ريمان برس -
عبد الغني اليوسفي
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس 2025، نكرّم المرأة اليمنية على دورها الفعال في بناء المجتمع وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
منذ فجر التاريخ، كانت المرأة اليمنية عمودًا فقريًا لمجتمعها، تناضل وتكافح لتثبت جدارتها. وفي عام 2003، بزغت بارقة أمل مع نظام الكوتا الذي منحها 15% من مقاعد صنع القرار، خطوة وإن كانت صغيرة، إلا أنها كانت بداية لرحلة طويلة نحو المساواة.
في مؤتمر الحوار الوطني، سطع نجم المرأة اليمنية أكثر، حيث حصدت 30% من المقاعد، رقم يعكس إرادتها الصلبة وقدرتها على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل وطنها.
لكن، وبين الواقع والحلم مسافة لا تزال طويلة. فالتقدم الملموس على أرض الواقع يصطدم بجدار من التحديات، يتطلب تضافر جهود الإرادة السياسية وتغيير عميق في نظرة المجتمع.
اليوم، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، يبرز دور المرأة كشريان حياة وصانعة سلام أكثر من أي وقت مضى. مشاركتها الكاملة في العملية السياسية وبناء السلام ليست مجرد مطلب، بل هي ضرورة حتمية لتحقيق الاستقرار والتنمية.
المرأة اليمنية، بتاريخها الحافل بالنضال والإنجازات، هي الأمل الذي يضيء دروب المستقبل، وهي القوة القادرة على صنع التغيير.
المرأة اليمنية شريان الحياة
المرأة اليمنية شريان الحياة ومرجعية التاريخ ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس 2025، نكرّم المرأة اليمنية على دورها الفعال في بناء المجتمع وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
اولا: المقدمة : في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وكماهي الجمهورية اليمنية تحتفل مناسبة لتكريم إنجازات المرأة في مختلف المجالات، والتأكيد على حقوقها ومساواتها في المجتمع. وفي عام 2025، يأتي هذا اليوم تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات"، وهو شعار يدعو إلى العمل على تحقيق المساواة الكاملة للمرأة في جميع أنحاء العالم.
المرأة اليمنية شريان الحياة:
المرأة اليمنية تعتبر ركنًا أساسيًا في بناء المجتمع وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن. رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، لا تزال النساء اليمنيات قوة دافعة للتغيير. في يوم المرأة العالمي، نكرّم نساء اليمن على صمودهن وشجاعتهن في مواجهة الصراع والتحديات.
*دور المرأة اليمنية في بناء السلام*
النساء اليمنيات ليسن فقط ضحايا للصراع، بل هن ركائز أساسية لصنع السلام والاستقرار في اليمن.هن يلعبن دورًا محوريًا في بناء مجتمعاتهن وتعزيز استدامتها. كما أنهن يعتبرن مصدر إلهام لنا جميعًا.
*التحديات التي تواجه المرأة اليمنية*
النساء اليمنيات تواجه تحديات كبيرة في المجتمعات الريفية ومخيمات النزوح.هن يتعرضن للعنف والتمييز، ويتم استبعادهن من العملية السياسية. لذلك، من المهم ضمان تمكينهن من المشاركة بأمان وبشكل متساوي وهادف في العملية السياسية.
*دعوة لتمكين المرأة اليمنية*
نحن ندعو جميع صناع القرار والأطراف إلى ضمان تمكين النساء اليمنيات من المشاركة بأمان وبشكل متساوي وهادف في العملية السياسية. كما نؤكد التزامنا بمواصلة الدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تحمي حقوق المرأة وتعزز أصواتها وتدعم دورها في رسم مستقبل اليمن.
ثانياً:رسالة المبعوث الأممي بمناسبة اليوم الدولي للمرأة
7 مارس2025
مع إحياء اليوم الدولي للمرأة، نحتفي بنساء اليمن اللواتي، رغم تحمّلهن العبء الاستثنائي للصراع، ومواجهتهن للتهديدات الممنهجة ومحاولات إسكات أصواتهن، ما زلن قوة دافعة للتغيير. وبينما يتحمّل جميع اليمنيين وطأة الحرب، تواصل النساء تجاوز تحديات هائلة—ليس كضحايا، بل كركائز أساسية لصنع السلام والاستقرار في بلدهن.
من خلال عملنا في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، حظيتُ وزملائي بامتياز التفاعل والعمل عن كثب مع العديد من النساء اليمنيات الملهمات. ولهذا، نبقى ملتزمين بشدة بجعل المرأة والسلام والأمن في صميم جهودنا، والسعي نحو مستقبل لا يكون خاليًا من الصراع فحسب، بل قائمًا على أسس الأمان والكرامة والمساواة كحقوق مكفولة للجميع.
