الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
بداية أحب التأكيد إنني وطني وقومي عربي مسلم، وأنني أحترم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولست (تابعا لها) وأيضا لست من أنصار ( شيطنتها) لعدة اسباب، منها أن إيران شريكة للوطن العربي

الأربعاء, 16-أبريل-2025
ريمان برس -

بداية أحب التأكيد إنني وطني وقومي عربي مسلم، وأنني أحترم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولست (تابعا لها) وأيضا لست من أنصار ( شيطنتها) لعدة اسباب، منها أن إيران شريكة للوطن العربي بالجغرافية والتاريخ، وهذا التميز لوحده يفرض علينا كعرب أن ناخذه بعين الاعتبار كخيار تحتمه علينا مقتضيات الأمن القومي العربي، الذي يفرض علينا أيضا أن ناخذ بالاعتبار كل محاور الطوق الجغرافي الذي يسيج خارطتنا القومية من إثيوبيا إلى تركيا وصولا إلى باكستان وتلك نطاقات يفترض أن تمتد معها جسور تواصلنا على قاعدة احترام حقوق الجوار والتكامل معها لأن مصلحة هذه النطاقات مرتبطة إرتباط مباشر بمصالحنا في الوطن العربي.
لإيران قطعا مشروعها الاستراتيجي وهذا حق مكفول لكل دولة ذات سيادة وتمتلك رؤية حضارية، وهو حق مكفول للوطن العربي الذي يفترض أن تفصل أنظمته بين متطلبات الأمن القومي العربي كمنظومة متكاملة وبين هويتها ( القطرية) التي فرضتها أتفاقية ( سايكس _بيكو) التي جزأت الجغرافية العربية لكن هذا لا يعني تجزئة الأمن القومي العربي، الذي يحتم علينا أن نحاور إيران وتركيا وباكستان وأثيوبيا حتى لا نجعلهم يتحولوا بغبائنا من أسوار حماية مشتركة إلى خناجر مغروزة بخاصرتنا العربية، وأن ندرك أن امننا القومي يتحقق بأمن هذه النطاقات والعكس، وبالتالي الحوار معها وفق ثوابت ومنطلقات مبدئية راسخة تقوم على احترام سيادي متبادل وعدم تدخل بالشؤون الداخلية بصورة تبادلية، لأ أن نخضع امننا القومي لمزاجية أنظمة قطرية مرتهنة تنفذ مخططات أعداء الأمة،وفق السائد في راهننا العربي، حيث أصبح الوطن العربي مسرحا لصراعات جيوسياسية الغائب فيها هم العرب..!
يمكن التأمل في علاقة بعض الأنظمة العربية مع إيران في عهد ( نظام الشاه) حين كانت إيران جزء أساسي من محور استعماري  معادي لأمتنا ولوجودها القومي وحقوقها التاريخية، يؤمها كانت _طهران _أقرب للأخوة في الخليج من (القاهرة) وكانت الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني والشرطي الأمريكي في المنطقة، وكانت (  قاهرة عبد الناصر) هي العدو للصهاينة وامريكا والغرب ولغالبية الأنظمة العربية التي تقف اليوم في مواجهة إيران وتستجدي التطبيع مع الصهاينة..؟!
اختلفت الصورة بعد قيام الثورة الإيرانية وبعد انتقال طهران من خندق الصداقة مع الصهاينة والأمريكان إلى خندق اخر معاديا لهما ولكل المنظومة الاستعمارية الغربية ومن يتحالف معهم، لكن جاءت الثورة الإيرانية التي كان الزعيم العربي جمال عبد الناصر أول من دعمها ورعاها وشجع المعارضة الإيرانية ضد ( نظام الشاه) جاءت هذه الثورة بعد رحيل عبد الناصر وبعد أن اتجه السادات بمصر نحو الغرب وامريكا والتطبيع مع العدو الصهيوني، وهناء تحولت (إيران) من حليف إلى (عدو) واجب (شيطنته) بطلب أمريكي _صهيوني _غربي، وهكذا ذهب بعض العرب لاستبدال عداواتهم لتحل إيران عدوهم بدلا عن الكيان الصهيوني الذي أصبح الصديق والحليف المؤتمن حتى ذهب البعض في سياق الغباء السياسي إلى رفع شعار (فلسطين ليست قضيتي)_ فقط لأن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية التي رفض النظام العربي مجتمعا تقديم أي شكل من أشكال الدعم لها منذ عام 2000م، وهذا الشعار لم يأتي من بعض النخب العربية المتصهينة بل جاء تعبيرا عن توجهات سياسية رسمية تبنتها بعض أنظمة المنطقة تلبية لرغبة أمريكا والكيان الصهيوني..؟!
أن العقل الاستراتيجي العربي لا يمكنه ان يسير بهذا الاتجاه المنافي لحركة التاريخ ومتطلباته، والأمر من هذا أن النظام العربي الراهن الذي يفتقد للمشروع الحضاري ويفتقد الرؤية الاستراتيجية المتصلة بوجوده وبحاضره ومستقبله ومصالحه، يتبني الرؤية الأمريكية _الصهيونية _الغربية في عدائية لإيران، متجاهلا مصالحه القومية والقطرية ويخوض معركة الدفاع عن مصالح  أمريكا والكيان الصهيوني والمنظومة الاستعمارية الغربية التي زجت بكل الأنظمة العربية لتجعل منها دروعا متقدمة في مواجهة إيران في معادلة الخاسر الأكبر فيها هم العرب بصورة فردية أو جماعية، والرابح الوحيد فيها هم الصهاينة الذين استطاعوا في عهد أنظمة الارتهان أن يطبقوا الأهداف المخفية في اتفاقية ( سايكس _بيكو) التي  كان الظاهر في بنودها هو  تجزئية الجغرافية العربية، لكن المخفي من أهدافها كان تجزئية الهوية والدين والقيم والتراث الحضاري والنسيج الاجتماعي وهذا ما يتحقق اليوم فعليا للأسف في أوساط الأمة التي للأسف تدفع أيضا فاتورة هذا التمزق والانهيار من خزائنها..؟!
إذا لمصلحة من معادات إيران؟ كل المعطيات تقول ان معادات إيران من قبل العرب يمثل خدمة جليلة للعدو الصهيوني وامريكا والغرب الاستعماري، وان لا مصلحة لأي كيان عربي يمتلك قدرا من الوعي الاستراتيجي معادات إيران تحت أي مبرر أو ذريعة كانت سياسية أو مذهبية أو دينية أو حضارية فكل ذرائع معادات إيران التي يسوقها البعض إنما هي مفردات صهيونية استعمارية لايمكن لأي عربي حر أن يتبنيها إلا أن كان قد سقط في مستنقع ثقافة (البترودولار) وهي ثقافة استعمارية بأمتياز وليس كل هؤلاء سيكونوا أصدق قولا من الزعيم جمال عبد الناصر ولا أصدق قومية وعروبة وانتماء منه _رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)