ريمان برس -
مشيناها خُطى كتبت علينا ومن كتب عليه الخُطى مشاها.. تقودنا الحياة إلى حيث تريد قهرا وقسرا وعنوة، ودون رضائنا تعصف بناء الأقدار باتجاهات وكأننا بقايا من ( عصف مأكول)..!
ربما الأسوى في المسار أن يجد المر نفسه يقف في المنزلة بين المنزلتين أي بين الحياة والموت.. نعم أن اسوي أشكال القساوة الحياتية أن تجد نفسك تعيش على الهامش فلا ( حياة كاملة) ولا ( موتا مريحا ) ، بل تعيش في مسار فيه هامشا من ( حياة) وبعضا من ( الموت)..؟!
مشيناها خُطى حاملين على اكتافنا جبالا من الأحلام وفي الوجدان أنهارا من الأمنيات تنساب في تجاويف الذاكرة كشلالات متلالئه نقية بنقاء النوايا التي تستوطن الذاكرة وتجري في مجاري الدماء في الشرائين..؟!
لكن كتبت الأقدار علينا أن نخطوا بخُطى متعثرة، في حقولا زرعت بألغام قاتلة..!
حياة نعيشها بقوانين فرضها ( القتلة واللصوص) لم يفرضها القدر فالقدر لايؤمن بالظلم ولا يعتمد القهر ولم يسلط إنسان لاستعباد إنسان اخر، أن القدر عادل وأمر بتطبيق العدالة بين البشر، غير أن انتهازية البعض وجشعهم حول الحياة الي جحيم واوجد أشكالا متعددة للعبودية والقهر الاجتماعي وتعددية اطياف الظلم وأصبح أصحاب القوة والنفوذ ( ألهة تعبد) من دون الله..؟!
أكاذيب تسوق ويكوي بها الوعي الجمعي، أكاذيب أصبحت هي زاد يتجرعه الجوعي ويتلذذ بتسويقه المترفين من أصحاب القوة والنفوذ الذين يبيعون دماء الغلابة في أسواق النخاسة وبورصات القهر المتجدد في مجتمعات أصبح فيها غاية وامنيات من فيها يختزل ب( رغيف خبز) مغمس بالذل ومعجون بدموع المقهورين ويخبز باهات الملتاعين الباحثين عن بقايا كرامة في واقع اهدرت فيه كرامة الأرض والإنسان..؟!
هنا وهناك حيث تصدح المنابر وترتل المآذن أيات القهر ومنها عليها تتلي مفردات ( الطاعة) بأصوات خاشعة تحمل طبقاتها سمفونية الزهد وتقاسيم التقوى، وما أن تنتهي التلاوة حتى يصدح صوت القارئ يتلوا ترانيم من كتاب الوالي ويسرد على اسماع المتلقيين مناقب ( أمير المؤمنين) وبركاته وعطفه ومكارمه على (عبيده) دون أن يغفل عن تذكيرهم بأن (الجوع جهاد) وان ( القهر بلاء) وان ( الظلم الذي يحيق بهم تطهير للذنوب) ..؟!
أعلم أن في كل صدر قلب، وفي كل قلب همه الفريد وهو في رحلة الحياة يرى ويسمع ويتألم أو يرضى ويسلم بالعادات ويعتبرها أساس الحياة، لأنّ الحياة هي العادة المكرّرة فيما الغريب أن الموت يعيد صياغة البشر ويجعلهم أكثر إحساساً بالحياة والناس لا يفرون من الموت لأنّهم يحبون الحياة أو يكرهون الموت، وكيف لهم أن يكرهون شيئاً لم يجربوه..؟!
لكن الناس يكرهون حتما (الجوع) ويمقتون (القهر) ويرفضون (الظلم)، في زمن يجيد فيه أبطاله صناعة (الجوع والقهر والظلم) ويسوقون هذا الثالوث المريع للقطيع الذي قبل المساومة بحريته وكرامته وإنسانيته مقابل بقايا من (رغيف) ملوث بكل مفردات الامتهان يلقى به أصحاب القوة والنفوذ _لصوص وحرامية _المرحلة..؟! |