ريمان برس -
نعم.. ستبقى سوريا قلب العروبة، وستبقى دوحة العروبة، بل هي كل العروبة ومعها في الخندق صنعاء والقدس وبيروت _المقاومة _وبغداد.. كما ستبقى سوريا حاضرة الإسلام ومعها الجمهورية الإسلامية الإيرانية..
ما يجري في بعض النطاقات الجغرافية العربية السورية _مؤخرا _ لا يمكن اعتباره مجرد (صدى) لما جرى في لبنان وادي الي اتفاق لوقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو بعد ضغوطات لبنانية وإقليمية ودولية تعرضت لها المقاومة الإسلامية في لبنان ممثلة ب(حزب الله) الذي تعرض لمؤامرة إستهدافية مركبة متعددة الأطراف والابعاد والأهداف والغايات، مؤامرة دولية متكاملة تعرض لها (حزب الله) على خلفية مواقفه الإسنادية لنصرة فلسطين ومقاومتها، مؤامرة لو تعرضت لها أكبر دولة إقليمية لانهارت في ساعات..!
بيد أن وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني شكلت لأعداء الأمة نقطة انطلاق لضرب وحدة الساحات ونسف جسور التواصل بين مكون محور المقاومة ناهيكم أن هزيمة العدو وحلفائه في غزة ولبنان وفي البحر الأحمر دفعتهم لفتح الملف العربي السوري باعتبار (دمشق) هي الحاضنة التاريخية للمقاومة سوي كانت في فلسطين أو في لبنان والعراق ناهيكم عن علاقة دمشق المتميزة مع صنعاء وطهران وتلك عوامل من الطبيعي أن تدفع أعداء الأمة الي تحريك بيادقهم الإرهابية التي تتحرك بأمر ( واشنطن _ تلابيب) إلى جانب بعض الأطراف الإقليمية التي خسرت رهانها في سورية رغم الحماس والثقة التي استوطنت هذه الأطراف ومنت نفسها ذات يوم في إسقاط النظام القومي في دمشق وتمزيق النسيج الاجتماعي والجغرافي لسورية طمعا في السيطرة على ثروات هذا البلد العربي..!
بدوره (السلطان العثماني) الذي حاول منذ عام مد جسور تواصله مع (دمشق) بعد أن ايقن استحالة الانتصار للمخطط الذي راهن عليه ذات يوم ممنيا نفسه بإعادة أمجاد اسلافه على سورية والمنطقة، قبل أن يدرك أن ليس كل ما يتمناه المر يدركه، وان الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فقرر إعادة تعبيد علاقته مع (دمشق) التي بدورها وضعت شروطا لعودة هذه العلاقة، فكانت الأحداث الأخيرة التي تشهدها محافظتي (حلب وأدلب) وجغرافية شمال الجمهورية العربية السورية حيث الثروات الهائلة التي تحتضنها تلك الجغرافية والتي بسببها ورغبة في السيطرة عليها تأمر على دمشق أعدائها واذنابهم من ( النخاسين) العرب للأسف، الذين هم ذاتهم من اوقدوا حريق الحرب في اليمن والسودان والصومال وصمتوا على حرب إبادة الشعب الفلسطيني والهدف هو السيطرة على ثروات شعوب الأمة والإتجار بها من قبل أسيادهم المستعمرين والصهاينة المحتلين..!