من القائدات السياسيات والخبيرات الفنيات، إلى المفاوضات والمدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيات والناشطات المجتمعيات—النساء اليمنيات لسن فقط عنصرًا أساسيًا للسلام، بل إنهن حجر الأساس لأي حل مستدام للصراع في اليمن. كما ندرك التحديات التي تواجهها النساء في المجتمعات الريفية ومخيمات النزوح، حيث يظل صمودهن وقدرتهن على التكيفعاملاً جوهريًا في الحفاظ على نسيج المجتمع رغم التحديات الجسيمة. لا يكفي أن تُسمع أصواتهنّ فحسب، بل يجب أن يكنّ جزءًا فاعلًا في رسم طريق السلام في اليمن.
في هذه المناسبة، أدعو جميع صناع القرار والأطراف إلى ضمان تمكين النساء من المشاركة بأمان، وبشكل متساوٍ وهادف في العملية السياسية، ومواصلة دورهن المحوري في بناء مجتمعاتهن وتعزيز استدامتها. كما أؤكد أنا وفريقي التزامنا الثابت بمواصلة الدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تحمي حقوق المرأة، وتعزز أصواتها، وتدعم دورها في رسم مستقبل اليمن.
إلى نساء اليمن: قوّتكنّ وشجاعتكنّ مصدر إلهام لنا جميعًا. صمودكنّ يمنح الأمل لهذه الأمة، ورؤيتكنّ للسلام والعدالة ستسهم في بناء المستقبل الذي تستحقه اليمن. اليوم، نكرّمكنّ.
ثالثاً:نمــاذج من النسـاء الخــالــدات
المرأة اليمنية في التاريخ: نماذج خالدة للحكم والقيادة
تُعد المرأة اليمنية رمزًا للقوة والحكمة عبر التاريخ، حيث لعبت أدوارًا محورية في مختلف جوانب الحياة، من الحكم والقيادة إلى الفكر والدين. وتُظهر الروايات التاريخية والنقوش الأثرية مكانة مرموقة للمرأة في المجتمع اليمني القديم، حيث تولت مناصب رفيعة كالملكات والأميرات والكاهنات، وأثبتت جدارتها في إدارة شؤون الدولة والمجتمع.
يمن الخالدات: حكاية ملكات صنعن مجد التاريخ
في قلب الجزيرة العربية، حيث تتربع اليمن شامخة بتاريخها العريق، سطعت نجمات مضيئات في سماء الحكم، نساء خلدهن التاريخ بصفحات من ذهب، ملكات وأميرات، حكيمات وقائدات، سطرن أروع الأمجاد في أرض سبأ وحمير.
بلقيس: ملكة سبأ الحكيمة
بدأت الحكاية بملكة سبأ، بلقيس، ذات الحكمة الراجحة والعقل الثاقب. في عهدها، ازدهرت مملكة سبأ، وتطورت في شتى المجالات، فغدت مضرب الأمثال في الرخاء والازدهار. لقد كانت بلقيس رمزًا للقوة والعدل، وحكمت مملكتها بحكمة وعدل، فخلد التاريخ اسمها كواحدة من أعظم ملكات التاريخ.
شوف السبئية: المدافعة عن العرش
وفي زمن مضى، نصبت شوف السبئية نفسها مدافعة عن أخيها، ونجحت في مسعاها بفضل حكمتها ودهائها. سجلت انتصارها في نقش على جدران معبد أوام، المعروف بمحرم بلقيس، وأهدت تمثالًا ذهبيًا للمعبود المقة، اعترافًا بفضله في هدايتها. لقد كانت شوف مثالًا للمرأة القوية التي لا تتوانى عن الدفاع عن الحق.
نادين ذي صدقن شمس: لغز التاريخ
تبقى الملكة نادين ذي صدقن شمس لغزًا محيرًا، إذ لا تتوفر معلومات وافية عنها، سوى تمثال أثري عثر عليه في منطقة العود بمحافظة إب. يعود تاريخ هذا التمثال إلى ثلاثة آلاف عام، ليؤكد على عراقة حكم المرأة في اليمن.
أروى الصليحية: سيدة الدولة الصليحية
وفي العصر الإسلامي، سطعت نجم أروى بنت أحمد الصليحي، ملكة الدولة الصليحية في اليمن، وأول ملكة في الإسلام. لقبت بالسيدة الحرة، وحكمت بحكمة وعدل، تاركة بصمة واضحة في تاريخ اليمن الإسلامي.
طريفة بنت الخير الحميرية: كاهنة الحكمة
كانت طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة يمانية اشتهرت بفصاحتها وبلاغتها. تنبأت بانهيار سد مأرب، وحذرت زوجها الملك عمرو بن ماء السماء، فاستعد وقومه للهجرة، ونجوا من الكارثة. لقد كانت طريفة حكيمة عصرها وعرافة زمانها.
لميس بنت أسعد تبع: ملكة ما قبل التاريخ
تقول الروايات إن لميس بنت أسعد تبع كانت ملكة قبل بلقيس، وزوجة الملك مرشد بن مالك الصافح ذو ناعط من مملكة حمير. عثر على قبرها وقبر أختها شمس في زمن الحجاج بن يوسف، وشهد النقش عليهما بوحدانية الله.
