الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -

الثلاثاء, 11-ديسمبر-2012
ريمان برس - متابعات -
د. فؤاد طوبال:المضمون الثوري والأصالة:من الحقائق التاريخية الساطعة التي لا تحتاج إلى إثبات حقيقة وجود الشعب الفلسطيني على أرضه العربية منذ فجر العصور التاريخية،

‏‏

وقدم التقاليد الحضارية وغناها مما يمنحها أسباب الصمود أمام كل أشكال الطمس والإلغاء والتعدي، إنها سيرورة تاريخية وثقافية، وتراث متجذر في أعماق التاريخ وحقائق ثابتة عن وجود شعب على أرضه، ولكننا نبحث في أصالة الفن التي تشكل جانباً هاماً من أسباب الصمود في وجه الغزو في كل أشكاله ولاسيما الغزو الذي يستهدف الثقافة، بل محاولات سرقتها، وتغيير انتمائها بكل ما تمتلك من تراث، وهذا ما أدركه الفنانون والمثقفون الفلسطينيون جيداً ومنهم عبدالله أبو راشد في مؤلف جمع فيه نتاج عدد من المصورين وقدم لها بعض الشروح قال فيها: «بعد أن تعرضت أرضنا ووجودنا القومي لغزوة صهيونية.. وأصاب تراثنا عمليات السطو والنهب وسرقة التاريخ والنسب في كافة منتجاتنا التراثية بمباركة وتواطؤ دول الاستكبار الغربي، ومازالت آليات السطو مستمرة على وجودنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية..».‏‏

‏‏

فالتراث بالنسبة للشعب العربي الفلسطيني يشكل قيمة حياتية جوهرية تصل إلى سمة القداسة، أدركها الفلسطينيون أكثر في ظل القهر والاقتلاع، ومكوناته مازالت بمثابة المادة الاستلهامية الحيوية للفنانين التشكيليين، إضافة إلى واقع حياتهم اليومية.‏‏

ومن هنا تأتي أهمية الفن التشكيلي الفلسطيني بأنه يرسم صورة شعب فلسطين ونضالاته وثقافته كمدرسة فنية بمحتواها، يصفها «بيردنيكوف وسيرديوك» في مؤلف صدر باللغة الروسية عن الفن الفلسطيني المعاصر بأنها «مدرسة للحياة والتقدم، والمنارة الأبدية التي تنير طريق الشعب للخلاص من صنوف اليأس.. لأن الإبداع الفني بشكل عام ولاسيما في الفنون التشكيلية يفتح إمكانية واسعة لإدراك الصلة بين الماضي والحاضر».‏‏

إن الأعمال التشكيلية لفناني فلسطين ترتقي بالنسبة لشعبهم إلى أن تكون وثيقة تؤرخ الماضي والحاضر، وترسم صورة المستقبل، لهذا فإننا نجد الصهيونية تحاول مقاومة الثقافة الفلسطينية، وتحاول اختلاس أصالتها وحضارتها لتقنع العالم بوجودها في عمق التقاليد الثقافية والمجتمعية في حين أنها تجمع المهاجرين من كل بلدان العالم، وهم ينتمون إلى ثقافات ولغات مختلفة لتوطنهم على أرض احتلتها بالقوة وتحاول اقتلاع شعبها منها، ولا يجمعهم سوى «اعتناق» الدين اليهودي والفكر الصهيوني.‏‏

‏‏

بينما تحمل هذه الأرض وحدة في الشعب والأرض واللغة والثقافة، وفي حضارتها القديمة كنوز من مختلف الفنون كالعمارة والنحت وصناعة الفخار والمعادن والنسيج والزخرفة والخزف والصناعات الفضية والذهبية، والنقوش على العاج والألواح الحجرية والمسلات وغيرها، وقد احتضنت في العهود اللاحقة الحضارتين المسيحية والإسلامية بما فيهما من فنون غنية ذات خصوصية محلية عبرت عن تلك العهود.‏‏

