيكلة النشاط، غير أن ثمة تطورات درامية برزت مع تحقيق وحدة اليمن والغزو العراقي للكويت وما حدث بعد ذلك من تداعيات وطنية وقومية القت بظلالها على كل الأنشطة، ومع ذلك ظل عبد الوهاب محمود الشخصية الثابتة على الموقف والعهد والمبداء..
رفض أن يكون ظل للنظام ولا "محلل" يبرر له تصرفاته السلبية، بل حسم وبكل شجاعة مواقفه وانحاز للوطن والمواطن.
ظل الدكتور عبد الوهاب محمود حاضرا وبقوة في معترك الشأن الأجتماعي كشيخ و واجهة اجتماعية عصى على التجاوز، وسياسيا ظل الحاضر في مفاصل النشاط السياسي معبرا عن رؤيته بثقة وشجاعة رغم كل محاولة التشويش وابتسار المواقف وتجييرها احيانا، وقد فشلت كل تلك المحاولات التي سوف تفشل ايظا مع نجله رامي الذي يسير على خطى والده ويتحلى بذات الحكمة والحصافة، وأن كان رامي قد قال "لا" تقريبا بوقت مبكر، بفعل تداعيات الأحداث ودراميتها..!
أحياء ذكرى الفقيد الوطني والقومي الدكتور عبد الوهاب محمود بالتزامن مع موجة التضامن مع نجله الدكتور رامي عبد الوهاب المعتقل لدى أجهزة " سلطة الأمر الواقع" بالتزامن مع الحفاوة التي إظهرها الجانب الأخر في إحياء الذكرى، ولم يأتي ذالك الاحتفاء بدافع من مكايدة كما قد يتوهم البعض بل هو نتاج مكانة احتلها الدكتور عبد الوهاب في وجدان شعب وذاكرة وطن، والحال كذلك ينطبق مع ظاهرة التضامن مع نجله الذي يعبر عن مكانة هذه الأسرة المناضلة في ذاكرة الوطن والشعب، بعيدا عن ظاهرة التنابز السياسي، بل تعبيرا عن أهمية هذه الأسرة ومكانتها الاجتماعية ودورها السياسي في مسار التحولات الوطنية والقومية..
الرحمة والخلود للدكتور عبد الوهاب محمود في ذكرى رحيله الرابعة.. والحرية للدكتور رامي عبد الوهاب الذي يسير على خطى هامة وطنية لاتزل حاضرة في أوساطنا من خلاله ومن خلال مواقفه الوطنية والقومية، ومن خلال الشيخ محمود عبد الوهاب.. وبهما معهما سيبقى الدكتور عبد الوهاب محمود حاضرا اجتماعيا ووجاهيا وسياسيا وثقافيا، وستبقى " دارته" ملتقى الَوجهات الاجتماعية والنخبوية ولكل نشطاء العمل الوطني والقومي، وستبقى الشعلة التي اوقدها الدكتور والشيخ عبد الوهاب محمود متقدة لا تنطفي مهما كانت قوة الاعاصير السياسية.
23 اغسطس 2025م |