الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كثيرون يتسألون عن مواقف كل من " روسيا الاتحادية" و " جمهورية الصين الشعبية" مما يحدث في المنطقة منذ أكتوبر 2023 م، مرورا بضرب قيادة "حزب الله" وتحييد الحزب وما لحق لبنان من دمار امتد

الأحد, 06-يوليو-2025
ريمان برس -

كثيرون يتسألون عن مواقف كل من " روسيا الاتحادية" و " جمهورية الصين الشعبية" مما يحدث في المنطقة منذ أكتوبر 2023 م، مرورا بضرب قيادة "حزب الله" وتحييد الحزب وما لحق لبنان من دمار امتد من القرى الحدودية في الجنوب، إلى الضاحية، بل والي قلب العاصمة بيروت، ومن ثم طال الاستهداف اهم حلفاء "موسكو "الاستراتيجيين في المنطقة والمتمثل بنظام الرئيس بشار الأسد، الذي تفكك بطريقة درامية مثيرة للدهشة والغرابة والحيرة، وصولا إلى ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستهداف منشأتها النووية وهو فعل غير مسبوق ومحرم بكل القوانين الدولية، فاستهداف منشأة نووية، تعني تعريض ملايين البشر داخل وخارج "إيران" لخطر " الإشعاعات النووية"..؟!
حدث كل هذا دون أن يكون هناك رد فعل واضح من قبل روسيا والصين، رد فعل يتجاوز البيانات التقليدية بمفرداتها النمطية، التي التزمت بهما كل من "موسكو" و "بكين" وتحديدا منذ تفجرت معركة طوفان الأقصى مع العلم ان كل العاصمتين كانتا قد سبق لهما وتبنتا مواقف إيجابية تجاه القضية الفلسطينية وقامتا بمساعي توفيقية من أجل وحدة الصف الفلسطيني وتوحيد مواقفهما، وكأنت هذه المواقف مثار انتقاد " أمريكي _إسرائيلي"..!
غير أن دور العاصمتان تلاشي إلى حدٍ كبير بعد تفجر أحداث أكتوبر ورد الفعل " الصهيوني _الأمريكي _الغربي" على ملحمة طوفان الأقصى، الذي تجاوز كل الحدود والأعراف والقيم العسكرية والاخلاقية والإنسانية، ليصبح رد الفعل هذا عبارة عن جرائم حرب وحرب إبادة تمارسها أقوى وأعظم القوي في المنطقة والعالم، ولم نرى بالمقابل  مواقف روسية _صينية ترتقي لمستوى حرب الإبادة، والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وزادت الحيرة حين تابعنا كيفية سقوط حليفهما في المنطقة " النظام السوري بقيادة بشار الأسد" وصولا إلى استهداف " إيران" التي تعد على الخارطة الجيوسياسية، بمثابة رأس حربة دفاعا عن روسيا والصين ونفوذهما الجيوسياسي..!
الكثير يدركون أن " روسيا الاتحادية" اهتمامها منصب على كسب حربها مع "أوكرانيا، والناتو، واورباء"، ومن أجل كسب هذه الحرب فأن" موسكو "على استعداد لخوض مواجهة نووية وفعلا بعد أشهر فقط من اندلاع هذه الحرب، حركت روسيا منصات صواريخها النووية ووضعتها في حالة تأهب وجاهزية، وهذا ما جعل أمريكا والغرب وأوكرانيا والناتو، يعيدون النظر باستراتيجية المواجهة مع روسيا، معتمدين على طريقة حرب استئنزاف روسيا، ومعها إجراءات عقابية صارمة وغير مسبوقة طالت روسيا القيادة والشعب والمؤسسات وكل القطاعات الاقتصادية الروسية، عقوبات طالت الاقتصاد والفكر، والادب، والتعامل المالي، واللغة ، وصولا إلى طرد " الطلاب الروس" من مدارس، ومعاهد، وجامعات أوروباء، وأمريكا، وتحريم اللغة الروسية ومعاقبة كل من ينطق بها في الغرب وأمريكا..؟!
في المقابل هناك "الصين" ومواقفها وهي العدو الأول لأمريكا والأخطر، بل والأشد خطورة على الأمن القومي الأمريكي، وكانت عودة " ترمب" للبيت الأبيض أساسها وهدفها مواجهة الصين والحد من نفوذها..!
