ريمان برس - خاص -
ذات يوم مؤغل وخلال إحتفال اليمن ب( العيد العاشر للوحدة) شهد ميدان السبعين عرضا عسكريا مهيبا وغير مسبوق بحضور زعامات عربية وأجنبية، العرض آثار حفيظة ولي العهد السعودي _حينها _عبد الله بن العزيز الذي همس بإذن جاره على المقعد وكان بجواره الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قائلا : لمن هذه القوة؟ رد عليه بوتفليقة للأمة العربية، رد بن عبد العزيز :لا يا فخامة الرئيس هذه القوة موجهة ضدنا؟ رد بوتفليقة :لا يا سمو الأمير، بل هي دعما لكم وللأمة ومن أجل فلسطين؟ لم يقتنع ولي العهد السعودي بما قاله الرئيس الجزائري _ مصدر الحوار مقابلة مع الرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة بثها تلفزيون الجزائر عام 2011م..!
عام 1995م وأثناء اجتماعات لجأت ترسيم الحدود اليمنية _السعودية آثار الجانب السعودي_ حسب رئيس اللجنة اليمنية الاستاذ المرحوم عبد القادر باجمال _نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، مسألة الجيش اليمني وقدراته التسليحية وطرح الأمير سلطان فكرة أن يكون الجيش اليمني وعقيدته جيش دفاعي وعقيدة دفاعية،وكانت _السعودية _قبل ذلك قد أوقفت دعم اليمن مشترطة على صنعاء إلغاء التجنيد الإلزامي لطلاب الثانوية والجامعة وحدث ذلك، ثم أمتد الأمر إلى الأمريكان الذين تبرعوا بمهمة شراء السلاح من القبائل اليمنية وخصصوا لهذا الهدف ملايين الدولارات وبدأت الفكرة تنفذ ميدانيا وأنهمك السفير الأمريكي _ ادمون هول _ وأعضاء السفارة في مهمة التنقل بين القبائل اليمنية لشراء الأسلحة الخفيفة منهم بأسعار مغرية _حينها _ 500 دولار لكل بندقية ألية، فيما سعرها _حينها _كان بحدود 200 دولار، فشلت الخطة لأن كل قبيلة كانت تبيع اسلحتها سرعان ما تجد البديل، أكتشفت السفارة الأمريكية الحكاية واتهمت بعض أركان النظام _حينها _بالمشاركة بخديعتها، خاصة والسفارة كانت تشتري سلاح القبائل وتسلمه لوزارة الدفاع..؟!
ظل الجيش اليمني وقدراته هاجسا مقلقا لدى السعودية والأمريكان معا..!
مع بداية تفجر الأحداث كان الجانب الأمريكي قد اقنع بعض القادة في النظام على التخلص من بعض القدرات العسكرية وخاصة القدرات الصاروخية الثقيلة _الباليستية _ القادمة من العراق وكوريا الشمالية وبعض الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي..!
فيما اعتبرت السعودية إعادة هيكلة الجيش جزءا من رعايتها للمصالحة بين اليمنيين، تفجرت الفتنة انشق الجيش وتوزعت قدراته وتمزقت، وبقي فيه بعض القدرات، لكن سرعان ما ( تملشنت) تلك القدرات وتشكل (الانتقالي)، وتنافرت بقايا القدرات العسكرية، تم التخلص من القائد العسكري الابرز في الجيش عدنان الحمادي، تم تدجين بقايا هياكل الجيش بكوادر ذات إنتماء واحد (الإخوان) وتعززا بمجاميع مسلحة من ذات الطيف، اعيد هيكلة (الجيش الوطني) على أمل أن يكون نؤاة لجيش وطني حقيقي، تم تنحية عبد ربه وقدوم (العليمي) الأكثر ولاء وطاعة للرياض وواشنطن، تم تشكيل ما يسمى ب( قوات المقاومة الوطنية) بقيادة (طارق صالح)، لم تقتنع الرياض بكل هذا التمزق العسكري فشكلت ما يسمى (بقوات درع الوطن) مهمته شكليا مواجهة (الانتقالي) في إطار تنافس سعودي _ إماراتي، متخذة من ( التيار السلفي) الموالي لها حاضنة ونوآة لبناء جيش إحلالي بديل يحل محل بقية التشكيلات العسكرية الأخرى، خصصت الرياض لهذا التكتل العسكري إمكانيات ومميزات استثنائية ورواتب مغرية تفوق بكثير مرتبات الجيش الوطني، وراحت تستقطب كوادر من الجيش الوطني للانظمام لهذه القوات التي تدرب وتعد وتؤهل في معسكرات سعودية وعلى أراضي السعودية..؟!
هذا السلوك أوجد وبلاشك خلل في بنية الجيش الوطني وفي قناعته ناهيكم عن تذمر طال حتى الولاء والعقيدة في ظل ضروف إقتصادية خانقة، إلى جانب توزع ولاءات بعض افراد وضباط الجيش اللي كان الي المكونات ( المليشياوية) كلا بحسب معتقداته الايدلوجية، بعد أن تم طمس العقيدة الوطنية والولاء الوطني من كافة المكونات السياسية والعسكرية والأمنية، وترى الرياض أن مهمتها رغم كل ما حل بالجيش لم تكتمل إلا بسيطرة ( قوات درع الوطن) على جغرافية ما يسمى ب (الشرعية) ومنها محافظتي المهرة وحضرموت وشبوة وصولا إلى سقطري ومارب وتعز وحتى الساحل الغربي، وأن تكون هذه القوات (درعا للوطن ) ولكن ليس للوطن اليمني، بل (للوطن السعودي)..؟!
حدث كل هذا في ظل هشاشة الفعل السياسي وعبثيته وفساد بزكم الأنوف طال كل مفاصل ما يسمى ب (الشرعية) التي أرتهنت لمحاور إقليمية ودولية ومنها تستمد شرعيتها..؟! |