الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يمكن القول إننا نعيش في زمن ( اللا وعي) و ( اللا قيم) و( اللا إخلاق) و( اللا مشاعر) و(اللا وطن) و( اللا دولة) و(اللا مسؤلية) و (اللا مواطنة) و(اللا حقوق) و( اللا كرامة وطنية) واللا  كرامة إنسانية

الثلاثاء, 04-مارس-2025
ريمان برس -

يمكن القول إننا نعيش في زمن ( اللا وعي) و ( اللا قيم) و( اللا إخلاق) و( اللا مشاعر) و(اللا وطن) و( اللا دولة) و(اللا مسؤلية) و (اللا مواطنة) و(اللا حقوق) و( اللا كرامة وطنية) واللا  كرامة إنسانية، واللا تكافل، زمن يسيطر عليه ويتحكم به الأقوياء واللصوص والفاسدين والقتلة وقطاع الطرق، زمن يشكل مساره ويرسم اطيافه حملة ( البنادق) وسماسرة ( الفنادق)..!
زمن لا مكان فيه لعشاق الوطن، بعد أن صادر خونة الوطن والعملاء والنافذين القتلة الوطن ومصيره، وأصبحوا يتحكمون ليس بحاضر ومستقبل الوطن وحسب، بل أصبحوا يتحكمون بمصير سكان الوطن وبكل ما يتعلق بحاضرهم ومستقبلهم، مستعينين بكل مؤبقات الماضي للانتصار على الحاضر وفرض الماضي على المستقبل..؟!
الوطن نفسه لم يعد وطن ولم يعد الاسم يليق به، ومن يعيش فيه ليس مواطن ولا يمكن أن نطلق عليه هذه الصفة، لأن الوطن الذي يصبح فيه كل هم من فيه ومبلغ اهدافهم هو توفير ( لقمة العيش) هذا لا يمكن تسميته وطن، بل مجرد مكان لاعلاقة لمن فيه به وبما يجري فيه من قبل ترويكا النفوذ الذين يتصارعون على ( المغانم) و ينظرون للسكان وكأنهم ( قطعان من البهائم) مهمتهم الانسياق كيفما يوجههم ( الرعاة)..؟!
أن شعب أصبح مبلغ همه وأعظم إنجازاته محصورة في توفير (  لقمة العيش) وأن مغمسة بالذل، شعب يعيش حياته يفكر بحق الإيجار، وحق العلاج، وحق المدارس، وحق الكهرباء والماء، وحق ملابس الأولاد، وحق الأكل والشرب، شعب يكتوي بسياط هذه المتطلبات من أين له أن يفكر وان يبدع وأن يحلم أو يتطلع لحياة كريمة، ومن أين لشعب هذه حالته أن يفكر بالتغير أو يفكر بالثار لنفسه من جلاديه..؟!
قبل عقود قليلة مضت كان هناك من يفكر ويحلم ويتطلع لتغير واقعه ويحلم بمجد وطن والحرية والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، وكانت هناك أفكار تتصارع وجماعات منظمة تتنافس على تقديم رؤى وافكار ونظريات هدفها وغايتها الارتقاء بحال الوطن والمواطن، وكأن لدى أولئك الناس قيم ومبادئ وشجاعة للتعبير عن قناعتهم، فواجهوا الطغاة وبدمائهم تلطخت مقاصل الجلادين، وباهاتهم امتلاءت زنازين الطغاة، وعلى جدرانها كتبوا ذكرياتهم، كان هناك رجال أحرار ومواطنين أبطال لم يكونوا منهمكين بالبحث عن (رغيف الخبز) ولا يتطلعون لحياة الذل والاستكانة، وكانوا يتسابقون بشموخ وكبرياء في مواجهة الجلادين والطغاة..؟!
اليوم لم يعد الأمر كذلك فقد شاخ الرجال وشاخت الأفكار وترهلت الأحلام ومات اغلبها إلا من بقايا اماني مترعة تستوطن تجاويف الذاكرة المقموعة، ولم يعد الوطن يعني أكثر من (رغيف خبز) مغنس بالذل والقهر، فيما الجلادين والطغاة يجددون أنفسهم، لم تعرف الشيخوخة طريقهم، ولم تترهل قدراتهم بل يجددون قدراتهم وأدواتهم واسأليبهم، بعد أن عرفوا الطرق الأكثر نجاعة في تطويع واخضاع الناس لإرادتهم وجعلهم ينشغلون في توفير المتطلبات  الحياتية  البديهية، متطلبات لم تكن يوما غاية الفرد يوما، ولم يكن (الجوع) يوما سلاحا يستخدمه الطغاة والجلادين في تطويع الجموع واشغالهم به، وإجبارهم في محاربته كل على طريقته وإلهائهم به عن مجمل القضايا المصيرية وأهمها محاربة الجلادين والطغاة والفاسدين، بل وصلنا لزمن يحاول كلا على طريقته إيجاد وسيلة تربطه بهذا الجلاد أو ذاك الطاغية أو ذاك الفاسد لكي يحتمي بظله ويعتاش من خيراته ويطمئن معه على مستقبله ومستقبل أولاده من بعده..؟!
وحتى من اتخذا هذا الخيار وارتهن لهذا الطاغية أو ذاك الجلاد أو ذاك الفاسد فإن أكبر إنجاز وأعظم مكسب قد يحققه من هذا الارتهان لا يتجاوز الفتات الذي يبقيه حيا وأسرته، ويصبح الثمن الذي يدفعه أكبر وأعظم بكثير من العائد الذي يناله من وراء هذا الارتهان..؟!
لأن استراتيجية هؤلاء النافذين وطريقة تعاملهم مع الاتباع يعجز ( الشيطان) نفسه عن الاتيان بمثلها..؟!
إذ أن طريقة  هؤلاء النافذين في التعامل مع أتباعهم لم تقف عند (شعار جوع كلبك يتبعك) بل ذهبوا ابعد من هذا حين اعتمدوا طريقة قوننة العلاقة بينهم وبين أتباعهم واعتماد طريقة تشبه طريقة (زواج المسيار)..؟!
ختاما لا أعرف شعب غير الشعب اليمني يعيش على الهامش وكل همه اليومي بل كل عمره ينحصر في هم وحيد وهو توفير لقمة العيش وتوفير متطلبات الحياة اليومية ولا يتحمل تفكيره ابعد من هذا ولا اكثر من هذا الهم الذي يعد فعل بديهي في كل الدنيا إلا في بلادنا فلقمة العيش هي مبلغ همنا وكل أهدافنا.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)