ريمان برس - خاص - الجيش..هوالمسمى الوحيد،الذي ذكره يرفع المعنويات،والخوض في تفاصيله,يبعث الخوف والتوجس والهلع،والتحدث عن مهارات وقدرات منتسبيه،تجعل المرء،في حالة من الفخرالاعتزازوالشرف،بينما الكلام عن قوته وقواته,وأصنافه البرية،والبحرية والجوية،وتشكيلاته العسكرية، والأمنية المتجانسة،تبعث العزةوالنخوة،والعظمة،لدى أبناء المجتمعات والشعوب قاطبة، فعظمة الشعوب من قوة جيوشها.وانطلاقاً من مضمون أهداف الثورة اليمنية السبتمبرية الخالدة،فقدذهب الشعب اليمني بحكمته، دولة وحكومة وشعباً،إلى تحقيق ذلك المضمون الجوهري الخالد،في بناء الجيش الوطني،الذي يحمي عزته،وكرامته،وسيادته الوطنية،ومبادئه وقيمه الأخلاقية،ومعتقداته الدينية،ويشد من عزمه وقوته،للوقوف بعزة وشموخ،على كافة المستويات،المحلية والإقليمية والدولية،وعلى مدار سنتين,من عمر الثورة اليمنية,سبتمبر وأكتوبر،استطاع الشعب اليمني،بإصرار وعزيمة لاتلين،تحقيق هدفه المنشود،بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها)وأمانة للتاريخ،فإنّ الجيش الذي تمّ إنشاءه وبناءه،أثناءقيام الثورة اليمنية،بحسب تشيكلاته العسكرية،وتريكبته الدفاعية والهجومية،كان من أعظم الجيوش،لودامت أصوله إلى اليوم،إلاأنّ خبراء الإستراتيجية والمتخصصون في بناء الجيوش، جعلوا جلّ تركيزهم – في ذلك الوقت – على بناء الجانب المسلح من الجيش،القوات المسلحة)وأهملوا بل لم يضعوا في الحسبان،أي إهتمام للجانب الأمني الوقائي،حيث تلاحظ أنّ جيش الثورة يتركب من(هجومي فاعي) ولاوجود للجانب الأمني،على الاطلاق،حتى كتائب الأمن المركزي التي تمّ إنشاؤها عام 1964م.لم تكن كتائب أمنية وقائية،بل كانت بحسب طبيعتها القتالية،شبه عسكرية،ولوفرضنا جدلاً ذلك،فإنّ عددها ثلاث كتائب لايشكل حماية وقائية، للجانب المسلح،نظراً لوحداته القتالية المتعددة،ربما يكون الإهتمام ببناء الجانب المسلح من الجيش،في ذلك الوقت،من المطالب الأساسية و الرئيسية،التي تمليها الحكومة،تماشياً مع متطلبات ذلك الظرف التاريخي العصيب،الذي كانت تحاك فيه المؤامرات ,على الثورة ونظامها الجمهوري الوليد،إلاأنّ هذا لايكفي أن يكون مبرراً كافياً أوعذراً مقبولاً في بناء الجيوش،لأنّ الإستراتيجيات في الأًصل، دائماً ماتوضع على المرتكزات الأمنية، التي توفر الأمن والاستقرار،للقوات المسلحة،لإكمال تدريبها وتسلحيها،وبمايساعدعلى بناء الجيش، بركنيه الأساسية والرئيسية، القوات المسلحة والأمن)
