ريمان برس - خاص -
يقال أن رجلا كان يعيش مع أسرته على أطراف قرية، وكأن دائما يحرص على (حمل سلاحه) على كتفه خوفا من الذئاب واللصوص، وكأن أهل القرية دائما ينتقدونه لحمله السلاح، وذات ليلة هجم على داره لصوص صرخت نساء المنزل والأطفال صحي الرجل ( حمل بندقيته) هرع الجيران القريبين منه من الباب الخلفي للدار وطلبوا من الرجل أن لا يستخدم السلاح وأن يتعقل وخرج بعضهم لمحاورة اللصوص الذين طلبوا منهم أن يقنعوا صاحبهم فقط بتسليم سلاحه وقال الجميع هذا سهل، فدخلوا وضغطوا على الرجل بضرورة تسليم سلاحه لإتقاء الفتنة، فخضع لهم الرجل وسلم لهم بندقيته وسلموها بدورهم لي اللصوص وانفظ المولد وذهب كل الي داره لكن اللصوص عادوا وقتلوا الرجل وأهل بيته ونهبوا داره واتجهوا ينهبون بقية بيوت القرية التي كانت محمية من اللصوص خوفا من بندقية الرجل الذي كانت داره اول دار على مدخل القرية..؟!
القصة وأن كانت من آداب التراث العربي تعكس نفسها اليوم على واقعنا العربي _الإسلامي، أمريكا تريد تجريد إيران من قدراتها العلمية والمعرفية خشية إنتاجها لقدرات نووية ذات طابع عسكري، لكن اليوم المطلوب من إيران لا ينحصر في الملف النووي بل يطال قدراتها الصاروخية وخاصة ( الصواريخ الباليستية) والطيران المسير، الكيان الصهيوني وخلفه أمريكا والغرب دمروا كل القدرات العسكرية السورية ويطالبوا بتجريد الجنوب العربي السوري من أي تواجد عسكري حتى في ظل حكم نظام صنعوه بأيديهم، والأمر كذلك متصل بالحالة اللبنانية حيث المطلوب تجريد (حزب الله) من سلاحه كشرط لوقف عربدتهم في لبنان، والحال كذلك في قطاع غزة التي أصبحت حرب الإبادة فيه التي يشنها الاحتلال منذ عام ونصف مرهون توقفها بتجريد المقاومة من سلاحها، في اليمن وبعد دخول صنعاء معركة إسناد غزة والشعب الفلسطيني أصبح ( سلاح صنعاء) مطلوب للتدمير وجاء العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني الغربي على صنعاء من أجل تحقيق هذه الغاية ..؟!
المثير أن العرب يعيدون إجترار قصة وحكاية سكان تلك القرية التي استهلينا بها التناولة حين يتحدثون عن ضرورة وأهمية نزع سلاح المقاومة لكي يسهل للعدو الصهيوني بعدها ذبح الشعب الفلسطيني بالسواطير أو بالأسلحة الخفيفة على غرار ما حدث في (صبرا وشاتيلا) في لبنان حين ضغط النظام العربي _يؤمها _على المقاومة الفلسطينية وعلى الرئيس الشهيد ياسر عرفات بضرورة مغادرة بيروت بقواته وقدموا له كل الضمانات بما في ذلك ضمانات أمريكا عن طريق (فيليب حبيب) وبعد خروج المقاومة حدثت مجزرة (صبرا وشاتيلا) وسقطت كل الضمانات التي قدمت للرئيس عرفات الذي اضطر بعدها لإعادة أكثر من (15000)الف فدائي دخلوا لبنان تسللا عن طريق طرابلس لحماية بقية المخيمات الفلسطينية من مخططات الإبادة الثنائية التي كانت رغبة صهيونية _كتائبية مشتركة تم تنفيذها بإشراف ( الإرهابي شارون) و المجرم ( بشير الجميل)..؟!
حقا ( التاريخ يعيد نفسه بصورة مآسة أو مهزلة _كما قال ماركس) لكن العرب قالت أن ( المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين)..!
نوويا يمتلك الكيان الصهيوني أكثر من ( خمسمائة راس نووي) والقواعد الأمريكية في المنطقة تخزن فيها أسلحة نووية من قواعدها في ( المانيا) إلى قاعدة ( انجرليك) في تركيا إلى قاعدتي( السيلية والعديد) في ( قطر العربية) هذه الجزيرة التي ليست مجرد قاعدة بل أيضا مركزا استراتيجيا لجهازي (الموساد والمخابرات الأمريكية).. فيما تحتضن ( ضيعة أولاد زائد) المكتب الإقليمي لجهاز المخابرات البريطانية ( mi6)، الذي أصبح له فروع في أكثر من مدينة عربية ومنها مدينة (عدن) في بلادنا اليمن..؟!
إذا لماذا يجرد العرب والمسلمين من اسلحتهم فيما يسمح للعدو الصهيوني امتلاك أخطر الأسلحة المدمرة..؟!
لماذا تختلف المعدات العسكرية التي تسوقها أمريكا للعدو عن تلك التي تسوقها للعرب؟ من ( طائرات المراقبة والتجسس أوكس) التي سلمتها أمريكا لدول عربية مثل السعودية ولكنها فرضت أن يكون طاقمها أمريكي لايسمح لسعودي بالصعود عليها إلا لالتقاط صور تذكارية..؟!
الطائرات العسكرية التي تباع للعرب من امريكا وبريطانيا وفرنسا وكل دول الغرب، تختلف جذريا عن تلك التي تسلم للعدو الصهيوني..؟!
في مصر وبعد وفاة عبد الناصر تم تدمير القدرات العسكرية المصرية وتفكيك المشروع النووي المصري وتم اغتيال العلماء المصرين في أكثر من دولة ومدينة بما فيها القاهرة.. تم تدمير قدرات العراق العسكرية وتم ضرب المشروع النووي العراقي، تم تفكيك المشروع النووي الليبي ثم تدمير قدرات جيشها، تم تدمير المشروع النووي السوري وتم تدمير قدرات سوريا العسكرية وتحويلها إلى دولة فاشلة..؟!
والمؤسف أن كل هذا حدث ويحدث بتعاون عربي رسمي ثم نجد من هذه الأنظمة حديث النفاق والكذب والدجل عن التعاون والعروبة والإسلام والامن القومي و( التعاون المشترك) الذي يصدقوا فيه في تعاونهم لتدمير قدرات بعضهم وتلبية رغبات الصهاينة و ( لعق أحذية الامريكان)..؟! |