ريمان برس - خاص -

لم تعد خير أمة أخرجت للناس، ولم تعد أمة وسطاء، ولم تعد أمة الرسالة الخالدة، لقد فقدت هذه الأمة التي يطلق عليها _مجازا _الأمة العربية، كل مبررات ومقومات وجودها الحضاري والإنساني، وأصبحت بمثابة (عالة) على من ينتمون إليها وعلى العالم..؟!
هي أمة مريضة، محبطة، مهمشة، ومغلوبة على أمرها، لأنها استكانت حتى الركوع، وتخاذلت حتى الانبطاح، وتمزقت حتى الانهيار، وفقدت كل قدراتها الحضارية، حين تمترست أنظمتها على تخوم الحدود الوهمية، وتحمست للتجزئية والتشطير، وكرست ثقافة الانعزال والخصوصية الوطنية واخذ كل نظام طريقه بعيدا عن البقية الذين يشاركونه الجغرافية والعقيدة والثقافة والحضارة واللغة والتاريخ، ذهب الجميع كلا في نطاقه الكانتوني ينسج لنفسه هوية وتاريخ وحضارة وثقافة وعقيدة..؟!
( كانتونات) بأسم دويلات قطرية ممزقة الهوية والعقيدة والمواقف، ترسخ في ذاتها ثقافة إنعزالية، وكل دويلة تستجدي الحماية من عدوها وتتأمر معه ضد بعضها..!
كانتونات و دويلات هي بمثابة (محميات خاصة) لمحاور إستعمارية خارجية تحكمها وتتحكم بها وتدير كل شؤنها، وتمارس عليها إستراتيجية الاحتوي المزدوج..!
إذ نجد هذه الكانتونات أو الدويلات تمارس التأمر ضد بعضها وتكيد لبعضها وترسخ ثقافة الأحقاد والكراهية والثأرات ضد بعضها، هذا فيما يتصل بعلاقة هذه الكانتونات أو الدويلات العربية فيما بينها، كدويلات وأنظمة كل منهم يستجدي رضاء هذا المحور الاستعماري أو ذاك وينسق معه ويقيم معه تحالفات ضد الآخر العربي  الذي لا يقل عنه تأمرا وخيانة..؟!
داخليا وعلى مستوى كل كانتون أو دويلة نجد المجتمع يعيش حالة تمزق واحتراب ذاتي، وتتفشي في أوساط كل مكون عربي ثقافة الحقد والكراهية والتأمر الذاتي، فهناك من يحقد على الأنظمة وهناك من تحقد الأنظمة عليهم ومكون اجتماعي يحقد على مكون اجتماعي اخر وكلاهما يعيش تحت سماء وفوق أرض نطاق جغرافي واحد يسموه وطن..!
غير أن هذا الوطن المزعوم يكون دائما محمية خاصة للأقوياء من أصحاب القوة و النفوذ والمال والوجاهات القبلية النافذة، فيما الغالبية الشعبية تقضي حياتها داخل هذه الكانتونات كالمسجونين المحكومين بالأعمال الشاقة..؟!
على هذه الجغرافية المسمى مجازا _الوطن العربي _والمقسم الي ( 22 كيان) هلامي لا يمكن أن تطلق عليهم مسمي (دول) فهذا المسمى أكبر بكثير من قدرتهم وفوق طاقاتهم لكن ممكن وصفهم ب (الدويلات) أي شبه الدولة ومع ذلك فأن وصف (المحميات) هو الوصف الأكثر دقة الذي يليق بهذه الكيانات الهلامية التي تدار من قبل ترويكا من (العبيد) المرتهنين الذين نصبتهم محاور وجهات خارجية وهي من تحكمهم وتتحكم بقرارهم ومصيرهم ومنها يستمد حكام الكانتونات أو الدويلات شرعيتهم..!
على هذه الجغرافية أنظمة تتأمر على بعضها وتتحالف مع أعداء الأمة ضد بعضها وضد مصالح الأمة ووجودها وحقوقها..؟
وعلى هذه الجغرافية حكام وأنظمة يتأمرون على شعبهم الذي يحكموه ويمثلوه، ويتأمروا على وطنهم المزعوم الذي يتحدثوا عنه ويدافعون عن سيادته..؟!
إنها أمة فقدت بصورة كلية كل علاقتها بقيمها وثقافتها وعقيدتها وأخلاقياتها وبموروثها الحضاري التاريخي، أمة لم تعد على ( دين الله) ولا علاقة لها لا ب(محمد) ولا ب(يسوع) ولا بشرائعهما وما انزل عليهما من رب العالمين..؟!
إنها أصبحت أمة (ترمب) و(نتنياهو) وكتابها دستورها لم يعد (القرآن الكريم) ولا (التوراة والإنجيل) بل ( بروتوكولات حكماء صهيون)..؟!
فيا رب أقم القيامة وأنقذ بقايا عبادك المخلصين من هذا العالم المقرف والمخادع والمنافق ومن حكام الأمة الزنادقة الأوغاد..؟!
[email protected]