وبالتالي فإنّ غياب الجانب الأمني, الوقائي لجيش الثورة، جعله بكل قوت وقواته،عرضةً للإختراقات المعادية،التي ساهمت في فكفكته وتدميره,بأسرع وقت ممكن،رغم تضحياته الجسام،ودفاعه الأسطوري،عن الثورة اليمنية، وإنّ الكلام عن النشاطات المعادية،التي مارسها ويمارسها العدوالداخلي,ضدالجيش اليمني،تدمي القلب وتحزنه,وتُدمع العيون،وتقلب الرأس شيبا، لأنها بالمختصرالمفيد،تسيئ إليه بكل صنوفه وتشكيلاته،وتسيئ إلى المجتمع الذي جاء منه،وإلى الدين, الذي إختصرمنه عقيدته،وإلى النظام الذي يستمد منه مشروعية واجباته الوطنية المقدسة،وإلى الرئيس الذي يُعتبرالقائدالأعلى لقواته المسلحة.وفي هذا الموقف.. محاولة جادة،و صادقة،في جمع بعض الأساليب المنثورة والمنفوش، التي تمّ استخامها ضدالجيش اليمني،وساعدت بأثرٍ رجعي على تمزيقه وتدميره،ومازالت آثارها واضحة،بل أنّ معمولاتها ومفوعلاتها جارية إلى اليوم،دون أن تتعرض إلى بحث،أوتمحيص من أحد،والسبب أنّ الأخوان المسلمين،بعدأن حددوا موقفهم،من بيان مؤتمرالجيوش الزاحفة،ووافق الإستعمارالبريطاني على فتح مكتب لفرع الأخوان المسلمين،في منطقة التواهي بعدن،تغيرت نظرت الأخوان المسلمين،تجاه الجيش اليمني،وبدأت تجري ضده,المؤامرات التدميرية،بأساليب تدميرية فتاكة،تصل بتأثيراتها ومؤثراتهاإلى تدمير العمق التعبوي للجيش اليمني، وعلى كافة المستويات العسكرية والسياسية،والمادية والمعنوية، بأسرع وقت ممكن وبأقل كلفة وخسارة،مماجعلها أساليب فنية، تكتيكية، متوارثة، ساهمت في تدمير،أربعة جيوش يمنية،خلال خمسين سنة،من عمر الثورة اليمنية،ويجري اليوم تدميرالجيش الخامس،بنفس الأساليب والتكتيك،ولكن بتقنية حديثة،وفي تالي السطور توضيح ذلك ولانطيل:
أولاً:تدمير جيش الثورة:استخدم الأخوان المسلمون،ضدجيش الثورة الكثير من الأساليب،التدميرية إليك أهما:
1ـ تجنيدأربعة وعشرين ألف جندي غير نظامي(الجيش الشعبي) وهذا ساعدهم كثيراً في اختراق الجيش النظامي،وفي جمع المعلومات الإستخباراتية،عن الجيش،ومنطقة التحركات العسكرية،للجيش اليمني والمصري،في آنٍ واحد،لغرض إنتاج استخبارات المعركة،أومايطلق عليه في المفهوم العسكري،بالإستطلاع التعبوي المتخصص،في جمع المعلومات عن العدو،في العمق التعبوي،لكشف تحركات الجيش،وتقديرنواياه المستقبلية،خلال سيرالعمليات الحربية،وهذه من أخطر الأساليب التعبوية،التي أحدثت شرخاً قوياً،يصعب رتقه،في جدارالثقة والصداقة الحميمة،بين الجيش اليمني,والمصري المتواجدفي اليمن،نتج عنه إنشقاقات عسكرية مؤلمة,في القيادة العسكرية،المشتركة للجيش اليمني والمصري،تركت آثاراًسلبية وخيمة,على الشعب اليمني وجيشه الوطني,مازالت آثارها مستمرة إلى اليوم.
2ـ استخدام الإشاعة الطائرة،وهوأن تعلن كراهيتك للشيئ دون أن تحددالهدف،مثل الشيوعية الكافرة،والإشتراكية الملحدة،والعمالة الخبيثة..الخ،وهذه الإشاعات من الأسلحة الفتاكة,التي ساعدت,بل وتساعد بالقضاء على الخصم,والإجهازعليه بسرعة،بحيث إذا تقدم أي قائدعسكري أوسياسي،بأي فكرة،تهدف إلى تطويرالجيش،وتحسين أداءه،يقولون له هذه فكرة شيوعية،أوإشتراكية..الخ،ليتم القضاء عليه،أوإقصاءه أوتهميشه بسهولة.
