الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ( يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ).. 
ومع ذلك كان صل الله عليه وسلم

الأحد, 02-فبراير-2025
ريمان برس -

قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ( يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام )..
ومع ذلك كان صل الله عليه وسلم يردد دائما ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر) وهنا ساوي رسولنا المصطفى بين الكفر والفقر وعذاب القبر..!
في بلد لا يحكم فيه القانون يمضي فيه الناس إلى السجن بمحض الصدفة، ولا يوجد مستقبل في بلد يتمدد فيه الفقر كما يتمدد ثعبان في الرمال المتحركة، وحيث يوجد فقر لا يوجد مستقبل..!
ويقال إنه وفي ظل حكومة فاضلة الفقر عار، وفي ظل حكومة سيئة الغنى هو العار..!
ويقال أيضا أن الفقر و الجهل و المرض و متى اجتمع هولاء  الثلاثة كفر الشعب بالدولة ومات في النفوس كل شعور وطني..؟!
الفقر قطعا ليس عيبا فالله هو مقسم الأرزاق بين عباده، وجعل بعضهم لبعض سخريا وجعل لكل عبد من عباده دورا ومكانة، لكن الفقر قد يصبح جريمة اجتماعية واخلاقية وإنسانية حين تغيب العدالة الاجتماعية ويغيب القانون المنظم لحياة المجتمع، وحين تصبح (المادة) هي محور الاهتمام وغاية وهدف كل أفراد المجتمع الذين يجدون أنفسهم مجبرين قهرا وقسرا التعاطي مع واقع مادي مجرد من كل القيم والأخلاقيات، وفي كنف منظومة فاسدة..؟!
هنا حيث اجد نفسي كمواطن أنتمي _مجازا _لهذا الوطن مطالب بتأدية كل ما عليا من واجبات قسرا بالمقابل اجدني مجرد من الحقوق وعاجز عن التعايش في واقع مختل القيم والمعايئر القانونية والإنسانية والاخلاقية، واقع أرى فيه الوطن مأزوم يعاني من حرب داخلية  وعدوان خارجي وحصار، واري الشعب يعاني ويعيش شضف العيش وقساوة الحياة، معتمدا _بعضهم _على مساعدات الخارج فيما الغالبية يقاسون بصمت وبقهر ومرارة مسيرة الحياة، في ذات الوقت الذي أرى فيه ( طبقة أثرياء) جدد يصعدون ويتسع نفوذهم، واري حركة تنمية وعمران متسارعة الخطي، واري أثرياء كانوا يواصلون التقهقر وأثرياء برزوا يسابقون الريح بصعودهم نحو عرش الثراء الطفيلي الذي يمكن أن نميزه في أنماط السلوك الاستهلاكي، واري معهم نخب سياسية نافذة ومتحكمة بالقرار الوطني تعيث بالأرض فسادا وتنهب ثروات الداخل الوطني وتنهب مساعدات وصدقات الخارج، وهم بحكم (اللصوص) الذين أمر الله سبحانه وتعالى ان يعاقبوا بقطع أيديهم، ولكن للأسف نتباهي بالدين وإنتمائنا إليه حين نطبق الشرع بقطع يد (سارق دبة الغاز) ونغض الطرف عن (سرق ابار الغاز) بل نعمل على ترقيتهم وتمكينهم من مناصب سيادية أكبر..؟!
نرى الخونة والعملاء يعيشون حياة الترف الباذخ، ونرى الفاسدين يتماهون معهم في حياة الترف، ولأنري لكل هؤلاء رادع يردعهم فيما الملايين يعانون شضف العيش وقساوة الحياة، لذا حين تجد نفسك تعيش وأسرتك  في واقع كهذا الذي نعيشه اليوم في بلاد _ الحكمة والإيمان _التي ليس لها من هذا اللقب نصيب، حين تجد نفسك مهدد وجوديا وحياتيا، وحين تعود منزلك فتجد (المؤجر) ينتظرك مع قبيلته وشعاره ادفع وإلا ( أضرب وأخرج للشارع) وحين تجد أولادك وبناتك  طردوا من المدرسة لعدم سداد الرسوم ومحرومين من دخول  الامتحانات، وحين تجد مريضك في الراقد بالمستشفى قد منع عنه العلاج والفحوصات لعدم دفع فلوس للمستشفى، خاصة وفي كل مستشفى خاص او حكومي أصبح هناك (سجن) يزج فيه بكل من تأخر عن السداد،او يطلب منك تقديم (رهن) الذي لابد أن يكون إما سيارة عليها القيمة أو مصوغات ذهبية..؟!
يحدث لك كل هذا وانت اصلا بلا راتب ولا وظيفة، وحين تجد من تخرج من أولادك من الثانوية بشق الأنفس يرى وترى معه الالتحاق  بالجامعة حلما بعيد المنال..؟!
أمام هذه المعاناة تصبح (الخيانة فرض عين) والعمالة حق مشروع، لأن من غير الممكن بل من المستحيل ان تبقى لديك ذرة مشاعر تجاه وطن تعيش فيه كل هذه المعاناة.. نعم كان يمكن أن تتحمل وتأكل تراب مع أسرتك لو ان من يتنفذون على هذا الوطن يعيشوا نفس معاناتك لأن المساواة بالظلم عدل والمساواة بالجوع والقهر والفقر عدل أيضا، والله سبحانه وتعالى الذي حرم علينا بعض المحرمات، لكنه سبحانه حلل لنا ( اكل الميتة للمضطر) بل ذهب سبحانه ابعد من هذا حين اباح للأسير المعذب من المسلمين أن ( يكفر بلسانه شرط أن لا يضمر الكفر في قلبه) إتقاء شر الأخر وحتى ينجو من الهلاك على يد من أسره..؟!
والبلاد التي يغيب عنها العدل ويسطر الظلم والقهر بكل أشكالهما، بلاد لا علاقة لها لا بدين ولا بقيم..؟!
ومع كل ما سلف ليس الفقر هو الجوع الى المأكل.. أو العرى الى الكسوة.. ، الفقر هو القهر.. الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح.. الفقر هو استغلال.. الفقر هو قتل الحب وزرع البغضاء.. لهذا قالوا الأسلاف أن  الفقر أبا الجرائم، وأخطر انواع الفقر فقر القيم الاجتماعية وفقر العلاقة بين الشعب ومن يتحكم به وينهب ثروات الوطن باسم الشعب والوطن فيما الشعب والوطن لاعلاقة لهما بمن نصبوا أنفسهم أوصيا عليهما قهرا وقسرا وعنوة عن الوطن والشعب.
ذات يوم مؤغل سأل الخليفة العباسي  هارون الرشيد فيلسوف زمانه (بهلول) عن حكم عقاب السارق فقال بهلول :أن كان سرق عن مهنة فتقطع يده، وأن كان سرق عن إملاق فتقطع رقبة الخليفة.. وفي بلادنا لصوص وحرامية وسرق لايحتاجوا قطع أيديهم بل يحتاجوا وضعهم في ( اخدود)..!
للموضوع صلة
صنعاء في 2 فبرائر 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)