الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كان قرار تأميم شركة قناة السويس ضربة مؤلمة للهيمنة الاستعمارية بكل مقوماتها الاستعمارية والرجعية، وإيذانا بميلاد مرحلة حضارية وتاريخية جديدة للأمة العربية ومحيطها القاريء، ميلاد

الإثنين, 03-نوفمبر-2025
ريمان برس -

كان قرار تأميم شركة قناة السويس ضربة مؤلمة للهيمنة الاستعمارية بكل مقوماتها الاستعمارية والرجعية، وإيذانا بميلاد مرحلة حضارية وتاريخية جديدة للأمة العربية ومحيطها القاريء، ميلاد اوقد شعلته الزعيم الثائر جمال عبد الناصر الذي جاء حاملا للأمة مشروعا حضاريا نهضويا يبدد عن سماء الأمة قتامة مراحل تاريخية دامية عاشتها الأمة والشعب العربي تحت سنابك خيول الغزاة ومدافع المستعمرين وهيمنة قوي الإقطاع والطغيان.. حينها غضبت عواصم الاستعمار من قرار ناصر تأميم شركة القناة وفرح خصوم القائد من اتباع الاستعمار بالمنطقة الذين كانوا يتوجسون خيفة من زعيم الأمة الشاب الذي رغم صغر سنه إلا أن عقله حمل تاريخ الأمة مستوعبا دورها ومكانتها وموروثها الحضاري، مؤمنا بما جاءات به رسالات السماء وما حملته للأمة من دورا رياديا وقياديا يجب القيام به.. وهذا ما كانت تخشاه القوي الاستعمارية وعملت على محاربته وكانت فكرة تقسيم الوطن العربي و" وعد بلفور" واتفاقية " سايكس بيكو" قرارات استعمارية إستباقية قام بها المستعمر صانع الكانتونات العربية وراسم خرائطها ومنصب شيوخها الذين تعهدوا له بأن "لا يخرجوا عن طاعته حتى قيام الساعة" لذا حرص المستعمرين على حماية و رفاهية أتباعهم جاعلا منهم مجرد حراسا على حقول النفط الذي خرج بأيدي المستعمرين وبأيديهم يسوق ويوزع وليس لملاكه سوي اخذ حصصهم التي يقدرها المستعمر ذاته، وحرص المستعمر على أن تنفق هذه الحصص في ملاهيه واسواقه وعلى شراء منتجاته..؟!
ناصر كان الزعيم العربي الوحيد بعد الخليفة عمر ابن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي من أدرك عظمة وقوة هذه الأمة، كما أدرك عظمة وقوة مصر في قيادتها بل وقدرتها في التأثير المباشر على قارتي اسيا وأفريقيا،
فمصر لا تكمن قوتها في موقعها الجغرافي، ولا في قوة جيشها، ولا في قوتها الاقتصادية، لكن قوة مصر كانت ولاتزال وسوف تبقى مرهونة في قوة من يقف على رأس هرمها على قوة وإرادة ووعي قائدها بحقائق التاريخ والهندسة الجيوسياسية وكيفية التعامل مع أحداثها، وكأن ناصر من أكثر المصرين والعرب مدركا لهذه الحقائق مستوعبا إمكانية توظيف الطاقات الإيجابية لصناعة مجد مصر والأمة..
ناصر كان القائد العربي التالي للقائد صلاح الدين  الذي ارعب الاستعمار الغربي وحلفائه من الخونة، وأرهب الإمبراطوريات الاستعمارية واربك مخططاتها وكان بالنسبة للقوي الاستعمارية ودول الوصاية وحلفائهم من الخونة العرب هو مصدر الخطر الحقيقي ليس على الوجود الصهيوني في فلسطين، بل ولكل القوي الاستعمارية ومصالحها في الوطن العربي وفي قارتي اسيا وأفريقيا، وقد كان عدوان 1956م فعل استعماري رجعي طبيعي لأزاحة ناصر ومشروعه القومي النهضوي ورؤيته الثورية التحررية التي ألهبت مشاعر شعوب أفريقيا واسيا بعد الوطن العربي، غير أن نتائج العدوان جاءت بعكس ما حلم به أعداء ناصر الذي خرج من تحت غبار العدوان زعيما وثائرا قوميا، ورمزا ثوريا لشعوب العالم الثالث، نتيجة اربكت القوي الاستعمارية وأقلقت قوي الرجعية العربية والإقطاع واعوان الاستعمار و" كلافيه" من "عبيد اسطبلاته"..!
بعد العدوان الذي لم يكن "ثلاثي" بل متعدد الأطراف والأهداف والدوافع شاركت فيه رسميا " ثلاث دول" هم بريطانيا والعدو الصهيوني وفرنسا، لكن في حقيقته كان عدوانا مركبا متعدد الجهات والأطراف، إذ كان فيه جماعات الإسلام السياسي، وفيه الأنظمة الرجعية، وفيه الإقطاع، وفيه النخب المرتهنة لثقافة الغرب، وفيه حتى قوي قومية ويسارية تصنف نفسها بالتقدمية، لكنها رأت في ناصر وافكاره ومشروعه القومي، وشعبيته خطرا يهدد وجودها، فكان أن تقاطعت مصالح كل هؤلاء مع مصالح القوي الاستعمارية في العداء للزعيم ومشروعه ولكل منجزاته حتى أن كتاب أمثال  توفيق الحكيم، و نجيب محفوظ، وبعدهم جاء أنيس منصور، وعلى سالم _ الأكثر تحمسا للتطبيع مع العدو _ اعتبروا أن بناء السد العالي من أخطاء ناصر وشنوا عليه حمله بطريقتهم مع انهم كتبوا مقالاتهم التي هاجموا فيها ناصر والسد تحت انوار كهرباء السد العالي..؟!
أن عظمة مصر بعظمة قائدها ودورها المؤثر مرهون بشجاعة قائدها وقدرته على استشراف مكامن القوة في وجدان شعب عربي عظيم هو الشعب العربي في مصر الذي يمتلك طاقات روحية وحضارية ومادية تمكنه من امتلاك كل مقومات الفعل وصناعة التاريخ والأحداث..
لذا نرى وبعد أكثر من نصف قرن على رحيل الزعيم الخالد لايزل طيفه يرعب أعدائه وصوره تزعج خصومه في الداخل والخارج، وافكاره تحارب وكأنها رجسا من عمل الشيطان، أكثر من نصف قرن والألة الإعلامية تعمل على شيطنة ناصر ومشروعه القومي وتحاول التقليل من منجزاته وتصفها بالأخطاء القاتلة، حملة تمولها الأنظمة الرجعية العربية وتدبرها مطابخ الاستعمار ويسوقها مرتزقة عرب من مثقفي البترودولار الذين أصبحوا يحجوا في عواصم الأنظمة النفطية ويعتمروا في عواصم الغرب الاستعماري، يتحدثون عن ديمقراطية مزيفة وعن حريات

