ريمان برس - خاص -

كان هناك اثنان ( اولاد عم) تنازعوا على ملكية قطعة أرض وكل واحد منهم ادعي ملكيته واحقيته في تلك الأرض، فقررا الاثنان اللجوء إلى شيخ حكيم ليحكم بينهما، و قدم كل منهما للشيخ  الوثائق التي تثبت ملكيته للأرض فأطلع الشيخ الحكيم على وثائق كلا منهما فوجدها سليمة، ووجد أن لكل منهما الحق في الأرض فاحتار الحكيم وأخذ يفكر بكيفية حل النزاع بين (أولاد العم) فعرض عليهما أن  يتشاركا في حرث وحصاد الأرض وتقاسم خيراتها فرفضا الاثنان حكم الحكيم، وتمسك كل بموقفه وبرغبته في امتلاك الأرض لوحده دون أبن عمه ، ثم عرض عليهما أن تقسم الأرض بينهما بالتساوي فرفضا الامتثال لهذا الحكم أيضا..زادت حيرة الحكيم أمام أول قضية يجد نفسه عاجزا عن حلها، فعرض عليهما فكرة أن يتولى هو مسؤلية العناية والاهتمام بالأرض ويقسم خيراتهما بينهما، فرفضوا هذا العرض..
فعرض عليهما _أخيرا _ حكما_ جنونيا_ قضى بأن على من يحب الأرض أكثر من الأخر  ويتمسك بها أن يثبت هذا الحب بأن _ يحرق نفسه_ كتعبير عن حبه وتمسكه بتلك الأرض..؟!
على أن تعود تلك الأرض بعد أن يثبت المحب لها حبه بحرق نفسه لورثته من بعده..؟!
رفضوا الاثنان هذا الخيار وقرروا أن يتبارزوا فيما بينهم بالسيوف حتى ينتصر أحدهم على الأخر، وفعلا استل كل واحد منهم سيفه وراحوا يصارعوا بعضهم حتى تمكن كل واحد منهم بغرز سيفه بصدر الأخر، وهكذا انتهي الاثنان وتركت الأرض مهجورة حتى بارت وكان الناس يتجنبوا حتى المرور فيها او بجوارها أو الاقتراب منها باعتبارها أرض شؤم و مسكونة بالأشباح ..؟!
أولاد المتقاتلين أو الورثة تركوا بدورهم الأرض و رحلوا ليعملوا بالسخرة في أراضي الآخرين.. حتى جاء ذات يوم ( رجل غريب) وفدا للمنطقة حيث الأرض وبدأ في استصلاحها وحفر فيها ( بئر للمياه ) وبدأ في زراعتها وحولها الي جنة بكل معنى الكلمة وحوطها بسور عالٍ وفي وسط الأرض شيد ( قصرا فاخرا له) وأمام بوابة القصر وضع الحراس الأقوياء، أنتجت الأرض كل أنواع المحصولات الزراعية من القمح إلى الفواكه، وصدرت خيراتها إلى كل المناطق المجاورة وجنى (الوافد الغريب) ثروات هائلة من وراء خيرات تلك الأرض.
وكأن في كل ( يوم جمعة) يخرج إلى ( باب القصر) ليوزع الصدقات على الفقراء ومنهم الورثة الحقيقيين للأرض أولاد واحفاد أولاد العم الذين تقاتلوا على الأرض وتركوها للوافد الغريب ..؟!
أيش رائكم بالحكاية..؟ رائكم مهم..؟!