فإثبات عروبة فلسطين لا يحتاج للتنقيب التاريخي ولا للعناء، حيث أن الفلسطينيين «عاشوا في وطنهم الكنعاني أكثر من ألفي عام قبل ظهور موسى وأتباعه على مسرح الأحداث» وبنوا حضارة عظيمة منذ تلك العهود المبكرة.‏‏

«ولا يخفى على أحد أن مدن الكنعانيين ذات حضارة قديمة نشأت منذ ألف وخمسمائة سنة قبل العبرانيين «أي منذ 2500 سنة قبل الميلاد تقريباً» وكانت لهم منازل حوَت كثيراً من أسباب الراحة والرفاهية وحكومة وصناعة وتجارة ومعرفة بالكتابة والديانة..». وقد أخذ أتباع موسى بلغة الكنعانيين وثقافتهم وحضارتهم وتقاليدهم منذ ذلك التاريخ الذي لا يحق تزويره لإنشاء عقيدة خيالية قائمة على التزييف والتضليل في الكتابات اليهودية والصهيونية، وعلى أفكار سياسية عنصرية تكرس مشروعية الاعتداء والتوسع والاستيطان والتسلط والتهجير وإنكار الآخرين.‏‏

وإذا تجاوزنا العهود القديمة التي تشكلت فيها امبراطوريات الشرق العربي القديم إلى مرحلة قريبة نسبياً، بحثاً عن أقدم صورة لقمع شعوب المنطقة، فإننا نتوقف عند محطتين اثنتين أولهما؛ ما نتج عن موقعة أكتيوم في سنة /31 / قبل الميلاد، حين وحّد الرومان بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط بحد السيف في دولة عظمى وقمعت شعوب المنطقة بيد من حديد وجعلت البلاد مصدراً للسلب والنهب، و ذلك قبل انتشار الدعوة المسيحية في آخر عهود الإمبراطورية الرومانية، حين جذبت هذه الديانة السماوية الفئات الفقيرة في المجتمع، وتحولت إلى واقع في الحياة اليومية، ووضعت الكمال الأخلاقي أمام المؤمنين كطريق لتجاوز الظلم السائد في العالم.‏‏

وثانيها؛ ما رتبته الدول الاستعمارية وخاصة بريطانيا بعد هزيمة الدولة العثمانية وانزياح حكمها عن البلاد العربية، حين أخلفت بوعدها للعرب بالاستقلال، واستبدلته بوعد آخر هو وعد بلفورعام 1917 الذي وعدت به الشعوب التي اعتنقت الدين اليهودي في كل أنحاء العالم بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين، بعد أن تقاسمت مع بقية الدول الغربية المنطقة العربية بحجة الانتداب والحماية استكمالاً لما قد رتبته للمؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا منذ عام 1897 والذي هدف إلى نقل يهود العالم إلى فلسطين لإقامة هذا الكيان القائم على العقيدة الصهيونية العنصرية التي تسمي فلسطين أرض الميعاد معتبرة إياها أرض بلا شعب.‏‏

ولبيان «الكذبة التاريخية»، يكفي أن نتذكر بأن الصهيونية كانت قد وضعت في خياراتها أوطاناً افتراضية أخرى مثل أوغندة الأفريقية أوالأرجنتين وغيرها!‏‏

لكن الأهمية الجغرافية الاستثنائية لطبيعة هذه المنطقة جعلتها خياراً مرجحاً، ولاسيما ارتباط ذلك بأهداف استراتيجية واقتصادية استعمارية، تجلت لاحقاً بمحاولة السيطرة على منطقة الشرق العربي وثرواتها، ولا تزال ترسم خرائط التقسيم والتقاسم حتى الآن بعد خريطة إسرائيل المزعومة «من الفرات إلى النيل».‏‏

‏‏

وقد اختيرت فلسطين، لأنها تقع في ملتقى أهم الطرق التجارية والعسكرية في المنطقة منذ ما قبل القرون الميلادية الأولى «فالسيطرة عليها كما يقول المؤرخ الروسي «شيفمان» تعني السيطرة على كل منطقة غرب آسيا والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط»، ولذلك فإن فلسطين اليوم ليست جزءاً من الوطن العربي الكبير فحسب، بل هي قلب الجسد الذي يمتد حتى غرب آسيا وأعالي أفريقيا محط الأطماع الصهيونية.‏‏

