الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
ذات يوم قال مبدع سوريا والأمة (محمد الماغوط) عبارته الشهيرة (سأخونك يا وطني) ثم كانت العبارة عنوانا لكتاب حمل ( أحلام الماغوط) ونزقه وكل مفردات القهر التي نمت و ( أعشوشبت) في تجاويف وجدانه والذاكرة

الثلاثاء, 22-أبريل-2025
ريمان برس - خاص -

ذات يوم قال مبدع سوريا والأمة (محمد الماغوط) عبارته الشهيرة (سأخونك يا وطني) ثم كانت العبارة عنوانا لكتاب حمل ( أحلام الماغوط) ونزقه وكل مفردات القهر التي نمت و ( أعشوشبت) في تجاويف وجدانه والذاكرة، برزت بعض تفاصيلها في ( كاسك يا وطن) المسرحية التي قدمت جزءا من معاناة المواطن العربي.
في بلادي أرتال المقهورين تزدحم، وطوابير المقصيين من ذاكرة _الوطن _ تزداد طولا بحيث أصبحت تمتد من  (المهد) إلى ( اللحد) ومن حضن (الأباء) إلى ( أنامل الأحفاد) المتمسكين بأنامل (الأجداد )  بظهورهم المحنية وبركاكة عبارات يطلقها ( الأجداد من آفواه) فيها بقايا من ( أسنان وضروس) عبارات يحاولوا من خلالها زرع اخر بذور الأمل بالمستقبل في وجدان وذاكرة جيل كل من في هذا الوطن عاجزا عن إجابته عن شكل واطياف مستقبله والوطن..؟!
( الماغوط) لم يخون وطنه بل رحل بقهره، لم ينتظر من جاء بعده وطبق عباراته و ( خان وطنه) ماديا و روحيا، ومارس بحق وطنه ما يمكن وصفه ب( زناء المحارم)..؟!
سؤالي _العنوان _ وطني ماذا بعد يا وطني؟ _ يأتي إتساقا مع منغصات اللحظة _الوطنية _ لحظة تبدو وكأننا نصارع فيها أمواج (طوفان نوح) ولكن بلاء (سفينة أو فلك) تحملنا وتقينا من غرق محتوم، ولم نسمع فيها صوت ينادينا بالصعود، وليس في الأفق ثمة جبل يعصمنا والوطن..؟!
وطني قصة حبنا له  تتماهي مع قصة (جميل وبثينة)..؟! نعم إنها سردية غرامية مجبولة بكل مشاهد الغرام الجنوني والعشق العذري جمعتنا مع وطن أمتهن مهنة  قتل كل من احبه والدوس ب( أقدام مستعارة) على كل عشاقه، ويشرب  ( نخب هزائمه) من دماء عشاقه، حتى أصبح مدمنا على أحتساء دماء العشاق..؟!
وطني أدمن إستراتيجية قهر المقهورين عليه، وعقاب الحالمين بمجده، فيما منح أعدائه والحاقدين عليه كل ممكنات (  الرفث) وأدوات (العهر المقنن)..!
حقا لا أدري من منا أستاسد سياسة (جلد الذات) نحن؟ أم الوطن؟ لكني أدركت _أخيرا _ أن كل شيء ممنوع مرغوب في وطني، وكل ما يخالف الفطرة الإنسانية مقبولا فيه.. هنا وطن يمقت ( الحياة) ويسخر منها ويعشق ( الموت) وكأنه الحياة..!
وطن يقنعك بكل أيات الله وتعاليمه وتعاليم انبيائه ورسله أن (الفقر) قضاء وقدر، وأن فقراء الدنياء هم أثرياء الجنة في الأخرة..؟!
هنا حيث (الفاسد شاطر) و (الحرامي أحمر عين) و (القاتل شجاع) و( قاطع الطريق ثائر)..؟!
وهنا (الشريف غبي) وصاحب المبادئ (متخلف) و  ( المثالي أهبل)..؟!
هنا في وطني كل شيء يسير بالمقلوب، و (الأركسة) عنوان السلوك، هنا في وطني تجد (الفاسد) مسؤلا مهابا، و (الحرامي) أمين خزائن المسلمين، و(العميل حاكم)
والوطني الصادق ( خائن)..؟!
هنا صاحب المال مقدس ومهاب وصاحب مكانة مرموقة وكلمته مسموعة، حتى وان كان (حرامي، أو مهرب،) فهذا لا يعيبه طالما يملك (إله المال) ف( المال إله ورب) كما وصفه (الحلاج) القائل لقومه (أنتم وما تعبدون تحت قدمي) فاقتادوه للمقصلة بتهمة ( الكفر والردة) مع أن الرجل كان محقا فيما قاله بعد أن  توصل لقناعة راسخة   بأن اهل زمانه لم يكونوا يعبدوا الله خالقنا بل كان ( ربهم المال) ويعبدون المال  ولهذا قال ما قال ولم يصدق خصومه انه قال فهرولوا لصلبه للتخلص منه ومن مضايقته لهم..!
زمان وطني ورجاله لا يختلفوا عن زمان (الحلاج) ورجاله، ولهذا تلاحقنا _ مأسة الحلاج _وسنظل نتدثر بها إلى ما لا نهاية، في وطن الخيانة فيه وجهة نظر لأنه يعيش بمن فيه في كنف الخونة وفي قبضتهم ..؟!
لهذا نختلف عن (الماغوط) في قوله لأن (الخيانة في وطني) أصبحت حقا محتكرا وحصريا بيد ( النافذين) وهي ملكية فكرية وعلامة تجارية خاصة بهم ومحرمة على غيرهم، وبالتالي حتى (الخيانة) صادرها البعض منا وأصبحت حق مكتسب لهم، وهم فقط من يملكون الحق في ممارستها وليست من حق أيا كان غيرهم ..؟!
صنعاء في 25 إبريل 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)