ريمان برس -
على مدى عقود وتحديدا منذ قرر نظام الاعتدال العربي تبني ( خيار السلام) مع العدو الصهيوني برعاية أمريكية _غربية في قمة (بيروت عام 2002م) ومن عجائب تلك القمة وزعمائها انهم اقروا خيار السلام واعتمدوا (مبادرة السلام العربية) فيما كانت دبابات الإرهابي المجرم (شارون) تحاصر الرئيس ابوعمار في مكتبه بالمقاطعة بمدينة رام الله مما اجبره على إلقاء كلمته في القمة عبر الفيديو..؟!
من المهم قبل الحديث عن دور محور الاعتدال العربي في الوقت العربي الراهن، أن نتحدث عن أصول وجذَر المبادرة العربية للسلام التي اقرتها قمة بيروت في عام 2002م والتي تأجلت منذ عام 1982م والمقدمة من ولي العهد السعودي _حينها _الأمير عبد الله بن عبد العزيز إلى القمة العربية التي عقدت بالمغرب بحضور الزعماء العرب تزامنا مع الغزو الصهيوني للبنان، المبادرة قدمت باسم ولي العهد السعودي، لكن من كتبها هو الصحفي الأمريكي المقرب من البنتاحون (توماس فريدمان) وتعتمد المبادرة على تبني خيار السلام والمفاوضات لإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.. فرضت الرياض وبعض العواصم العربية المبادرة باعتبارها الخيار الوحيد أمام الشعب العربي الفلسطيني _بعد أن فشلت بنظر رعاة المبادرة المقاومة المسلحة _..؟!
رفضت كل من العراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن والسودان المبادرة ولكنهم جميعا لم يتمكنوا من إسقاطها بسبب الضغط السعودي والخليجي وقبول مصر والاردن وتونس وبقية العرب بالمبادرة التي رعتها أمريكا والدول الغربية، فيما العدو الصهيوني لم يقبل ولم يرفض المبادرة حينها..!
ظلت المبادرة هي الخيار المتاح أمام العربي الفلسطيني ومحور المقاومة حتى عام 2002م حين قبل الكل بها وبنصوصها في قمة بيروت وباركتها بعض الأطراف الإسلامية والدولية برعاية أمريكا، غير أن العدو الصهيوني رفض المبادرة حينها بطريقة مباشرة وعملية ومن الميدان باقتحامه مقر الرئيس عرفات وحصاره داخل مكتبه حتى وفاته..؟!
قمة بيروت أعطت شرعية للأنظمة العربية المعتدلة لتمارس كل صنوف الضغط على المقاومة ومطالبتها صراحة بإلقاء سلاحها ونبذ فكرة المقاومة المسلحة والقبول بالدخول في مسارات تفاوضية مع العدو وتبني خيار السلام والمفاوضات مع العدو، في وقت كان النشاط الاستيطاني يسير بتسارع داخل أراضي عام 1967م المفترض أن تقام عليها دولة فلسطين المزعومة..؟!
رفضت المقاومة وخاصة حركتي حماس والجهاد وبعض الفصائل الأخرى الفلسطينية المؤمنة بشرعية الكفاح المسلح هذه الطروحات الاعتدالية فكان أن تعرضت لكل أشكال العقاب من قبل أنظمة محور الاعتدال بقيادة النظام السعودي الذي بلغت وقاحته درجة قيامه باعتقال كوادر الحركات الفلسطينية المسلحة واتباعها في منطقة الخليج بما في ذلك ممثلي الحركة المعتمدين لديها كسفراء تم الزج بهم في المعتقلات ومنهم من لا يزال في سجون ال سعود..!؟
تم شيطنة محور المقاومة وكل من يوئده حتى تم تدميره _أن سلمنا بهذا مجازا _واعتبرنا محور المقاومة سقط الي غير رجعة كما يحلوا للبعض أن يقول ويتصور..
لكن يبقى السؤال _ اليوم_ أين دور محور الاعتدال العربي..؟
وأين دوره تجاه غطرسة العدو وممارساته الهمجية في فلسطين ولبنان وسوريا؟!
لماذا لا يتحرك هذا المحور ويستغل علاقته مع العدو والامريكان والغرب بإلزام العدو باحترام الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي أدت إلى إيقاف الحرب في غزة وتبادل الاسري، وإيقاف الحرب في لبنان و انتخاب رئيس للجمهورية، ورئيس حكومة وتشكيل لجنة دولية راعية لوقف الحرب والتزام المقاومة في لبنان بتطبيق القرار 1701 فيما العدو لم يلتزم لحظة ببنود اتفاق وقف إطلاق النار ويمارس خروقاته اليومية ويقتطع المزيد من الأراضي اللبنانية بدلا من الانسحاب وفق الاتفاق الذي ترعاه أمريكا وفرنسا..؟!
لماذا لم يتحرك نظام الاعتدال العربي ويمارس دوره في ردع العدو وإيقاف عدوانه المتواصل على سوريا وانتهاك سيادتها بصورة مرعبة وغير مسبوقة..؟!
دعونا (نكفر معا بمحور المقاومة) و( نؤمن بدور محور الاعتدال العربي) ، فأين دور هذا المحور من كل هذا الجنون والعربدة الصهيونية؟!
للموضوع تتمة |