ريمان برس - خاص -
ذات يوم قديم من أيام منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الشهيد ياسر عرفات، في أحدى مكاتب المنظمة في ( بيروت) بعد خروج المنظمة من الأردن بعد مذبحة ( إيلول الأسود) التي أقدم على إرتكابها النظام الأردنى بتحريض (سعودي) ومشاركة ( قوات الكوماندوز الصهيونية) طلب الرئيس الشهيد عرفات ثلاثة من أبرز القادة العسكريين والأمنيين للمنظمة هم : الشهيد أبو حسن سلامة _مؤسس جهاز المخابرات الفلسطينية قوات ال 17 _ والشهيد سعد صائل _والشهيد محمد الهمشري _وطلب منهم ترشيح أحد أعضاء حركة فتح من السياسين ليكون _حمامة زاجل _تنقل رسائل غير مباشرة بين قيادة المنظمة والجانب الأمريكي، مشترطا عليهم أن يكون الشخص المطلوب يخضع بالمطلق للسيطرة وأن لا يقوم بدور مزدوج، وقبل أن يفكر الجميع رشح الشهيد ( أبو حسن سلامة) ( محمود عباس _ أبو مازن) ليؤدي دور ( الحمام الزاجل) وينقل رسائل غير مباشرة بين قيادة المنظمة والجانب الأمريكي، ويقال أن الرئيس ( عرفات) سأل الشهيد ( أبو حسن سلامة) عن سر اختياره ( أبو مازن) فسرد الرجل جملة اسباب اقنعت الشهيد (عرفات) منها ما يتصل بشخصية الرجل و تأثره بالثقافة الغربية ولغته الإنجليزية و (جبنه) وشخصية من السهل السيطرة عليها وتطويعها من قبل القيادة طالما ظلت القيادة مسيطرة، ويقال أن (أبو حسن سلامة) أكد للشهيد عرفات أن أخلاص أبو مازن سيبقى ما بقيت أنت على رأس القيادة والثورة..؟!
ويؤكد المناضل بسام أبو شريف _مستشار الشهيد عرفات _وذاكرة الثورة وارشيفها وخازن إسرار الثورة وقيادتها وقادتها _ أن أبو مازن كان لعرفات في منزلة ومكانة السادات من عبد الناصر، أي أن الرجل كانت شخصيته تذوب وتغيب أمام الرئيس عرفات..؟!
يزعم (عباس) إنه ينتمي لسلالة (العباس بن عبد المطلب) مع أن الرجل ينتمي دينيا (للمذهب الأباضي)..؟!
ظل (عباس) هو رسول ( عرفات) وحامل رسائله لأمريكا والمنظومة الغربية عن طريق السفارات والشخصيات الدبلوماسية، وحين تم إبرام اتفاق (اوسلو) كان اختيار (عباس) رئيسا لحكومة فلسطين إرضاء لأمريكا..؟!
.. حسن الشيخ.. الذي اختاره عباس نائبا له والذي يعد نفسه لخلافته في رئاسة دولة فلسطين ينتمي بدوره لأسرة ( نجدية) هي أسرة مؤسس _ المذهب الوهابي محمد بن عبد الوهاب _ في أواخر حياة الرئيس عرفات وتحديدا منذ عام 2000م وقبل أقدم الإرهابي ( شارون) على حصار المقاطعة كانت الخلافات تعتمل في قيادة المنظمة على خلفية تصاعد نجومية المناضل ( مروان البرغوثي) وتقربه من الرئيس عرفات الذي لم يخفي رغبته في توريث زعامة فتح والمنظمة والسلطة لمروان البرغوثي الذي وجد فيه عرفات كل المميزات التي تؤهله لخلافته وهذا الموقف الذي وقفه عرفات آثار غضب ثلاثة من رموز فتح هم عباس، والشيخ، ودحلان، ومع تصاعد الحراك السياسي الفلسطيني في مواجهة العدو من خلال ( الانتفاضة الثانية) فكان المطلوب صهيونيا راس ( مروان البرغوثي) الذي وجه عرفات حينها مروان بالاختفاء والتواري عن الانظار لفترة حتى تهداء رغبات الصهاينة ويحدث إنفراجا سياسيا، فتطوع الثلاثة عباس، والشيخ، ودحلان، في إبلاغ الصهاينة عن مكان (مروان البرغوثي) فتم اعتقاله، فشعر أبو عمار بأن مكتبه مخترق فصعد من خطابه ضد العدو ورفض مغادرة مكتبة في المقاطعة برام الله، رغم العروضات التي قدمت له من قبل العديد من الرؤساء والملوك العرب والقادة الأوروبين، وتفاجئ الشهيد عرفات ذات يوم وأثناء حصاره برسالة بالفاكس موقعة من الثلاثي عباس، الشيخ، دحلان، يطالبوا فيها عرفات بالخروج من المقاطعة وهم يضمنوا حياته ويتعهدوا له بأن الصهاينة لن يمسوه بأذي..؟!
شعر عرفات بخيبة الأمل وابلغ بهذا الوفد البرلماني الأوروبي الذين زاروه في مكتبه وهو محاصر بدبابات الإرهابي ( شارون)..؟!
من الصعوبة بمكان تبرئية هؤلاء الثلاثة من عملية الاغتيال التي أودت بحياة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وهذا ما يؤكده ( ناصر القدوة) أبن شقيقة عرفات الذي قرر الثلاثة فصله من حركة فتح.. بعد وفاة عرفات تحالف كلا من عباس والشيخ ضد (دحلان) الذي ذهب للامارات وعين مستشار لرئيسها محمد بن زائد، الذي موله وإنشاء له ( قناة الغد) ومكنه من إنشاء تيار سياسي داخل فلسطين اطلق عليه (تيار التصحيح الديمقراطي لحركة فتح)..؟!
عباس والشيخ يتلقيان دعما من مصر والاردن والسعودية ومن أمريكا والكيان الصهيوني أيضا وهما اليوم يعملان بحسب المخطط الأمريكي ويرفضان فكرة المقاومة ولهذا جاءت إجراءات المجلس الثوري الأخيرة لحركة فتح بتعيين الشيخ نائبا لرئيس المنظمة، نائبا لرئيس السلطة كثمن لتحالف مسبق متفق عليه بين الرجلين وبرعاية أمريكية _صهيونية _عربية..؟!
فيما يتلقى (دحلان) دعما ورعاية من دولة الإمارات، بالمقابل لايزل المناضل مروان البرغوثي هو المفضل لدي غالبية قيادة وكوادر حركة فتح وجناحها العسكري كتائب الأقصى وهو كذلك شخصية مقبولة من كل فصائل منظمة التحرير ومن حركتي حماس والجهاد ومن غالبية الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات،ويبقي القول أن ما لم يحققه العدو ضد الشعب الفلسطيني من المحتمل أن يتحقق على يد أمثال عباس والشيخ ودحلان..؟! |