ديمة من بيت رثدة: كاهنة قتبان
وفي قتبان، عثر على قاعدة تمثال ديمة من بيت رثدة، كاهنة عم الجو ووكيلة عمد باديمة. كانت ديمة من المعلنات للنبوءات في معبدها، وشهدت النقوش على مكانة المرأة ودورها في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية في ذلك الوقت.
صفنات الأبذلية: الشريكة في الحكم
اشتركت صفنات الأبذلية مع زوجها سعد كرب في تقديم تمثال برونزي للمقة شهرمان، وطلبت منه أن يرشدها إلى آية تطمئنها على فوزهما في قضية قائمة. لم تنس صفنات أن تدعو المعبود أن يرزقها بولد.
أب صدوق: نذيرة المعبد
أب صدوق، سيدة قتبانية، نذرت نذرها للمعبود ابناي شيمان في معبد رصف الكبير، وطلبت منه أن يصون تمثالها من أي تغيير لمكانه.
شمس: الأخت الملكة
شمس، ملكة يمانية، وأخت الملكة لميس، وقيل إنها أخت بلقيس أو أمها. لقد كانت شمس واحدة من الملكات اللاتي حكمن اليمن في عصور مختلفة.
أسيلَم: حارسة المعابد
أسيلَم، ذات البيتين، ربما المشرفة على معبدي نفعان ويافع، أهدت المعبود عثتر بعل بنا تمثالين من العشور، وفاءً لمقامه وسعده.
عزال المقدشية: الحكايات الشعبية
ومن بين الملكات اللاتي لم يرد ذكرهن في النقوش، لكن تناقلت أخبارهن الحكايات الشعبية، عزال المقدشية، التي بقيت قصتها حية في ذاكرة اليمنيين.
يمن الحاضر والمستقبل: من يحكم بعد الحروب؟
واليوم، وبعد حروب أهلية وإقليمية ودولية عصفت باليمن، يطرح السؤال: من من نساء اليمن الصاعدات الأصلح لحكم البلاد؟ من تحمل إرث بلقيس وأروى، وتقود اليمن نحو مستقبل مشرق؟
إن تاريخ اليمن حافل بنماذج نسائية ملهمة، قادرات على صنع التغيير، وقيادة البلاد نحو الاستقرار والازدهار.
مكانة المرأة في المجتمع اليمني القديم:
• كانت المرأة اليمنية تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، حيث شاركت في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والدينية.
• تُظهر النقوش المسندية أدوارًا متنوعة للمرأة، كالملكات والأميرات والكاهنات والطبيبات والمحاربات.
• كانت المرأة اليمنية مسؤولة عن إدارة شؤون منزلها وأسرتها، بالإضافة إلى مشاركتها في الحياة العامة.
المرأة اليمنية اليوم:
• تواجه المرأة اليمنية تحديات كبيرة في ظل الصراعات والحروب، ولكنها تواصل نضالها من أجل حقوقها ومشاركتها الفعالة في المجتمع.
• تُطرح تساؤلات حول دور المرأة اليمنية في بناء مستقبل اليمن، والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار.
• المرأة اليمنية الصاعدة والاصلح لحكم اليمن بعد الحروب الاهلية والاقليمية والدولية على اليمن بين ربيع 2011م. وربيع 2031م، سؤال مفتوح للمستقبل، ولكن المؤكد ان المرأة اليمنية بتاريخها العريق قادرة على تولي اصعب المناصب.
يُظهر تاريخ اليمن العريق دورًا بارزًا للمرأة في مختلف المجالات، مما يُؤكد على أهمية تمكين المرأة اليمنية اليوم، ومنحها الفرص الكاملة للمشاركة في بناء مستقبل بلادها.
رابعاً:-التوصيات والحلول.
لضمان تمكين المرأة اليمنية ومشاركتها الفعّالة في بناء المجتمع، نوصي بما يلي:
1. ضمان تمكين المرأة اليمنية من المشاركة بأمان وبشكل متساوي وهادف في العملية السياسية.
2. تعزيز دور المرأة اليمنية في بناء المجتمع وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
3. حماية حقوق المرأة اليمنية وتعزيز أصواتها.
4. دعم دور المرأة اليمنية في رسم مستقبل اليمن.
5. تعزيز التوعية حول أهمية دور المرأة اليمنية في بناء المجتمع.
الخلاصة:
تُظهر جهود مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن التزامًا واضحًا بدعم مشاركة المرأة اليمنية في عملية السلام. وتُعد هذه المشاركة أمرًا حيويًا لتحقيق سلام مستدام في اليمن.
الخاتمة
المرأة اليمنية تعتبر شريان الحياة الذي يدفع المجتمع نحو التطور والتقدم. هي ركن أساسي في بناء المجتمع، وتعتبر مصدر إلهام لنا جميعًا. لذلك، من المهم ضمان تمكينها ومشاركتها الفعّالة في بناء المجتمع. نكرّم نساء اليمن على صمودهن وشجاعتهن في مواجهة الصراع والتحديات.
المراجع |