ريمان برس - خاص - للسرق والقتل والحرابة شرعية في بلادنا يؤيدها معظم شرائح المجتمع اليمني بتنوع اطيافهم الجهلاء والمتعلمين ورجال الدين والحاكمين والمحكومين.
استهل مقالي هذه بهذه الحقيقة الناصعة والتي يعاني منها كل مواطني الجمهورة اليمنية اذ صار للسرق والقتل والحرابة ( القطاع والتقطع والمطبات وكتل الاسمنت ألمضايقه )
كيف كنا وكيف اصبحنا ؟
سنعود بكم بضعة عشرات من السنين الى الوراء لاستكشاف سلوكيات المجتمع اليمني والمتغيرات التي حدثت له واجترته الى مواقع سلوكية غريبة اوصلتنا الى هذه الحالة المزرية التي نعيشها اليوم .
قواعد الحياة في نظرية ماسلو وهرمه المشهور
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/dc/Ar-Maslow%27s_hierarchy_of_needs.svg_copy.png/400px-Ar-Maslow%27s_hierarchy_of_needs.svg_copy.png
http://bits.wikimedia.org/static-1.21wmf6/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png
هذا الشكل يوضح تدرج الحاجات عند مازلو، الحاجات الأكثر أهمية عند قاعدة الهرم
تدرج الحاجات أوتدرج ماسلو للحاجات أو هرم ماسلو هي نظرية
لدراسة الحالة السلوكية للمجتمع لابد ان نمنهج العمليه ونربطها بنظرية ابرهام ماسلو وهرمه المشهور للاحتياجات الانسانية والهرم قسم الى اقسام افقية واول قسم مربع قاعدة الهرم حاجات احتياجات جسم الانسان من طعام وما ونوم وغيره وفي المربع فوقه حاجات الامان الظرورية ومن بعد تأتي الحاجات الاجتماعية صداقة وعلاقات ثم تخف الاحتياجات وتصغر مساحاتها كاحتياج الانسان للتقدير والحرية والتراؤس ويصغر حجمها لانها ليست بنفس الضرورة والأهمية كالاحتياجات الأساسية .
سلوكيات المجتمع والحكم قبل ثورة سبتمبر 62 لهذه الظاهرة
كانت سلوكيات المجتمع قبل ثورة سبتمبر تتسم بمعايير صارمة لمثل هذه الجرائم فالسارق التقليدي ( من ياخذ حق غيره ) سارق ويعاقب والقاتل يحكم عليه بالقصاص اما اعمال الحرابة فكانت شبه معدومة ومعيارها محدد حسبما جاء قي كتاب الله ويعاقب المتقطع للطريق المسبلة بالخلاف كما ذكر الله في محكم كتابه وكلها جرائم حدود حددها الله بالقرءان وحدد عقوباتها . وهذا يعني انه كان هنالك معايير ومقاييس لهذه الجرائم فالسارق سارق والقاتل قاتل وقاطع الطريق يعاقب , لهذا كان الامن والامان يعم ربوع اليمن عدا استثناءات قليلة .
اسباب الثورة السبتمبرية
ان الظلم الذي مارسه الحكم الامامي ناتج عن الممارسات الجبائية الجائرة في ظل عجز اليمن عن انتاج كميات اقتصادية من المنتجات الزراعية والاقتصادية وكان الجوع رفيق الغلبه الغالبه من المواطنين وبالمقابل حرمان الشعب من التطوير والتنمية المنعدمة تماما وحرمانه من التعليم وانغلاقه على العالم وعدم استغلال الموارد المتاحة والتمييز الطبقي الطائفي .نتج عنه تخلف وحرمان وجوع الى الضروع .
سلوكيات المجتمع بعد الثورة
هنا احدد السلوكيات في محاور الجرائم الثلاث التي تنظم المجتمع وتحد من الفوضى وتؤثر على التنمية ( السرقة القتل الحرابة ) .
