ريمان برس - خاص -
دآب غالبية المحللين العرب والدوليين وعلى مختلف مشاربهم السياسية وقناعتهم الفكرية والإيدلوجية يربطون بين دور وظاهر الزعيم جمال عبد الناصر _رحمة الله تغشاه _وبين دور وظاهرة السيد حسن نصر الله _رحمة الله تغشاه _هذا الربط التلقائي بين شخصية وظاهرة ومواقف الرمزين لاشك إن له أسبابه ودوافعه لدي من يربطوا بين هذان الرمزان الأكثر تأثيرا في مسار الأمة وفي وعي وذاكرة الأجيال العربية وكل أحرار العالم، رغم اختلاف ظاهري يفترض أن يقف ضد هذا الربط بين الزعيم عبد الناصر الذي ينتمي لمدرسة سياسية قومية وحدوية ذات أبعاد اشتراكية، فيما ينتمي السيد حسن نصر الله لمدرسة إسلامية بخصوصية (مذهبية) تنافي معتقدات ناصر _مذهبيا _ وكان الكثيرون في عالمنا العربي وفي سياق حملتهم ضد السيد نصر الله ودوره ومواقفه ياخذون عليه ( إنتمائه المذهبي) بهدف الإنتقاص من دوره ومكانته ومصداقيته، فيما كان ناصر قبله يتعرض للإنتقاص بتهم شتى منها إنه علماني وإشتراكي، وصولا إلى إتهامه ب (الشيوعية)..؟!
وبين (شيوعية ناصر) و (شيعية نصر الله) عزفت قوي الإرتهان والعمالة والإنبطاح العربية والإسلامية ( سمفونية التشكيك) ضد الزعيمان وضد مشروعهما النضالي في مواجهة قوي الصهيونية والهيمنة الاستعمارية.. وكانت فلسطين هي بؤرة الاختلاف بين قناعة وَتوجهات الزعيمان ( ناصر) و( نصر الله) وبين قناعة وتوجيهات أنظمة التبعية والارتهان..؟!
ورغم المدى الزمني الفاصل بين عهدي الرجلين إلا إننا نرى ونتابع ونسمع من مفردات الخطاب السياسي والاعلامي العربي والدولي،وكأن التاريخ يعيد نفسه حتى أن التهم الجزافية وحملات التحريض والتشكيك والتخوين التي استهدفت (ناصر) اعيد إنتاجها في حملات إستهداف (نصر الله)..؟!
في تأكيد لحقيقة أن أمثال (ناصر) و (نصر الله) ومشروعهما المناهض للوجود الصهيوني في فلسطين، غير مرحب بهم في ظل أنظمة الارتهان وثقافة الامتهان وفكرة المقاومة ليس لها وجود في قاموس أنظمة ونخب التبعية والارتهان الذين يتوهمون أن الحق العربي سيعود بحكمتهم وبالحوار والمفاوضات وبقرارات الشرعية الدولية وهي الأفكار والخيارات التي يتبناها حكام لبنان الجدد الذين تم انتخابهم خلال ساعات وفي جلسة منح الثقة لحكومة نواف سلام كانت الحملات واضحة ضد المقاومة والمؤسف أن حديثهم عن الدولة والسيادة وتبنيهم ثقافة تخوين وإدانة المقاومة التي منحت لبنان أرضا وشعبا وعلى مدى أربعة عقود سيادة وكرامة يستحيل لحكومة منبطحة أن تأتي بما حققته المقاومة سوي في لبنان أو في فلسطين وأمام عدو لايحترم الا القوة والاقويا، عدو يعرفه ويدرك أهدافه زعماء وقادة أمثال ناصر ونصر الله الذين عبروا خلال مسيرتهم النضالية فعلا عن أحلام وتطلعات الأمة ودافعوا بصدق واخلاص عن قضاياها العادلة مؤمنين أن هدف العدو وأعوانه لايقف في تخوم الجغرافية العربية الفلسطينية بل تستهدف الوجود العربي الإسلامي برمته.
كان يفترض في دعاة الانبطاح والارتهان الذين تنفسوا الصعداء وان في قرارة أنفسهم بسقوط السيد حسن شهيدا على طريق القدس، كان عليهم التوقف أمام الخروقات الصهيونية الذي ترعاه أمريكا في فلسطين ولبنان وفي سوريا التي جاءت إليها قيادة منبطحة بل ومزايدة في انبطاحها ورغبتها في المزيد من الانبطاح واضحة مقابل أن ترضى عنهم الصهيونية وامريكا والغرب وعرب العمالة والخيانة الذين مولوا وصولهم الي قصر الشعب في ( لعنة) غير مسبوقة أصابت الأمة، لعنة يمكن استشراف افاقها من خلال متابعة جلستي مجلس النواب اللبناني الخاصة بمنح الثقة لحكومة نواف سلام وجوزيف عون، وجلسة أخرى شهدها قصر الشعب في دمشق لما يسمى ب( الحوار الوطني السوري) جلستان كشفتا عن مدى الانحطاط الذي بلغتهما الأمة، في لحظة يواصل الصهاينة والامريكان عربدتهم على الجغرافية العربية في فلسطين ولبنان وسوريا..
للموضوع صلة |