ريمان برس -

يختلف الساسة والنافذين والفاسدين واللصوص وقطاع الطرق والقتلة، يختلف كل هؤلاء فيما بينهم على سرقة الوطن ونهب الشعب، يتسابقون على العمالة والإرتهان، يتفاخرون بخيانتهم للوطن والشعب، بعد أن أصبحت الخيانة وجهة نظر.. يتقاتلون فيما بينهم فليذهبوا للجحيم ليس لدي هذا الشعب مانع من أن يحترق كل هؤلاء الذين جلبوا كل الكوارث للوطن والشعب، لا مانع من أن يحرقوا بعضهم (بجاز وسخ) فهم مجرد (فخار يكسر بعضه)..!
لكن أن يصبح المواطن المغلوب على أمره الذي قبل أن يعيش في وطنه وبين أهله فريسة لبلطجية فرسان الخيبة فهذا ما لم يعد مقبولا به بعد أن طفح الكيل وضاقت الدنياء بشعب تسلط عليه من لا يخجل..
معاذ شاهر نعمان العامري.. عاد من القاهرة بعد أشهر قضاها في رحلة علاجية، عاد الي ( مطار عدن) برفقة زوجته وشقيقه وأبن شقيقه صباح الاثنين المنصرم، وقضوا ليلتهم في احد فنادق العاصمة الاقتصادية، وفي اليوم التالي الثلاثاء حمل (معاذ أسرته) على متن سيارته الخاصة متجها إلى قريته ومسقط راسه التي لا تبعد أكثر من ساعات عن مدينة عدن _معاذ ينتمي لمديرية حيفان _تعز.. لكن وفي جولة (ظمران) اعترضه (طقم أمني) كل أفراده يرتدون الزي العسكري الرسمي، ومن انت؟ ومن معك؟ وما علاقتك بمن معك؟ وسيارة من هذه؟ وأين أوراقها؟ بطائقكم؟ جوازاتكم؟ سلم هاتفك..؟!
تجاوب (معاذ) مع كل طلباتهم، فالسيارة سيارته وباسمه أوراقها سليمة 100٪، بطائقه الشخصية والعائلية وجوازات السفر سليمة 100٪ فالشاب وأسرته قادم من القاهرة،وعبر مطار عدن الدولي وغادر عن طريق مطار القاهرة الدولي، ومن الطبيعي ان تكون كل أوراقه سليمة، وسيارته كان قد  نزل لها الي عدن واوقفها هناك حين غادر الي القاهرة وحين عاد اخذ سيارته ليعود الي قريته لكن فرسان الخيبة لم يحترموا لا حق المواطنة ولا حق الأسرة التي برفقته، ولا احترموا لا دين ولا شريعة ولا قانون ولا عرف ولا قيم، بل اجبروا الجميع من النزول من السيارة ليفترشوا الأرض، قبل أن يستعرضوا فيما بينهم وبين مسؤليهم وعبر الأجهزة اللاسلكية التي يحملونها ليبلغوا من بلغوا انهم قبضوا على صيد (ثمين) وضابط مخابرات كبير لدى (مليشيا الحوثي)..؟!
لم يحترموا حرمة ولا عرف، بل راح كبيرهم يتلفظ بالفاظ نابية تعف اللسان عن ذكرها دون احترام وتقدير للعائلة التي برفقة صاحبنا، تهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور وجهت لصاحبنا، اقلها إنهم سيرحلوه خلف الشمس، دون أن يغفلوا الموت شنقا له ولكل من معه.. ( أجهزة توشوش) وأصوات غير مفهومه تصدر منها، وأصوات هامسة تصدر عبرها للطرف الآخر الغير معلوم.. بعضهم يتدخل من افراد الطقم ليقوم بدور الوساطة بين الجلادين والضحية، غير أن ثقة الضحية بنفسه ونزاهته وبرأته من تهمه لم يستوعبها ولم تدور بخلده لحظة بل تفاجأ بتهمة من العيار الثقيل _ضابط مخابرات كبير في جهاز مخابرات الحوثي _ وبكل هدو أعصاب رد صاحبنا على كل هذا الصخب والضجيج، ماسكا اعصابة أمام بذأة من يفترض فيهم إنهم  حماة أمن المواطن والعيون الساهرة على راحته من يجسدون برسالتهم الامنية واجهة من يفترض أن تكون (دولة) وتزعم إنها (شرعية) وتريد استعادة دولة النظام والقانون..؟!
أي رجال هؤلاء، الذين فاقوا بلطجة عن قطاع الطرق، بل هم أسوأ من قطاع الطرق الذين لديهم قدرا من قيم واحترام للأسر والعائلات..
بغض النظر أن كان هذا الطقم وأفراده ينتمون للشرعية أو الانتقالي، أو لقوات درع الوطن  أو لقوات البلاطجة والمتهبشين وزعران الحارات، خاصة وعدن مدينة الحب والسلام والسكينة والأمن قد أصبحت مدينة ( كلمن ايدو له) وأصبح لكل شارع فيها راية وجيش وحاكم، ولكل جولة زعيم وفي كل حارة ملك متوج..!!
ختاما نقول لصاحبنا ( معاذ شاهر وأسرته) الحمد لله على السلامة لقد نجيتم باعجوبة وبصعوبة وبدعاء الوالدين وبخير فعلته دون أن تعلم به يا معاذ..
قضية ليست الوحيدة التي تحدث لكل من يسافر عن طريق مطار عدن فكم من مغترب عاد منهم من يبتزوه ويدفع شقاء عمره حتى ينجو من بلطجتهم، واخر يقتل بدم بارد، وثالث يختطف و.. و.. للقصة بقية يا (شرعية) أبو (ثمانية رؤساء) وثمانية جيوش، وثمانية لصوص..؟