الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أعود واتساءل ماذا يعني لنا (الوطن) وفق التعريف العلمي واللغوي والاجتماعي والإنساني والأخلاقي، وكذا وفق تعريف الأعراف والتقاليد الحضارية المكتسبة فالوطن يعني باختصار (الأمن والأمان) والملاذ

الثلاثاء, 04-فبراير-2025
ريمان برس -

أعود واتساءل ماذا يعني لنا (الوطن) وفق التعريف العلمي واللغوي والاجتماعي والإنساني والأخلاقي، وكذا وفق تعريف الأعراف والتقاليد الحضارية المكتسبة فالوطن يعني باختصار (الأمن والأمان) والملاذ والحضن الدافئ، وهو (الأم) وهو الحنان والسكينة والعرين الذي يعطيك السكينة ويمنحك طاقة من مشاعر إنسانية خلاقة، فهوا واحة الإبداع والتطور ومعمل الازدهار والتقدم ومختبر للبناء والتنمية، الوطن هو ( الأم) و(الأب) و(الولد) وهو (الأخ) و (الأخت) وهو ( الحبيب) وعنوان العشق وينبوع الحنان ونهر الكرامة الدافق..؟!
عاطفيا الوطن هو كما اسلفت، لكن هل فعلا هذا هو الوطن؟ نعم هو يفترض أن يكون كذلك أي كما اسلفت، لكن في واقعنا اليمني الأمور تختلف جذريا وفق معطيات راهن، وفق هذه المعطيات فأن الوطن لايزل مجرد (حلم) وحلم بعيد المنال وعصي على التحقق، والسبب ان ما نحن فيه ونعيش فوق أرضه وتحت سمائه ليس الوطن المنشود ( لي ولأمثالي) على الأقل ممن بلغنا مرحلة ( تقديس الوطن) ومن أجله وفي سبيله جعلنا منه  كل احلامنا ومبلغ أمانينا ولم نفضل عليه  حتى أنفسنا وأطفالنا وهناك من دفع حياته ثمنا لهذا الحب، وهناك من عرف ( عتمة الزنازين) وذاق قساوة ( سياط الجلادين) ومرارة الهجرة والتشرد والحرمان من الدفء الأسرى وكله من أجل وطن للأسف هذا الوطن لم يعترف يوما بعشاقه بقدر ما ( دان بالولاء والطاعة حتى الخنوع لجلاديه)..!
أولئك الذين اعتبروا ولايزالون يعتبرون هذا الوطن مجرد (إقطاعية) خاصة بهم وإنهم ملاكه الحصرين، منهم من امتلكه (بصك إلهي) غير قابل للطعن أو التشكيك ومن يجرؤ على الطعن والتشكيك هو (مارق وزنديق ومرتد) وخارج عن الدين والملة..!
وأخرين يرؤن إنهم امتلكوا هذا الوطن ( بصك تاريخي) وبقوة (القبيلة) وتضحياتها و( دماء شيوخها) الأبرار..؟!
وفي الحالتين تم مصادرة إرادة الشعب وحقه بالوطن، كما تم مصادرة الوطن من قبل ( الثنائي) الذين يتصارعون من أمس واليوم وربما غدا على ملكية الوطن والهيمنة عليه، فيما الشعب ليس له رأي وليس هو (الحُجة) الذي بيده أحقية الفصل وهو المرجعية التي يفترض أن يعودوا إليها أطراف الخصام أو ( الثنائي) المختلفين على أحقية تملك الوطن..!
قد يتساءل بعض الزملاء والأصدقاء أو من يتابع ما اكتب _ أن كان هناك متابعين لما  اكتب أصلا _ عن دوافعي لمثل هكذا كتابات وأقول صادقا أن ثمة تجربة _ميدانية _ عشتها خلال الاشهر الأخيرة من العام الماضي وبداية العام الحالي، تجربة كانت قاسية لدرجة الفزع المرعب، تجربة أجبرتني تداعياتها أن أقف أمام مؤلم بتفاصيله حد القهر..!
تجربة أشعرتني قساوتها أن وطننا مصادر ومنهوب، وأن ثمة (لصوص وقراصنة وقتلة وقطاع طرق وفاسدين وعملاء وخونة) نهبوا منا وطننا الذي حلمنا به طويلا وحلم به من قبلنا أجدادنا وابائنا، وسيبقى كما يبدو حلم يراود مخيلة ابنائنا واحفادنا وربما سيظل مجرد حلم تتوارثه الأجيال إلى ما لانهاية طالما هناك من يصرون على حصرية ملكيته وإنه مجرد إقطاعية يتوارثوها هم وأبنائهم كابرا عن كابر، وأن هذا الشعب مجرد (شقاة وعبيد في اسطبلات) الثنائي النافذ في وطن ترسخت فيه ( ثقافة العصبية) بكل مشاربها في سبيل أن تبقى (الولاءات العصبية) هذه هي الفاعلة والحاضرة والبديلة عن (الولاء الوطني) وحين تصبح الولاءات موزعة من قبل الشعب لرموز (المذهب) و( القبيلة) و( الطائفة) و (الحزب) و(المنطقة) فهذا هو أهم إنجاز تحافظ عليه رموز هذه المسميات حتى تبقى على ديمومة نفوذها وحتى يبقى الوطن وقدراته وحاضره ومستقبله رهينة لدى هذه الرموز التي ترى نفسها (الوطن) والوطن بدونها مجرد سراب ليس إلا..؟!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)