ومع كل المقومات والعوامل الوحدوية التي تربط فلسطين مع محيطها العربي والإسلامي فقد ظلت ككل منطقة من المناطق العربية تملك شخصية ثقافية متميزة فرضتها عوامل كثيرة، مثلها كمثل اللغة العربية ولهجاتها، كما عبر عنها الفنان والباحث الفلسطيني الرائد إسماعيل شموط الذي كتب عدة مؤلفات هامة عن مسيرة الفن الفلسطيني لا تقل أهمية عن إنتاجه الفني المميز، وعرض في هذه المؤلفات أعماله وأعمال زوجته الفنانة تمام الأكحل وغيرهم من الفنانين، بالإضافة إلى توثيق الكثير من الحقائق التاريخية والثقافية: «كذلك ظلت لكل منطقة من المناطق العربية شخصية متميزة فرضتها عوامل كثيرة. وبينما تظل اللغة العربية هي اللغة الأم للأمة العربية في هذا الوطن الشاسع، فقد صارت لكل شعب من شعوب هذه الأمة لهجة خاصة نمت مع الزمن، وتبلورت خصائصها وفق معطيات الجغرافيا والتاريخ والاجتماع والاقتصاد والثقافة المحلية، وهو ما حدث بشكل مشابه في التراث».‏‏

مشبهاً بذلك علاقة فلسطين بمحيطها القومي في خصوصيتها الحضارية والتراثية كعلاقة اللغة العربية بلهجاتها، هذه الخصوصية التي لا بد لها أن تنعكس في ثقافتها المعاصرة ولاسيما في الفنون التشكيلية.‏‏

الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر‏‏

تمثل التراث التشكيلي السابق للفنون المعاصرة في فلسطين حتى مطلع القرن العشرين بآثارالفنون القديمة والفنون المسيحية والإسلامية، ولم يكن التراث يحظى بالاهتمام بحكم الظروف الصعبة، إذ لم يجد الإنسان العربي في فلسطين أو غيرها في فترة الحكم العثماني الطويل بيئةً للإبداع، بينما فتح عينيه على الفنون الغربية الوافدة بعد زواله مثله بذلك مثل كل من يعيش في الأقطار العربية الأخرى التي خضعت لذلك الحكم.‏‏

سمح انزياح الحكم العثماني الطويل وبداية الانتدابات الغربية للوطن العربي من جهة، وسفر بعض الفنانين لدراسة الفنون في بلدان أوروبا من جهة أخرى بالاحتكاك مع فنون الغرب التي حملت معها التيارات الفنية المتنوعة، وقد أبدى الفنانون والهاوون العرب في البداية قبولاً للمدرسة الواقعية، وما لبس أن مالوا إلى التعبيرية والانطباعية ومنهم فنانو فلسطين، والتفتوا ببطء إلى استلهام التراث.‏‏

‏‏

في تلك الأثناء كان الفنانون والهواة يجسدون مواضيع تقليدية، وفنون متوارثة تتصل بالرسم والنقش والنحت والزخرفة والخط العربي وما شابه ذلك، أما الفنون الشعبية فقد كانت مستمرة باتصالها بالتراث المحليّ؛ كالحفر على الخشب والمعادن والحجر وصناعة الخزف والزجاج والنسيج والتطريز الذي حمل معه روح التراث المتوارثه الذي سنراه متجسداً بألوانه وأشكاله الأصيلة على الثوب الفلسطيني في الرسوم واللوحات الملونة ولاسيما في أعمال عبد الرحمن المزين البديعة المتميزة بتوثيق التراث والزي الشعبي الفلسطيني في لوحاته.‏‏

كانت الحركة التشكيلية في العواصم العربية المحيطة كالقاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وغيرها تخطو خطوات هامة ويبرز فيها رواد هامون وكان لهؤلاء الرواد الذين درسوا الفنون في دول أوروبا أكبر الأثر في انبثاق الحركة التشكيلية العربية المعاصرة، الذين سرعان ما أدركوا بعد عودتهم ومن خلال تجربتهم أهمية الانتماء والخصوصية المحلية والتفتوا إلى التراث والبيئة والوظيفة الوطنية للفن.‏‏

