الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -

الخميس, 13-ديسمبر-2012
ريمان برس - متابعات -
تمثّل جائزة نجيب محفوظ للأدب تكريما معنويّا لمسيرة هذا الروائي العربيّ الذي ارتقى بالسّرد العربي إلى مراقي العالمية. وتُمنح في عيد ميلاد صاحب "أولاد حارتنا" الذي يوافق يوم 11 ديسمبر من كلّ عام. وقد آلت نسختها لعام 2012 إلى الروائي المصري عزّت القمحاوي.

في منطقة الزمالك بالقاهرة، وفي مبنى الجامعة الأميركية، وهي المؤسّسة التي أنشأت جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1996، أقيم مساء الثلاثاء الماضي حفل ثقافيّ سلّم فيه عميد الجامعة، الدكتور عمرو شعراوي، درع هذه الجائزة للمصريّ عزّت القمحاوي على روايته "بيت الديب" الصادرة عام 2010.

وقد تلت في افتتاحية هذا الحفل لجنة تحكيم الجائزة بيانا وضّحت فيه أنّ قيمة هذه الجائزة هي بالأساس اعتباريّة ورمزيّة أكثر منها ماديّة، وهو ما جعلها تصير، خلال سنواتها القليلة، من أبرز الجوائز الأدبية العربية، وذلك من جهة كونها تحتفي بالروايات العربية الحديثة التي تؤصّل فعل الحكي في تربته الخبرية العربية مع الانفتاح به على عالم التجريب الروائي الحديث.

وعلى قيمتها الرمزيّة، تُمكّن جائزة نجيب محفوظ للأدب كلّ فائز بها من قيمة مالية قدرها ألف دولار أمريكي مع ترجمة روايته إلى الإنجليزية ونشرها. وقد كانت الجائزة قد منحت في عام 2010 للروائية والأكاديمية المصرية ميرال الطحاوي على روايتها "بروكلين هايتس"، بينما آلت في السنة الفارطة إلى الشعب المصري لإثرائه الأدب بسبب ثورة 25 يناير.

ترأست لجنة تحكيم الجائزة لهذه السنة الدكتورة تحية عبد الناصر، حفيدة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وضمت في عضويتها شيرين أبو النجا وعبده وازن وهمفري دايفيز ومني طلبة.

وقد وجدت هذه اللجنة في رواية "بيت الديب" مواصفات الرواية المائزة بأسلوبها الحكائيّ وبثراء إحالاتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية، حيث نهضت على رصد التاريخ المصري والعالمي على مدى أكثر من مئة وخمسين عامًا من خلال تاريخ عائلة من الريف المصري.

ويُعدّ عزت القمحاوي، المولود بمحافظة الشرقية في 23 ديسمبر 1961، والذي تخرج من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1983، واحدا من أبرز الروائيين العرب الجدد من جهة غزارة إنتاجه السرديّ والتنوّع فيه واتصال مسروداته بوقائع الناس ومتحها من تاريخهم الشخصيّ والعائليّ والجماعيّ. حيث نشر ثلاث مجموعات، وأربع روايات، إضافة إلى كتب أخرى هي عبارة عن بورتريهات ورسائل وريبورتاجات.

وخلال حفل تكريمه، قال عزت القمحاوي:"أنا سعيد بهذا الفوز لروايتي، بعد أن احتسبتها بين شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، فقبل الثورة بقليل صدرت "بيت الديب" في لبنان، وكان المفترض أن أراها في يناير، لكنها ضاعت مع كتب دار النشر التي كانت قادمة لمعرض ألغته أحداث الثورة."

وذكر في مداخلته أن "بيت الديب" تنتمي إلى رواية الأجيال، وهو "النوع الذي اعتقدنا أحيانًا أنه انتهى في الحقب الكلاسيكية، ولكنه – فيما يبدو – احتياج إنساني. وإذا كان الروائي يكتب لمحاولة فهم فوضى الوجود وهشاشته، فإنه يلجأ إلى رواية الأجيال بالتحديد عندما يرى أن الوجود مهدد من أساسه، وقد كان هذا التهديد لوجود مصر واضحًا خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك ولذلك فإن "بيت الديب" ليست رواية الأجيال الوحيدة في تلك الحقبة، وأشير هنا فقط إلى سبق "أوراق العائلة" للراحل محمد البساطي، و"ملحمة السراسوة" لأحمد صبرى أبو الفتوح، و"الطنطورية" لرضوى عاشور، و"ألم خفيف" لعلاء خالد. اشتركت هذه الروايات في هاجس تثبيت التاريخ، وافترقت في قربها وبعدها من تقنيات كتابة رواية الأجيال الكلاسيكية".

وفي رواية "بيت الديب" يشيّد عزت القمحاوي قرية توجد بين حافتيْ الواقع والخيال، وتضم الهاربين من ظلم الضرائب العثمانية في مفترق طرق يلتقون فيه بالمصادفة، ويعيشون على المساواة التامة مستمتعين بنسيان الحكومة لهم حتى تبدأ لعبة السلطة في القرية مع تولي محمد علي باشا حكم مصر، وتستمر الأحداث حتى غزو العراق حيث يعود أحد أفراد الأسرة كان جده قد غادر القرية في بداية القرن العشرين.

وقد انصبّ السرد في رواية عزت القمحاوي "بيت الديب" على إعادة بناء جانب من المعيش اليوميّ المصري، إضافة إلى تضفيره الشخصي بالسياسي في إطار لوحة سردية واحدة انصهر فيها المكان مع أحلام أهله انصهارًا نجحت خلاله الرواية في "موازنة وجهي معادلة ديناميكية محكمة تجسد الكثير من روح تجربة البلاد المعاصرة، وصّف فيها عزت القمحاوي، بمهارة مدهشة، المرونة المتبادلة بين الإنسان والزمان والمكان"، بل هي إنّ "بيت الديب" رواية تؤكد ضرورة انفصال الفن الروائي عن منطق التاريخ، وذلك عبر قناة التخيّل الذي يجمع بين التاريخ والواقع ولا يميز بينهما.

وقد اتكأ كاتبها على ما يمكن دعوته بالفضاء المفتوح الذي تتيحه الطبيعة الريفية أو الرعوية الصحراوية الممتدة إلى ما لا نهاية، على حدّ قول صبري حافظ، وهو فضاء "الإنسان الذي يشعر، وإن رفض الاعتراف لنفسه بهذا الشعور في أغلب الأحيان، بنوع من الوحشة واليتم في مواجهة هذا العالم المستعصي على الفهم. فثمة نوع من النبذ غير المقصود، وغير المتعمد، يمارس ضده دون مبرر، ويثير فيه قدرا من السخط على كل ما حوله دون فهم لدوافع سخطه".
العرب اونلاين

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)