كاذبة وكرامة إنسانية مهدورة..!
رحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر العظيم والرحمة والخلود لكل الأحرار الذين قضوا على طريقه، طريق الحرية والأشتراكية والوحدة، والخزي والعار على أعداء الزعيم واعداء من ساروا على طريقه، الذين وبعد نصف قرن عجزوا أن يثبتوا ولو لمرة واحدة انهم يمتلكون وأن ذرة من حرية أو كرامة، نعم فشلوا خصوم ناصر وأتباعه وافكاره ومشروعه، أن يقدموا ولو دليلا واحدا يثبتوا من خلاله انهم عربا ومسلمين وينتمون للأمة وحتى لاقطارهم وان لديهم ما يقدموه لاقطارهم وأمتهم أفضل مما قدمه ناصر الذي سيبقى زعيما خالدا في وجدان وذاكرة الأمة، ومع كل حبي وتقديري لاشقائنا في مصر العروبة والكرامة، غير اني مؤمن أن عظمة مصر ليست في تسخير أجهزة الإعلام وتقنيات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، أن عظمة مصر لا تصنعها البروبجندا الإعلامية وإلا سيتفاجي شعبها وأمتها أيضا ذات يوم انهم كانوا عائشين في العالم الافتراضي وليس لهم على الواقع وجود، خاصة ومصر اليوم في دائرة الاستهداف المباشر، لأن أعدائها لم يكتفوا من تكبيلها باتفاقية كمب ديفيد والسلام المزعوم وتمكنوا فعلا من عزلها عن أمتها وقضاياها المصيرية، كما تمكنوا من تجريد مصر من دورها ومكنوا دويلات هامشية مثل الإمارات وقطر والسعودية أن تصبحا أندادا لمصر بل وتعدت أدوارهم دور مصر حيث عبقرية الزمان والمكان..!
لدرجة ان يقول شخص مثل "الجولاني" سابقا و "الشرع حاليا" أن " مصر تفتقد لعناصر التطور والتقدم" ومن قلب الرياض يتحدث بهذه اللغة..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)