ويمكن لنا أن نتتبع ذلك مثلاً في أعمال محمود مختار النحتية بوضوح، بينما كانت البدايات المبكرة في التشكيل الفلسطيني متعثرة، وكان لايزال في «إطار الهواية» وليس الاحتراف كما هو الحال مثلاً في إنتاج توفيق جوهرية وداوود زلاميطو وجورج فاخوري وفاطمة المحب وغيرهم.‏‏

في ثلاثينيات القرن العشرين توجه بعض هؤلاء الموهوبين لدراسة الفنون إلى عواصم مجاورة لدراسة الرسم والزخرفة أو للعمل؛ مثل فاطمة المحب وجمال بدران وغيرهم ممن تعرفنا على نتاجهم الفني قبل عام النكبة «1948» مثل الكاتب جبرا إبراهيم جبرا والمحامي روبير ملكي، الذي استقر في دمشق وانتسب إلى جمعية الفنانين السوريين، وغيرهم الكثير، الذين كانت تجربتهم تتلخص بمجموعة من الأعمال الزيتية والمائية والباستل، وتنحصر موضوعاتهم بمناظر الطبيعة والطبيعة الجامدة ورسم الشخصيات والمواضيع الدينية، وبدوا كهواة في محاولاتهم الأولى لدخول الفن الحديث. ومن ناحية المعارض التشكيلية باستثناء المحاولات المتواضعة لبعض المدارس والنوادي الثقافية فإن فلسطين لم تشهد معرضاً فنياً قبل العام 1948، ولذلك يمكن اعتبار البداية الجديّة لحركة التشكيل الفلسطينية بعد هذا التاريخ على يد الجيلين الثاني والثالث.‏‏

وقد شكلت نكبة فلسطين وما بعدها من أحداث مؤلمة ومجازر مروعة وقوداً لهذه الحركة علماً بأن الصراع الثقافي في أوساط المثقفين الفلسطينيين كان قد ظهر قبل ذلك منذ أن توضح المشروع الصهيوني المدعوم من الدول الغربية ولاسيما بريطانيا.‏‏

وهكذا كتب على الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر منذ انطلاقته أن يكون الموضوع القومي والموضوع السياسي والدفاع عن الأرض والحرية والثورة ومقاومة الاحتلال، هي الموضوعات البارزة التي ينطلق معها هذا الفن، وأن تكون حكاية النضال و التمرد على الواقع المرير هي الحكاية التي يتغنى بها الفنانون، كما كتب على الفنان الفلسطيني أن تكون ألوانه لون الدم الممتزج بتراب الأرض واخضرار البيـّارات وزرقة السماء ليصنع لوحات المأساة والاقتلاع مثلما رسم ولوّن إسماعيل شموط وتمام الأكحل وغيرهم. فالفنان الفلسطيني أصبح قدره منذ البداية أن يكرس عمله من أجل الحفاظ على الوطن والهوية، ولكن هل يعني ذلك أن الفنان الفلسطيني سيقتصر على تصوير المأساة وحسب أم يرسم طريق الحرية والتقدم بكل الأساليب؟‏‏

ويتضح من خلال التأمل في نتاج هذه الحركة التشكيلية أنّ الفنان الفلسطيني يعيش قضيته حيثما كان موجوداً ولا شيء يمحو ذاكرته. ولا تمنع أساليب الفن الحديث هذه التجليات من الظهور، فمهما تنوعت أعماله الفنية نجد بينها ما يعبر عن حنينه لوطنه وتراثه وزخارفه.‏‏

