الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 20-أغسطس-2020
ريمان برس - خاص -

نعود ونؤكد بأن الكانتونات الخليجية أو بالأصح المحميات البريطانية الست وهي مملكة آل سعود والبحرين والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان لم تكن هذه الدويلات يوما أطراف فاعلة في مسار الصراع العربي الصهيوني باستثناء دولة واحدة منهم هي دولة ( الكويت ) التي نشأت عليها منظمة التحرير الفلسطينية وكانت حتى عام 1990م عاصمة ثقافية ومركز إشعاع ثقافي عربي إضافة إلا كونها كانت مركز إقليمي فاعل للمخابرات البريطانية im6 الذي كان ينشط في استقطاب النخب الثقافية والسياسية العربية ويجندها في خدمة الأهداف والمشاريع والمخططات البريطانية والاستعمارية وقد تمكن هذا الجهاز بعد نكسة يونيو 1967م من استقطاب نخبة كبيرة من نشطاء اليسار الماركسي والقومي الذين تحولوا إلى ( ليبراليين ) ودعاة للديمقراطية وحقوق الإنسان ومبشرين بجنة الليبرالية ونعيمها .؟!
بعد خروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني باتفاقية ( كمب ديفيد ) التي مثلت أول تقارب عربي _ صهيوني وكان السادات رغم هرولته حريص على وضع إطار لتلك الاتفاقية وللسلام العربي _ الصهيوني وفق حل الدولتين على أساس حدود 4 حزيران يونيو 1067م وقد رفضت تلك الاتفاقية عربيا لتفرد السادات بها ولكون الاتفاقية ابرمت في مرحلة خلافات عربية _ عربية وبعد بروز تذمر مصري من المحيط العربي وخاصة من دول الخليج التي خذلت مصر ورفضت دعم مصر بمبلغ خمسة مليار لتعزيز وضعها الاقتصادي وإعادة ترتيب ما فقدته مصر خلال حرب أكتوبر؛ بعد تخلي مصر وخروجها من معادلة الصراع القت الاحداث ضلالها على سورية والعراق وليبيا والجزائر واليمن فيما منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها وجدت نفسها أمام تحدي حقيقي ومخاض يكاد يعصف بها وبوجودها ومشروعها الوطني ورغم كل تلك التحديات ظلت المنظمة متماسكة وفي حالة حراك سياسي متعدد الاتجاهات وحالة دفاع عسكري رغم تداعيات الحرب الاهلية اللبنانية التي بدورها حشرت المنظمة في زاوية حرجة لكن المنظمة قاومت تداعيات الحرب اللبنانية وتصدت لسلسلة اجتياحات صهيونية على جنوب لبنان عسكريا وصمدت فيما حراكها السياسي والثقافي شمل قارات العالم الخمس وسط ترحيب شعوب العالم واحرارها بالعلم والكوفية الفلسطينيين وبالتراث الثقافي العربي الفلسطيني ونالت المنظمة تعاطف شعوب واحرار العالم وهذا بحد ذاته كان يمثل قلقا للكيان الصهيوني المحتل .
في مارس 1981م اتخذ رئيس وزراء الكيان الصهيوني يؤمها مناحيم بيغن قرار بضم القدس الشرقية واعتبارها عاصمة للكيان المحتل ؛ فثار هذا القرار غضب الرئيس السادات الذي طلب السفير الصهيوني في القاهرة وحمله رسالة شديدة وقاسية اللهجة لبيجن وطلب منه مغادرة القاهرة وأن يحمل رسالته لبيجن بنفسه مباشرة وفعلا نفذ السفير طلب السادات .
كان السادات يتمتع بشخصية وكارزمية مركبة وبنرجسية استثنائية لم يتمكن من وصفها غير شخصان فقط هما المرحوم محمد حسنين هيكل والمرحوم احمد بهاء الدين ؛ كان السادات يرى نفسه بأنه بطل الحرب وهو بطل السلام وضمن رسالته التي حملها السفير الصهيوني بالقاهرة لرئيس وزراء العدو بيجين قال السادات للسفير : ( بلغ بيجين احتجاجي الشديد على قراره بضم القدس وبلغه إننا لم نتفق على هذا ؛ ومش معقول أنا أتقدم خطوة وهو يعيدنا خطوتين الى الخلف ؛ وبلغه إننا من عملت معه الحرب وأنا من عملت معه السلام ؛ فلا يجبرنا لاتخاذ قرارات لن تكون في صالح السلام والاستقرار ؛ عليه أن يدرك أن الحقوق الفلسطينية لن نساوم عليها )..