3ـ استخدام سلاح العنصرية الفتاك،حيث استخدم الأخوان المسلمون،هذا السلاح،بطريقة غير مسبوقة،وصل بهم الحال،إلى الفرزالمناطقي والقبلي،خصوصاً ضدأبناء المناطق،والمحافظات الجنوبية،والشرقية،حيث تمّ تسريح السرية الأولى والثانية،من الكتيبة الأولى مدرعات،التي كانت تتوزع،على مناطق استراتيجية،في صنعاء وجبل رازح،وصعدة وخولان،وحجة ومأرب،وكذلك إقصاء وفصل قاداتهاالجنوبيين،وهما الرائد/ كازمي العولقي،والنقيب/ عيدروس حسن القاضي،وتسريح سريا الصاعقة،التي كانت ترابط في صنعاء وجبل حضور،والحيمتين،بعد محاكمة وفصل قائدها البطل الملازم/ سالم العولقي،وإلغاء لواء الثورة،الذي كان يتمركزفي صعدة،وتسريح سرياه القتالية،التي كانت تتشكل، من جيش إتحاد الجنوب العربي،بقيادة الملازم/ناصر الضالعي، وتسريح السرية الثالثة،من لواء النصر،التي كانت ترابط في الحيمة الخارجية، بعد إقصاء وفصل قائدها البطل العقيد/عبدالرب العواضي.
وبتلك الأساليب التدميرية،استطاع العدوالداحلي،توسيع رقعة الخلاف,بين الجيش اليمني والمصري،وذلك من خلال بث دعاية الخوف والرعب،في أوساط الجيش المصري،إلى درجة,جعلت الإستخبارات المصرية،تزج بالكثيرمن أنصارالعدوالداخلي،في قيادات الجيش اليمني كجواسيس ومخبرين لها،وفرض الكثير،من عناصر الأخوان المسلمين،في وزارات الدولة اليمنية،كمخبرين لها،عن التوجهات السياسية والفكرية للصف الجمهوري،مماجعل الجيش اليمني،يتذمركثيراً بعد أن شعرأنّ خنجرالصديق إرتدت إليه،وأصبح يكتوي يومياً بحرارة النيران الصديقة.
وبسبب ذلك الإختراق المعادي،استطاع العدوالداخلي،أن يدفع بعناصره، إلى مراكز صنع القرار،في أعلى مرافق الدولة،وأن يوجه - بواسطة المخبارات المصرية- ضربة مؤلمة،للجيش الجمهوري,حيث قتلت الإستخابرات المصرية،وسحلت الكثير,من القيادات العسكرية والأمنية، بعد أن ملئت السجون،اليمنية والمصرية،بأرفع القيادات العسكرية والسياسية، التي كان الجيش اليمني,في أمس الحاجة,إلى علمها وخبرتها،في تلك المرحلة الصعبة،ومالاحقها من أخطاء متكررة،وسلبيات مادية ومعنوية،تضررمنها الجيش اليمني لاحقاً بشقيه العسكري والأمني.
ومع ذلك كله تلاحظ أنّ الأخوان المسلمين،لم يستطيعواتدمير جيش الثورة، إلابعدمشاركتهم في حكومة الوفاق،التي تمّ تشكيلها في عام 1965م.وكانت رئاستها من نصيب الأخوان المسلمين،حيث قاموا بإستخدام الآتي:
أ ـ شطب وزارة الدولة لشؤون الجنوب،وهذه مغامرة سياسية خطيرة،إرتكبها الأخوان المسلمون،في ذلك التاريخ،إرضاءً للإتعمار البريطاني في الجنوب،لكي يضمنوا بتلك المجاملات،الدعم البريطاني،في تغطية مرتبات الجيش الشعبي.
ب ـ إنشاء محكمة أمن الدولة،ومن خلالها تمّ الزج بألف شخص يمني،من مختلف الشخصيات العلمية،والسياسية،والعسكرية،إلى مختلف السجون اليمنية والمصرية،ومحاكمة وإعدام (750)من ضباط القوات المسلحة والأمن، في ميدان التحرير،ونشطة الإعتقالات وهتك الأعراض، ومصادرت المتاع،وتوجيه التهم الخبيثة،التي يرفضها الإنسان اليمني,مثل:هذا شوعي،وهذا اشتراكي،وهذا عميل،وهذا ملكي،بالإضافة إلى الضرب والتعذيب بالكهرباء،والكلاب البوليسية، والطرد والإقصاء والإخفاء القصري،وغيرها من الأساليب التي دمرت جيش الثورة اليمنية،وكادت تعصف بالنظامه الجمهوري الوليد.
|