اقول ولان الثورة جاءت بمبادئ جد سامية وتنمية وتطوير مقبول بالرغم من مقاومة الملكيين وجهل القبائل المتحجر للعهد الجديد فدخل التعليم وخططت المدن ورصفت الشوارع وشقت الطرقات .
وقد سببت الثورة السبتمبرية بمتغيرات اقتصادية واجتماعية ومعرفية فقد تعرف المجتمع اليمني على سلع تجارية كثيرة لم تكن تخطر له على بال وانطلق التشييد والعمران وتضاعفت احجام المدن والقرى عدة مرات وتوفرت فرص العمل لكثير من الناس ومن ثم حصلت متغيرات اجتماعية وسلوكية جمه وعادات جديدة ومدخلات مختلفة , اما التعليم فيكاد ان يكون معدوما فقد قامت الثورة ولا يوجد بالعاصمة صنعاء الاخمس مدارس هي بالتحديد الاعدادية والمتوسطة والثانوية والمدرسة العلمية ودار الايتام وبضعة كتاتيب والتحصيل العلمي فيها محدود جدا وبدائي .
وبالرغم من الحرب الاهلية الشرسة التي عقبت الثورة الا ان الامور المتعلقة بالسلم الاجتماعي والسلوكيات الحسنة ظلت قائمة بل وتحسنت بالتسامح وذوبان الطائفية والمذهبية والمناطقية واختلط الناس وقد كان هنالك استثناءات محدودة جدا في سلوكيات الفساد للمال االعام .
ومما سبق سنحاول ربط المتغيرات المذكورة بهرم ماسلو فنوجز بان السواد الاعظم للمجتمع قبل الثورة كان يفقد اهم مربع لهرم ماسلو وقاعدته وهو لقمة العيش وبالمقابل يتوفر له كثير من الامان المربع الثاني .اما المربع الثالث وهو احتياجات الانسان الاجتماعية فيمكن الصعود اليه ولو افتقد احدى المربعات قبلها وعنما ينعدم احد المربعين الاولين لقاعدة الهرم يستحيل الصعود الى المربعات العليا لهذا لاحرية ولا تميز .
استمرت سلوكيات المجتمع بالنسبه للقضايا التنظيمية الربانية والتي نظمها ارحم الرحمين وحددها في محكم كتابه وهي السرقة والقتل والحرابة استمرت بعد الثورة بمعاييرها ومقاييسها الصحيحة فالسارق سارق والقاتل قاتل والمتقعطع متقطع كلها اعمال مشينة يستنكر المجتمع بكل اطيافه اقترافها ويظل المجتمع ظاغطا على الدولة بتنفيذ العقوبات بحقها , وفعلا يسجن السارق ويقتل القاتل ويخلف المتقطع . فكم شهد باب اليمن وباب شعوب وميدان التحرير وقاع العلفي من رؤس وأياد معلقة نفذت فيها احكام الله كما تشهد سجون القلعة والرادع والمركزي هذه الحالات والتي احتضنت المساجين والمجرمين فيها .
كذلك جرائم الفساد في الدولة عندما تظهر سرقة اموال عامة او اختلاس كان المجتمع يستنكرها ولابد وان يسجن مقترفها والادهى من سجن الدولة سجن المجتمع ، ولان المعايير والمقاييس كانت صحيحة فقد كان سجن المجتمع اشد وانكى من سجن الدولة فكان مقترف جريمة سرقة المال العام عندما يخرج من السجن يسجن نفسه في بيته بالاشهر والسنين خوفا من مقابلة قريب له او صديق او معروف لانه سيحتقره لفعلته لهذا يحاول المجرم ان يخفي نفسه وينساه الناس وعندما يبداء للخروج بين الناس يكون متلثما وعندما يرى صديق او معروف يتهرب منه . ذلك لان المقياس والمعيار ان السرق اي نوعه والقتل والحرابة عمل مشين ولا يتقبله المجتمع .