كانت منظمة التحرير بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومنذ قبول مصر بوقف اطلاق النار وبدء محادثات العسكرين المصرين والصهاينة عند الكيلو 101 على طريق الاسماعلية _ السويس وتردد وزير خارجية أمريكا سي الذكر والصيت هنري كيسنجر الى مصر وبعض العواصم العربية ؛ أقول كانت المنظمة مدركة حد اليقين بأن ثمة تحولات عاصفة وتطورات دراماتيكية ستخيم على المنطقة وأن نسبة النجاة منها تتضاءل وخاصة وضع المنظمة والقيادة في لبنان ؛ إذ بدا تذمر المارونية السياسية وبدت قنوات التواصل تتعزز بين الرئيس اللبناني سليمان فرنجيه والملك الأردني حسين وحكام الكانتونات الخليجية والكيان الصهيوني وكل هولاء شكلوا رابطة ضد المنظمة وقيادتها وبرعاية كاملة من واشنطن وبقية العواصم الغربية الحليفة لكل هولاء والكيان الصهيوني في ذات الوقت كان هناك في الجبهة المقابلة والمفترضة أنها الحاضنة والداعمة للثورة وقيادتها تعيش فيما بينها خلافات وانشقاقات ومكائد تنسج فيما بينهم ولبعضهم واقصد هنا ما اطلق عليه ب ( جبهة الصمود والتصدي ) التي اعلن عنها بعد زيارة السادات للقدس وتوقيع اتفاقية كمب ديفيد وهذه الجبهة شكلت من سورية والعراق وليبيا والجزائر ومنظمة التحرير وشطري اليمن وتونس وقد أدى قيام هذه الجبهة الى نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس ورغم أن هناك دول أخرى جارت دول الممانعة والصمود بفكرتها إلا أن هذه الدول أبقت على علاقتها مع مصر وهي دول المحميات الخليجية والأردن والمغرب وبقية الدول العربية .
في عام 1979م قامت الثورة الإسلامية في إيران وهو العام ذاته التي تم التوقيع فيه على اتفاقية كمب ديفيد بين مصر والعدو الصهيوني وبرعاية أمريكية بعد سنوات واشهر من المحادثات بين الجانبين أدارها ورعاها وزير الخارجية الأمريكي ( كيسنجر ) خلال هذه الفترة ظلت محاور التأثير الدولي تضغط على بقية العواصم العربية دمشق _ بغداد _ طرابلس الغرب _ الجزائر ؛ بهدف تضييق الخناق على الثورة الفلسطينية من ناحية وتعديل موقف هذه العواصم من عملية السلام مع الكيان الصهيوني من ناحية أخرى وكانت دمشق أكثر العواصم العربية التي تعرضت لضغوطات مهولة وصلت حد التهديد بالاجتياح واسقاط النظام .
أدى سقوط نظام الشاه في إيران وانتصار الثورة الشعبية ذات التوجه الإسلامي الى إيجاد معادلة جديدة في المنطقة وهي المعادلة التي القت بظلالها على القضية والعلاقات العربية _ العربية _ والعربية الدولية والإقليمية ؛ فانتصار الثورة الإسلامية في إيران واتساع دائرة الحرب الأفغانية واتساع أطرافها وهي التي تحولت الى حرب أمريكية ضد الاتحاد السوفييتي يمولها النفط الخليجي ويخوض غمارها الشباب العربي الذين تم تجنيدهم من كل الدول العربية والإسلامية باسم الجهاد ضد ( الشيوعيين ) والدفاع عن الدين الإسلامي وهوية أفغانستان الإسلامية وهو الشعار الفضفاض الذي رفعته أمريكا وحلفائها من العرب والمسلمين من أجل إسقاط الاتحاد السوفييتي والسيطرة على نفط وغاز بحر قزوين وأفغانستان وتطويق الاتحاد السوفييتي والصين ..؟!!
كل هذه التداعيات فرضت نفسها على القضية الفلسطينية وعلى مسارها الثوري والسياسي وخلال هذه الفترة الممتدة من عام 1974_ وحتى العام 1980م خاضت الثورة الفلسطينية حربا ضروسا مع الكيان الصهيوني ؛ حربا كان طرفها من الصهاينة جهاز المخابرات الصهيونية ( الموساد ) ومثلت المنظمة والثورة الفلسطينية فيها قوات ال 17 التي كانت تمثل القوة الضاربة في منظمة التحرير وحركة فتح تحديدا لكن هذه القوة كانت تعرف بانها قوات الثورة وقوات الشعب العربي الفلسطيني هدفها وغايتها حماية الثورة والتصدي للعدو في كل المحافل والساحات داخل فلسطين وخارجها وفي كل عواصم العالم ..وكما قدمت هذه القوات الكثير من التضحيات وقامت بعمليات بطولية خارقة في مواجهة جهاز الموساد الصهيوني وتمكنت من توجيه ضربات مؤلمة للعدو واجهزته وجواسيسه وعملائه في أكثر من ساحة إقليمية ودولية .
كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات قد وصل طهران مباركا لانتصار الثورة وقابله الامام الخميني بكل ترحاب ومودة وقال الامام الخميني يؤمها في خطابه والرئيس الشهيد عرفات الى جواره قولته الشهيرة ( سأقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسرعرفات ).
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)