ريمان برس -
خاص/ في قلب اليمن، حيث تتشابك خيوط التاريخ والجغرافيا، تتكشف فصول مأساة جديدة لصراع مرير يلوح في الأفق بين قبيلتين متجاورتين. "مخلاف العود"، تلك المنطقة التي شهدت صراعات عبر العصور، وعاشت فترات من السلام، تتحول اليوم إلى مسرح لاشتباكات دامية، تنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد، وقد تكون القشة التي تقصم ظهر البعير.
يدور الصراع حول أرض وحصن متنازع عليهما، تحولا إلى رمز للصراع على السلطة والنفوذ بين قبيلتي بني فاضل وبيت الأبروع والسني. هذا الصراع، الذي بدأ كنزاع قبلي، سرعان ما استقطب أطرافًا سياسية وقبلية مختلفة، مما أدى إلى تعقيد المشهد وتصاعد التوترات، وسط اتهامات بوجود طرف فاعل وممول ونافذين لهم اليد الطولى فيما حدث.
يتجلى الصراع في محاولات لترويج ادعاءات كاذبة، مدعومة بإعلام مضلل، تزعم أن الشهيد سيف فاضل استولى على الأرض والحصن دون وجه حق. والحقيقة خلاف ذلك، فقد أثبتت الأحكام الشرعية صحة ملكيته، وأن الأرفاد بعيدة عن الحصن. كما يتم ترويج ادعاء كاذب آخر بأن عقيل فاضل أراد دفن الشهيد في الحصن، وهي معلومات لا أساس لها من الصحة، فالقبر يقع جوار منزل الشهيد. لكن العنصرية والكراهية والتوجيه المتعمد هي السائدة، مما يؤكد أن الصراع على الحياة والحسد والنفوذ في المنطقة.
تُتهم أطراف أخرى، معادية لآل فاضل، باستغلال نفوذها للتأثير على الدولة وتوجيهها ضدهم، وبتسييس القضاء من خلال تقديم ادعاءات كاذبة وتزوير الحقائق. كما تُتهم بالتحريض على الفتنة وإشعال الصراعات القبلية، واستغلال مؤسسات الدولة لتنفيذ أجندات خاصة. والأبشع من ذلك، هو نبش قبر الشهيد سيف وإخفاء جثته من قبل أطراف نافذة.
يتضح من خلال ما سبق أن الصراع له جذور قبلية، حيث يتم استغلال الانتماءات القبلية لتأجيج الصراع وحشد الدعم. وتبرز مظاهر الظلم الاجتماعي من خلال محاولة طرد عائلة الشهيد من أرضها ونهب ممتلكاتها، وتزييف الحقائق وتشويه سمعتها. كما يظهر استغلال العواطف الدينية والوطنية لتبرير الاعتداء على أحد الأطراف، مما يعكس خطورة استغلال هذه العواطف في الصراعات الاجتماعية.
تشير النصوص إلى وجود نزاعات قانونية حول ملكية الأرض والحصن، وتزوير الوثائق وتقديم ادعاءات كاذبة. وتتهم إحدى الأطراف الأخرى بارتكاب جرائم قتل واعتداء، وتبرز أهمية تنفيذ الأحكام القضائية لضمان العدالة وسيادة القانون.
يشير النص المقدم من المحامي سنان منصر بيرق إلى تراخي الأجهزة الأمنية في التعامل مع النزاع، مما أدى إلى تصاعد العنف. ويصف بيان رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة الحوثيين بأنهم يمارسون الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، مما يدل على طبيعتهم القمعية. ويحذر البيان من أن هذه الجرائم تشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الأمني في البلاد.
المطالب:
محاسبة كل من خطط أو شارك في اغتيال الشهيد سيف علي فاضل.
محاسبة الأجهزة الأمنية التي قامت بنبش القبر ونقل الجثمان، ومداهمة منزل الشهيد دون مسوغ قانوني.
إدانة هذه الأفعال من قبل جميع القبائل والجهات المعنية والمشائخ ورجال الدين والمثقفين وكل إنسان شريف وحر غير مؤدلج أو مسيس.
تحقيق العدالة الكاملة وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المشينة المتسمة بالرعونة والهمجية.
الضغط على الأشخاص والأسر والقبائل في عزلة الشرنمة العليا لتقديم القرائن والوثائق التاريخية والشرعية التي تؤكد أن الأراضي والمواقع المتنازع عليها، أو التي يراد انتزاعها دون وجه حق من ملاكها وأصحابها الأصليين، هي ملك خاص لهم أو تتبع إحدى القبائل أو جميعها. حينئذ، سنعترف أمام القضاء والدولة والرأي العام والقبائل وكل مهتم بهذه القضية بأننا مجرد لصوص وسراق ومدعين، ومن حق أي شخص أن يقول فينا ما يريد. أما إذا لم يتم تقديم هذه الوثائق، فعلى الأطراف الأخرى الإذعان لصوت العقل والاعتراف بخطئهم الفادح، والتوقف عن المزايدة في العناد والمغالطة وتضليل الرأي العام، الذي أصبح أكثر وعيًا ومعرفة بالمزايدين والأفاكين والمنتهزين والمفلسين. وسنكون أكثر كرمًا ونبلاً وصفحًا كما عهدونا.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
خاتمة:
إن الصراع في "مخلاف العود" ليس مجرد نزاع قبلي عابر، بل هو مؤشر خطير على تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في اليمن. إن استمرار هذا الصراع ينذر بتداعيات كارثية على المنطقة بأسرها، ويتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم وتحقيق السلام. |