ريمان برس - متابعات - ارتفع عدد قتلى ضربتين جديدتين للطيران الأمريكي بدون طيار نفذتا مساء امس في منطقتي سنحان شرق العاصمة صنعاء ، ومنطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء إلى عشرة قتلى و3 جرحى ، بينهم 9 مفترضين من تنظيم القاعدة والباقى من السكان المحليين.
وفيما يتزايد السخط في الشارع اليمني من جملة الغارات الأمريكية المتفاقمة على نحو يفوق ما شهدته افغانستان في تتبع مسلحي القاعدة ، قال مصدر عسكري يمني اليوم الخميس،إن العمليات الأمنية التي تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار في البلاد تأتي بشكل قانوني في إطار التعاون العسكري والأمني بين البلدين دون أن يكون لذلك مساس بسيادة اليمن.
واستهدفت غارة جوية مساء أمس "الأربعاء" عناصر يشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة في اليمن كانت تستقل سيارة نوع "هيلوكس" في منطقة "ذرح" الواقعة بين مديريتي خولان وسنحان "شرق العاصمة صنعاء" .
وقالت مصادر أمنية ومحلية متطابقة إن الغارة أسفرت عن مصرع سبعة مفترضين من تنظيم القاعدة.. مشيرا إلى أن السيارة استهدفت باربعة صواريخ ، وظلت تتفجر بعد استهدافها لحوالي ساعة ،فيما يتقد انها كانت تحمل متفجرات ، في حين وجدت جثث القتلى متفحمة في المكان.
وكشفت المصادر عن هوية بعض القتلى وهم "ربيع لاهب من منطقة سنحان ، وسليم محسن جميل ، وعلي محمد جميل ، ومحسن محسن جميل (والثلاثة من منطقة خولان من قرية القاول ) ، بجانب شخص يدعى الناشري ، فيما لم يتم التعرف عن هوية باقي القتلى " .
من جانبها قالت المصادر ان حصيلة غارتين جويتين بفارق نصف ساعة عن غارة سنحان مساء الامس ، ضربتا في منطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء هي 3 قتلى وجريحين حالة احدهم حرجة، وبالتزامن مع ذلك تاهب لحملة عسكرية برية للجيش اليمني في المنطقة استكملت تحضيراتها لتتبع مسلحي القاعدة .
واستهدفت إحدى الغارات الأمريكية بمنطقة "المناسح بقيفة" دراجة نارية على متنها شخصين من مسلحي القاعدة ، وقتلا على الفور ولم يتم تحديد والتعرف على هويتهما حتى الساعة، في حين ضرب صاروخ من غارة اخرى بالخطأ منزل لاحد المواطنين من بيت الجراح بمنطقة «جسر،سيلة الجراح بالقرب من قرية المناسح »ما أدى الى مصرع احد أفراد العائلة وإصابة اثنين آخرين بإصابات خطيرة.
وتعد الغارات الأمريكية المنفذة ليل أمس الأحدث ضمن سلسلة غارات متصاعدة أسبوعيا وبشكل غير مسبوق يتجاوز في معدلاته ما نفذ وينفذ من عمليات في أفغانستان ، كما تاتي بعد ضربات مماثلة استهدفت اهدافا مفترضة للتنظيم في كل من محافظات البيضاء ،ومأرب ، والجوف خلال الايام القليلة الماضية، وسقط فيها عديد قتلى وجرحى في حصيلات متضاربة.
وتقول الولايات المتحدة الأمريكية انها تستهدف بهذه الضربات مشتبهين من تنظيم القاعدة ، فيما تلتزم حكومة الوفاق الوطني الانتقالية والاحزاب الحاكمة والمعارضة في اليمن الصمت مع بعض الإشارات إلى سعي لتعاون وثيق مع الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية في تركيز العمليات ضد التنظيم بهدف منعه من استعادة توازنه وترتيب صفوفه ، وسط اتساع السخط الشعبي ضد هذه الغارات التي ينظر اليها كاعتداءات على السيادة ، بينما تعتبر من وجهة نظر حقوقية "قتل خارج القانون".
وصعدت الولايات المتحدة من حربها الاستباقية ضد القاعدة في اليمن منذ مطلع العام المنصرم ولم تكتف بالضربات الجوية التي نفذتها طائرات بدون طيار وطائرات الـ f16 التي كشف عن مشاركتها في الحرب على الإرهاب، بل عززت تواجدها بقوات بشرية تحت مختلف المبررات لمساعدة الحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب، حيث استقبلت اليمن مايقارب الـ 200 جندي أمريكي خلال العام المنصرم الذي خاضت فيه القوات الحكومية مواجهات مفتوحة مع المئات من عناصر القاعدة الذين سيطروا على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين منتصف العام 2011م ، ونجحت في دحر أنصار الشريعة في يونيو الماضي لتستعيد المدينة.
وتسببت أخطاء الضربات الأمريكية في عدد من المناطق القبلية، والتي أودت بحياة العشرات من الأبرياء ، تسببت في ازدياد الكراهية تجاه الولايات المتحدة.
وقدرت تقارير إعلامية دولية ضربات الطائرات الأمريكية على القاعدة في اليمن عام 2012م بـ53 ضربة بزيادة 35غارة جوية عن العام 2011م بنسبة ارتفاع تفوق الـ 200% عن العام 2011م، الذي لم تتجاوز فيه الضربات الأمريكية الـ 18 ضربة.
من جانبها أكدت قيادة القوات المسلحة اليمنية اليوم الخميس،إن العمليات الأمنية التي تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار في البلاد تأتي بشكل قانوني في إطار التعاون العسكري والأمني بين البلدين دون أن يكون لذلك مساس بسيادة اليمن.
وقال مدير مكتب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني طيار أحمد صالح أن "العمليات الأمنية التي تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار ضد عناصر إرهابية في اليمن تأتي في إطار التعاون في المجال العسكري والأمني بين اليمن والولايات المتحدة والذي يشمل تبادل المعلومات وتقديم الدعم اللازم لليمن في مجال مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن "هناك حرصا كاملا من الجانبين على احترام السيادة والخصوصية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بصورة مباشرة أو غير مباشرة كما أن علاقات البلدين بشكل عام قائمة على الوضوح وشفافية".
وشدد في ذات السياق على أن "اليمن دولة ذات سيادة على أراضيها ومجالها الجوي ولا يوجد قواعد عسكرية أجنبية في البلاد "مؤكدا أن اليمن يعتمد اعتمادا كاملا في حفظ الأمن والاستقرار على القوات المسلحة والأمن الوطنية.
وأوضح أن "العدد المحدود من جنود مشاة البحرية الامريكية (المارينز) المتواجد في السفارة الأمريكية مهمته مؤقتة وسيعود إلى بلاده لأن مسؤولية حماية السفارة بالعاصمة صنعاء وجميع العاملين بها هي من مهام الأمن اليمني".
الوطن |