ريمان برس -
يواصل الفريق سلطان السامعي عضو السياسي الأعلى تكرار دعوته للمصالحة الوطنية والانفتاح بين أطراف الصراع من أجل اليمن الأرض والإنسان..
يرى الفريق السامعي أن أزمة اليمن وبعد كل هذه السنوات العجاف التي مرا بها الوطن والمواطن، أصبحت عصية على الحل العسكري وأن الاستئنزاف لقدرات الوطن والمواطن أصبحت ظاهرة عبثية غير مقبولة، والرهان على الحلول الخارجية مغامرة غير مأمونة العواقب لأن الخارج أيا كان وكانت مواقفه مع هذا الطرف أو ذاك هو في الاخير يعمل وفق مصالحه، وبالتالي لم يعد أمام اليمنيين من خيار سوي الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وان فرقاء الصراع مطالبين بالعودة لعقولهم ومراعاة مصلحة الوطن والشعب..
دعوة السامعي المتكررة للمصالحة الوطنية تنم عن رؤية وطنية وبعد نظر استراتيجي، انطلاقا من حرص المدرك بأن حل الأزمة اليمنية يجب أن تكون بيد اليمنيين الذين عليهم تغليب مصلحة الوطن والشعب على مصالحهم مهما كانت فليس هناك مصلحة اهم وأكثر قدسية من مصلحة الوطن والشعب، ومن هذه القناعات ينطلق الفريق السامعي بدعواته ويصر ويتمسك بمواقفه الثابته الداعية للحوار الوطني الشامل..
في ذات السياق جاءت دعوة الفريق السامعي الأخيرة المتعلقة بالأسري وضرورة إطلاق الاسري من قبل أطراف الصراع بدون شروط وبدون حسابات سياسية بعد أن أدرك الفريق أن ورقة الاسري قد تحولت إلى ورقة سياسية وإسقطت عنها الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، ويرى الفريق أن إطلاق سراح الاسري من قبل أطراف الصراع دون شروط أو تحفظ ليس مجرد واجب إنساني لدمل جراحات القلوب المكلومة لأسر وأهالي الأسري، بل يرى فيها ايظا نافذة نحو حوار وطني شامل ينهي أزمة الوطن والمواطن ويعيد لهما الاستقرار والسكينة الاجتماعية..
قضية الاسري قضية إنسانية ووطنية واجتماعية والمفترض أن لا يكون هناك اصلا أسري أن كان أطراف الصراع فعلا لديهم مشاعر وطنية وأنهم يخوضون معتركهم من أجل الوطن والشعب، ولأن من يحمل مشروعا وطنيا صادقا منهم عليه أن لا يتعاطى مع خصمه كعدو لدود لان الصراع القائم هو صراع من أجل السلطة والحكم، وأن نهاية الصراع هو الاتفاق والتوافق عبر الحوار وتقاسم السلطة والنفوذ، وبالتالي فأن أطراف الصراع يجب أن يعودوا لأصولهم باعتبارهم يمنيين اختلفوا وتحاربوا لدوافع سياسية كان يمكن حلها بالحوار ولم يحدث فخاضوا فيما بينهم حربا طاحنة دامت عشرة أعوام لم ينتصر فيها طرفا على الأخر، وهذا يعني فشل الحل العسكري ولم يعود أمام الأطراف المتحاربة سوي العودة للحوار وحل مشكلة الوطن التي أوجدوها هم، لم يوجدها الوطن ولم يوجدها الشعب، بل إن الوطن والشعب معا ضحايا هذه النخب المتصارعة، التي عليها اليوم وقبل الغد التسليم بالفشل العسكري والقبول ببعضها والاعتراف ببعضها والعودة لطاولة الحوار الوطني الشامل الذي يجب أن أشارك فيه كل النخب والأطياف والشرائح الوطنية والنخب الوجاهية ورجال المال والاعمال، وعلماء الدين والمثقفين، حوار وطني يوضع أسس لمشروع وطني جامع وشامل، مشروع يحترم حقوق كل الأطياف السياسية والطبقات والشرائح الاجتماعية، يتمخض عنه عقد اجتماعي ملزم يرتقي لمرتبة " القدسية"، وإطلاق سراح الاسري من قبل كل الأطراف، دليل حسن النية وتعبيرا عن الانتماء الوطني، وخطوة على طريق الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة..
أن من العيب فعلا أن يكون هناك اسرى يمنيين في سجون أطراف يمنية ويعاملوا كأسري حرب او تحت أي بند وتهمة، وعلى يد يمنين أمثالهم، فيما الصراع سياسي، نهاية اتفاق وتوافق كل هذه الأطراف، ما لم يكون لدي أطراف الصراع نوايا أخرى مثل " التقسيم وتشطير الجغرافية" وأن ينصب كل طرف نفسه مسؤلا على جزءا من الجغرافية الوطنية وحتى هذا السلوك ليس من حقهم بل يعد عدوان على سيادة وطن وكرامة وإرادة شعب..؟!
الرهان على الأطراف الخارجية لحل الأزمة أو نصرة طرف علي أخر يمثل خيانة سافرة ايظا لن يقبل بها الشعب الذي واقعيا يعاني من كل الأطراف وإذا ما تم له حرية الاختيار لرفض كل أطراف الصراع واختار من أبناء الوطن من لا يتلوثوا بالفساد وبالدم الوطني ولم يتسولوا بعاهات الوطن والشعب أو راهنوا على نصرة الخارج على الداخل الوطني..؟!
أن دعوات الفريق سلطان السامعي يجب أن تؤخذ بجدية وبمسؤلية لأنها تحمل حلولا لمعظلات وأزمات قادمة قد تكون أكثر إيلاما على أطراف الأزمة الذين يستحيل عليهم أن يلغوا بعضهم أو يصفي بعضهم البعض..!
ودعوات الفريق السامعي تأتي استباقا لما هو آت أن لم يعود أطراف الصراع لبعضهم ويقبلوا بحوار بعضهم، وإطلاق سراح الاسري لديهم بداية الطريق نحو حل الأزمة.
لقد أثبتت سنوات الصراع فشل كل الأطراف في تقديم نموذج وطني يثير إعجاب المواطن، بل أصبحت النخب المتصارعة محل سخرية من قبل الغالبية الوطنية ومن قبل العالم بأسره، وان كانت مواقف "صنعاء" من القضية الفلسطينية تثير إعجاب البعض من باب اضعف الإيمان، فأن معاناة الداخل تزداد سوءا، فيما الطرف الأخر أصبح مثير للسخرية والشفقة معا..؟!
أن من لا يهتبل دعوات الفريق السامعي ويتجاوب معها بجد ومسئولية، فأنه في القريب العاجل سوف يدفع ثمن تجاهلها، وأن كانت دعوات الرجل السابقة التي أطلقها في ديسمبر 1992م قد قادنا تجاهلها لحرب صيف 1994م فإن مبادرته التي أطلقها من " القاهرة" التي جعلها منفاه الاختياري قد قادتنا لازمة 2011م، وهو من حذر مسبقا من تداعيات 2 ديسمبر 2017م وحاول جاهدا وبرفقة الشهيد صالح الصماد وآخرين تجنبها لكن أحدا لم يستمع، وها هو اليوم يكرر دعواته ويحذر من تبعات تجاهلها لأن تجاهلها يعني القادم أسواء على الجميع.
للموضوع صلة |