في سياق أخر تعد كل من "موسكو" و "بكين" عرابتا مفهوم " عالم متعدد الأقطاب" الذي فتح افاقا أمام دول العالم التواقة للانعتاق من هيمنة أمريكا ومن سياسة "ترمب" التي لا تقف عند نطاق الدبلوماسية التقليدية المتعارف عليها في علاقة الدول ببعضها، بل أعتمد الرجل سياسة بديلة ليس لها تعريف في قواميس الأدبيات السياسية المتعارف عليها، فالرجل جاء البيت الأبيض متسلح بسياسة الصفقات وهيمنة القوة، أي انه يوظف القوة لتمرير الصفقات السياسية دون اعتبار لكل المفاهيم القانونية والحقوقية والحضارية والتاريخية ناهيكم عن ابعادها الإنسانية التي ليس لها مكان في أجندة الرجل..!
بالعودة الي مواقف كل من "روسيا والصين" تنتصب أمامنا مجموعة من التساؤلات، والكثير من علامات الاستفهام، لكن إذا ما تأملنا بكثير من التأني سنجد أنفسنا أمام استراتيجية عكسية تبنتها البلدين في مواجهة واشنطن، تقوم على توظيف إستراتيجية "الفوضى الخلاقة" التي ابتكرتها أمريكا لتطويع خصومها والعبث بقدراتهم وبمجتمعاتهم، وراحوا يوظفوها بطريقة عكسية، أي جعل أمريكا ذاتها تعيش هذه "الفوضى" بل ويشجعوها للمضي قدما في توسيع بؤر التوتر على خارطة العالم وتبنيهم فكرة "التدمير الذاتي" دون حاجتهم للتدخل المباشر ومواجهة واشنطن، بل أتاحوا لها المجال لتدمير ذاتها بنفسها مكتفين برصد أخطائها وتدوينها والتعبير عنها بطرق تقليدية أمام المنظمات والهيئات الدولية، في مسعى من هذا الثنائي إلى توريط واشنطن بالمزيد من القضايا واستئنزاف رصيدها الحضاري والأخلاقي والإنساني، وقدراتها الاقتصادية ولكن بطريقة، تجعل العالم _أولا _يتذمر من سياستها، بما في ذلك حلفائها، و _ثانيا _توسيع دائرة خصومها، وسحب حلفائها تدريجيا بدوافع اقتصادية وسياسية كما هو حال الصين والروس مع دول وأنظمة الخليج، ودور الصين مع دول الاتحاد الأوروبي..!
فيما يتعلق بموقف البلدين روسيا والصين من أزمة المنطقة، رغم ان نتائج المواجهة الدامية فيها ستؤول نتائجها لصالحهما ولصالح مشروعهما في عالم متعدد الأقطاب الذي تحاول أمريكا اليوم الهروب من استحقاقاته، ومحاولة دفنه بفعل غطرسة القوة، والتغطية عليه بسحب الحرائق المشتعلة في المنطقة، وقد تجد واشنطن نفسها محتاجة لإشعال حرائق أخرى أو تجديد حرائق كانت قد خمدت، وهذا ما ترغبان به روسيا والصين، إضافة إلى حسابات أخرى سياسية وعقائدية تحكم وتتحكم بمواقف البلدين، منها "روسيا" _مثلا _ التي لا يمكن أن تنسي دور " المجاهدين العرب" والمال العربي، ومواقف العرب، في " أفغانستان" الذين حشدوا كل قدراتهم لمحاربة " السوفييت" نيابة عن أمريكا والغرب، فيما "الصين" تحفظ جيدا مواقف المسلمين وتحريضهم لمسلميها القاطنين في أحد أهم اقاليمها، ذاتي الحكم، الذي تتخذ منه أمريكا والغرب وغالبية الدول والمكونات الإسلامية نافذة لاستهداف الصين، عوامل مبررات تجعل كل من موسكو وبكين التركيز على أولويات القضايا التي تهمها، والتي قطعا ليس فيها خوض المواجهة مع أمريكا والغرب من أجل عيون العرب والمسلمين وان كانتا توظفان أزماتهما في سياق اهدافهما الجيوسياسية.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)