استمرت هذه السلوكيات وحتى نهاية السبعينات من القرن الماضي ومنذ بداية الثمانينات بدءا ضعاف النفوس يضعوا ايديهم بسرقة المال العام ، ظل المجتمع يدين ويستنكر هذه الافعال لكن الجديد في الامرا انهم كانوا يفلتون من المحاسبة والعقاب وظل المجتمع يدين ويستنكر كما هي العادة لكن الادانة والاستنكار بدءات تضعف شيئا فشيئا مع زيادة السطو والنهب للاموال العامة وعدم معاقبة مرتكبيها , وهكذا استمر واقع الحال الى سكت المجتمع واغلقت ابواب السجون على النهابين والسرق .
ومع مرور الزمن في التسعينات وبعد الالفين تغيرت المقاييس والمعايير تماما وتطبع المجتمع بسكوته عما يحصل وصار النهاب يوصف بانه احمر عين ذكار شاطر رجال عرف لها جيد يأكل ويؤكل فاتح بيته وبالمقابل يوصف الشريف بانه حمار اخبل ما عرف لهاش ولا يصلح للمنصب في ظل المعايير الجديدة .
الادهى ان مناقشة فلان لطش كم مليار او ملايين ويجيب بعض الناس بالتهنئة له بقولهم هنيت له . كما يتفاخر الفاعل بالمقايل واصبحت اعمال السرق والنهب للمال العام تميز وغالبا ما كان مقترفوها يرقون الى مناصب اعلى لانهم اثبتوا جدارتهم . والجداره مفهوم معكوس .
وهكذا انكسر شرف النزاهه وتغلب عليها السطو والسرقة وضاع المال العام ووهبت اراضي الدوله لمن هم من هذه النوعية تطبيقا لمبداء ( ارزح لي ارزح لك )
ومع الفساد في هذا تطورت الجريمة التي حددها الله بمحكم كتابه السرقة القتل والحرابه فكم من سيارة تسرق ويذهب السارق بها الى قبيلته ويقيمون الولائم لهذا الفيد وكم شوهد من مشايخ وقبائل يحضرون محاكمة من قبض عليهم في جرائم السرقة ويدعون ان المتهم شيخ ولا يجوز حبسه او معاقبته .
اما القتل فحدث ولا حرج يقتل القاتل خاصة في المناطق القبلية ويذهب الى الشيخ الكبير ويضمه على مرافقية حتى لا يلاحق ولايقدر اهله على محاكمة قاتل قريبهم وبحجة عمل صلح ولا يحبس ولا يعاقب القاتل بل يستأسد الشيخ بان اصحابه قتله يخوف بهم قبائله والاخرون .
كذلك الحرابه ربطت بشرعية المطالب وصار لها شرعية خاصة في ايامنا هذا فكل يوم نسمع اكثر من قطاع او تقطع في طريق واحد وغالبا ما ينتهي هذا العمل بدفع مبالغ للمتقطعين اي متقطع والمعاش من الدولة . كما اضيف على جرائم الحرابه الاختطاف وهي اشد من الحرابة .
كما اضيف ايضا الى الحرابة اعمال القطع النسبي للطرقات مثل الحواجز الاسمنتية والمطبات العدوانية وهذا قطع للطرق المسبلة . التي نهانا الله عنها .
والادهى والامر انه لا داعية ديني وما اكثرهم في بلادنا ولا عالم وما اكثرهم ولا خطيب جمعة نهى المقترفين لهذه الاعمال المشينة
وهكذا صار للسرق بكل انواعه سرق الليل وسرق النهار والقتل والتقتيل والحرابه والتقطع شرعية قوية تحميها قوى قوية جدا جدا , ما رأيك هل هذا اسلام ام لعبة اعلام يجن لها الشيخ والغلام والله يستر هذا حديثي ولا جاكم شر .
زين العارفين 12/1/2013 |