أن هزيمة المشروع الصهيوني _الأمريكي في العراق واليمن _أولا _ثم هزيمة هذا المشروع في فلسطين ولبنان على أيدي الابطال المقاومين، جعل سورية هدفا لهم للتغطية على هزائمهم في فلسطين ولبنان والبحر الأحمر في اليمن، ودفعوا بمرتزقتهم من القتلة الإرهابيين الذين تحركهم أمريكا والكيان الصهيوني، هؤلاء الإرهابين الذين تحشدهم ما يسمى (جبهة نصرة الصهاينة والامريكان) بقيادة (أمير الموساد الإرهابي أبو محمد الجولاني) هذا المرتزق وعصابته الإجرامية من عملاء الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية الذين لم يطلقوا يوما طلقة رصاص باتجاه فلسطين والعدو الصهيوني حتى نحو فضاء فلسطين وحسب، منحتهم أمريكا والعدو الصهيوني إشارة البدء هي عبارة عن رسالة متعددة الاتجاهات من ( الصهاينة وإدارة بايدن) الراحلة موجهة لكل من _ دمشق _وطهران _ وموسكو _ هدفها خلط الأوراق وتعقيد تداعيات قادم الأيام وخاصة فيما يتعلق بمهام قادمة للإدارة الأمريكية الجديدة ورغبة من إدارة ( بايدن) إرباك إدارة خلفه ( ترمب) قبل أن تستلم مهامها وإجبارها على التعامل مع الحالة الأوكرانية بذات السياق الذي تعاملت به إدارة ( بايدن)، ناهيكم عن رغبة واشنطن في إرباك الكرملين على ضوء الإنجازات التي تحققها الأخيرة في الميدان الأوكراني ولأن موسكو تقف الي جانب سورية ولها حضورها السياسي والعسكري في سوريا، كل هذا اذا أضفنا إليه رغبات وأهداف (السلطان العثماني) ومعه تداعيات العلاقة الإيرانية مع دول الغرب على ضوء التصعيد الذي شهدته العلاقة الإيرانية _الأمريكية والغربية والرغبة الصهيونية _الأمريكية في معاقبة إيران على خلفية مواقفها من المقاومة ودورها في محور المقاومة وما حققه هذا المحور من معادلة اجبرت الكيان والغرب وامريكا على إعادة حساباتهم مع هذا المحور الذي ينظرون إليه كخطر يهدد مصالحهم..؟!
ما تشهده سورية هي محاولة استهداف مركبة في سياق صراع جيوسياسي دام يحق فيه لسوريا وهي دولة ذات سيادة أن ترفض الإملاءات والرسائل الإرهابية التي تصدرها واشنطن وحلفائها في المنطقة وفي مقدمة هؤلاء الحلفاء الكيان الصهيوني دون أن نغفل دور السلطان العثماني الذي يرغب بدوره في الاستثمار بالأزمة السورية بل وفي تأمين نفسه من (ملف الأكراد) مع ان هذا الملف بيد واشنطن وليس بيد دمشق..؟!
ثمة سؤال يفرض نفسه وهو أن محاولة ابتزاز دمشق بورقة الإرهاب محاولة فاشلة وقد ثبت فشلها منذ عقد من الزمن، وان كانت المحاولة تأتي على خلفية الضربة التي وجهت لحزب الله والمقاومة ومحاولة إرباك طهران وموسكو فإن هذه المحاولة خاسرة ودمشق لن تخضع مطلقا مهما كانت دموية رسائل واشنطن والصهاينة الهادفة الي لي ذراع دمشق وإجبارها على القبول بما لم تقبل به من عقد..؟!
لكن المثير في أمر الجماعات الإرهابية في سورية التي تزعم انتمائها (لأهل السنة) وتظم مجموعات إرهابية جلبوا من كل بقاع الأرض هو أين كانت هذه الجماعة من أحداث فلسطين ولبنان؟؟!
أين فقه (السنة) من هؤلاء القتلة و( الصهاينة المتأسلمين)..؟
لا اريد ان اتفوه بكلام قد يرتد عليا _ اخلاقيا _فأنا أكبر من أن أصف هؤلاء الإرهابين بغير انهم صهاينة ومرتزقة وأحذية للكيان وامريكا والسلطان العثماني الذي يمني نفسه ب(خلافة المسلمين) وليس فيه غير صفات ومواصفات (نخاس) قانونه يعطيه شرعية بالمتاجرة بكل شيء الدين والقيم والأخلاق طالما هناك سوقا لبيعها وعوائد مرجوة منها انه يزعم إسلامه لكنه للأسف يمارس سلوكيات ( المرابي اليهودي شايلوك) في مسرحية وليم شكسبير (تاجر البندقية)..؟!
سوريا سوف تنتصر والرئيس بشار الأسد سوف يلعب بالنار ويحرق بها اوكار الإرهاب ويحرق بها قلوب داعميهم ومخططاتهم القذرة.. لكن يبقى ما يجب أن نستوعبه ونحتفظ به في ذاكرتنا هو حقيقة الهوية ( لجبهة نصرة الصهاينة) الملعونة قيادة وأفرادا ومعجبين.. والله من وراء القصد.
صنعاء صباح 30 نوفمبر 2024م |