وإذا استعرضنا أمثلة من التجارب التشكيلية المتنوعة الأساليب سنجد لدى إسماعيل شموط والأكحل قداسة التراب و محمد الوهيبي قداسة النور، وبرهان كركوتلي وعبد الرحمن المزين وسليمان منصور وكامل المغني قداسة التراث، ولدى زكي سلام قداسة الصبر والأمل، وناجي العلي ومحمد الركوعي قداسة الثورة.، رغم الفارق النسبي بينهم كأجيال، والتجربة الذاتية والتنوع الكبير في أساليبهم الفنية التي قدمت فيها أعمالهم، ورغم الاختلاف في الأنواع الفنية التي قدمت فيها بين التصوير الزيتي والرسم الغرافيكي والكاريكاتير والنحت..‏‏

وهنا يمكن الملاحظة؛ أن الذاكرة الوطنية والقومية تشكل القاسم المشترك لتجربتهم مما يرقى بها إلى التصنيف بأنها مدرسة فنية لها خصوصيتها.‏‏

ومهما تنوعت المعارض الفردية و الجماعية ولاسيما تلك التي يقيمها الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فإننا نجد من خلال تسمية الأعمال الفنية أنها مستوحاة غالباً من نضال الشعب العربي الفلسطيني.‏‏

فقد أقام الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين الكثير من المعارض تحت عناوين مثل «معرض الكرامة» بعد انتصار المقاومة الفلسطينية على الصهاينة ســــنة 76 19 بمساعدة الجيش الأردني، وبعد أن قامت الانتفاضة الأولى سنة 1982سميت «يوم الأرض» ثم اندرجت التسميتيان تحت عنوان واحد يوم الأرض، وباتت معرضاً سنوياً يقام احتفاءً بتلك الأحداث. وسميت صالات للعرض باسم فنانين فلسطينيين مناضلين مثل صالة «ناجي العلي» في دمشق تقام فيها المعارض السنوية.. وفي ناحية الفنون الأخرى نرى تسميات مشابهة مثل فرقة ناجي العلي للفنون الشعبية، التي تشارك في إحياء الأيام الثقافية الفلسطينية مع المسـرح والفيلم والشعر والأغنية وغيرها.‏‏

لم تكن النكبة، والمقاومة والنزوح والشهادة هي موضوعات الفنانين الفلسطينيين ومادة تعبيرهم فحسب، بل كانت موضوعات عبر عنها الكثير من الفنانين العرب، فقضية فلسطين، ومواضيع مقاومة العدو الصهيوني لم تقتصر على الفنان الفلسطيني، بل نرى الكثير من الفنانين العرب قد توجهوا هذا التوجه في أعمالهم الفنية في إطار الانتماء الوطني والقومي حتى نكاد نعتقد أن بعضهم ولد في بلدة من بلدات فلسطين، أمثال الفنان برهان كركوتلي الذي جسدت أعماله حركات التحرر وفي طليعتها قضية فلسطين مثلما جسدت التقاليد الشعبية العربية الأصيلة حيث قال فيه غازي الخالدي في مؤلف عنه: «لكثرة ما رسم برهان عن فلسطين أعتبره فناناً فلسطينياً.. وكلنا نتشرف أن نكون فنانين فلسطينيين». وبلغ الانتماء ببرهان أنه كان يعرّف عن نفسه بأنه فلسطيني مبرراً ذلك بالقول: يجب على كل عربي أن يكون فلسطينياً حتى تحرير فلسطين، والحق أن فلسطين في واقعها اليوم ليست فلسطين الخارطة، وليست الضفة الغربية أو قطاع غزة، بل هي كما وصفها الفنان الشهيد ناجي العلي،.. تمتد من المحيط إلى الخليج.‏‏

إن الأجيال اللاحقة من الفنانين الفلسطينيين تستطيع المواءمة بين راية المقاومة والدفاع عن فلسطين بأدواتهم وألوانهم، وبين أساليب الحداثة، في داخل الوطن، وبلدان الشتات خارج الوطن، فالقضية لا تزال بدون حل، والمجازر مستمرة، والاستيطان متعاظم، والهوية الفلسطينية في الفن حتى اليوم هي في أن يكون فناً ملتزماً، مقاوماً، ويبقى الفنانون يناضلون بفنهم إلى جانب البندقية من أجل وحدة الشعب والأرض حتى التحرير والعودة، وفلسطين تستحق التضحية.‏‏
الوحدة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)