الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - صورة تعبيرية

الأحد, 27-يناير-2013
ريمان برس - متابعات - وكالات -
جوديت سبيخل- إذاعة هولندا العالمية- وضع حقوق الانسان في اليمن ليس جيدا، وهذا ليس سرا. على الاقل بالنسبة للعالم الخارجي، الممثل بمنظمات مثل منظمة العفو الدولية "امنستي" ومنظمة هيومن رايتس وتش. لكن هل يعرف الشعب اليمني ذلك؟ تعرض رجل صومالي طويل القامة للضرب المبرح في محطة الحافلات على يد اكثر من 10 رجال يمنيين. "انه لص" صرخوا عند السؤال لماذا يضربونه. في الواقع، بعد السؤال شرعوا بضربه بقسوة اكبر. "توقفوا، انتم لستم الشرطة او المحكمة". تنهد الرجال وظهر عليهم القليل من الضياع، ثم قالوا بلهجة تحمل طابع الشفقة "هل انت مع حقوق الانسان او شيء من هذا القبيل؟".

هؤلاء الرجال يخلطون بين العدالة وحقوق الانسان، ولا يهتمون بالاثنين، ويعتبرونهما مفسدين للمتعة. لكن، على الاقل لقد سمع هؤلاء بحقوق الانسان. وللحق، فقد توقفوا عن ضرب الرجل واخذوه الى مركز الشرطة. لاحقا في الحافلة، تمكن الرجال الذين شاهدوا ما حصل، من ان يربطوا بين حقوق الانسان وسوريا. معتبرين ان على الامريكيين ان يقوموا بعمل ما بهذا الخصوص.

في اليمن، كثيرا ما تنتقل المناقشات حول حقوق الانسان من قتال في الشوارع الى ضرورة قيام الامريكيين بعمل شيء ما بخصوصها. هذا، اذا كان الناس اصلا يدركون ما هي حقوق الانسان، إذ 50% من اليمنيين لم يسمعوا قط عن حقوق الانسان. هذا ما اسفر عن مسح قام به المركز اليمني لقياس الرأي العام. عدم المعرفة لا يعني ان الشعب لا يكترث لموضوع حقوق الانسان، بل انهم لا يعرفون ما هي هذه الحقوق بالتحديد.

"هذه المعرفة تجعل الناس اكثر عرضة للانتهاكات، اذا كانوا لا يعرفون ان لديهم حقوق، عندها لا يعرفون ان هذه الحقوق قد انتهكت" يقول حافظ البكاري صحفي ورئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام. هذا الامر ينطبق بصورة خاصة على النساء. :اذا تعرضت امرأة لاعتداء جسدي، يلومها الناس لانها خرجت من البيت لوحدها، او لانها ارتدت ملابس غير محتشمة، وغالبا ما تصدق المرأة هذا الشيء".

اما 50% من الناس الذين يعرفون ما هي حقوق الإنسان، فهم يعتبرون حق التعليم الاهم من بين بقية الحقوق. ويقول الطالب جابر الجزير "التعليم المجاني حق يجب ان يتوفر للجميع، وهو مسألة انسانية ايضا". ويلي حق التعليم بالاهمية حق العمل والحق بالرعاية الصحية. وكل هذه الحقوق غير متوفرة لليمنيين.

"لا عامة الشعب ولا حتى النخب يعرفون الفرق بين الحقوق المدنية وحقوق الانسان" يقول حافظ البكاري. ويضيف "لا بل يعتقدون ان الخدمات الحكومية هي حقوق الانسان". هذا امر غير مستغرب في بلد يعيش فيه الكثير من الناس من دون الحصول على مياه نظيفة وإمدادات الكهرباء. "هي الى حد ما من حقوق الانسان، ولكن ليست الى الحد الذي يعتقده الناس".

من ناحية اخرى، اظهر المسح ان ما تعتبره الدول الغربية من حقوق الاساسية للانسان مثل المساواة بين الرجل والمرأة وحرية التعبير او الدين، هي اقل اهمية بالنسبة لليمنيين، خاصة عندما يتطرق الامر الى الدين. "تقفل الناس فجأة اي مجال للنقاش عندما يصل الامر الى الدين اثناء المقابلات، لا يفكرون بانفسهم حول هذه المسائل، بل يستمعون الى ما يقال لهم حولها"يقول البكاري.

وهذا الامر ليس بالضرورة صحيحا، كما يعتقد البكاري. "هذا البلد لديه تاريخ طويل من سوء الفهم للاسلام. الناس تتبع ما قال او فعل النبي محمد ، لكنهم لا يفكرون لماذا قال او فعل ذلك، او ان الزمن قد تغير". يعتقد البكاري ان هذا قد ادى الى خلق قناعة لديهم ان بعض حقوق الانسان لا تتوافق مع الاسلام. "يعتقدون ان هذه الحقوق، وهذه الحريات هي للغربيين فقط".

هذا سوء فهم للامر، يقول البكاري، وبنظره إن الاسلام يتوافق تماما مع حقوق الانسان كما هو منصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة لحقوق الانسان. "كل ما يتعين القيام به هو اعطاء الناس الفرصة للتفكير واختيار هذه الخيارات، طالما انها لا تؤذي احدا جسديا او معنويا. لا احد يقول لي ما اذا كنت مسلما جيدا ام لا، هذا الامر يخصني وحدي".

هل يعني هذا انه يجب ان يكون بمقدور المرء التخلي عن دينه اذا شاء ذلك؟ نعم، بالطبع، وهذا الامر من ضمن فكرة الاسلام، لا اكراه بالدين". الكلام اسهل من الفعل في اليمن، حيث تعتقد غالبية الشعب ان على الدولة حماية الطبيعية الاسلامية للدولة. افكار مثل تلك التي يعبر عنها البكاري تعتبر تهديدا وقد تؤدي بصاحبها الى الملاحقة القانونية.

المناهج الدراسية لا تساعد ايضا، إذ ان المذاهب السنية المتشددة هي التي تدرس في المدارس العامة. يخصص خلال السنوات الاربع الاولى اكثر من 25% من الوقت لتدريس الاسلام والقرآن. "هذه واحدة من اكبر الكوارث في البلاد ، إذ منذ بداية الثمانينات اثر الداعية الزنداني على المناهج الدراسية وادت الى ما لدينا الآن".

الاكاديمي عبد المجيد الزنداني هو مؤسس جامعة الايمان، ومن اكبر مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وزعيم حزب الاصلاح الاسلامي. ترأس وزارة التربية والتعليم لوقت طويل وشكل المناهج الدراسية على شكل المناهج السعودية، وتُدرس هذه الآن في كل المدارس العامة في اليمن.

وطالما هذا الامر لم يتغير، فان مفهومهم لحقوق الانسان لن يتغير ايضا، كما يعتقد اشخاص مثل البكاري. منذ سنوات يدور حديث حول تغيير المناهج الدراسية، لكن شيئا لم يتغير ومن المرجح ايضا ان لا يحدث هذا قريبا، لان الوزير الحالي للتربية والتعليم هو من حزب الاصلاح ايضا. ويقول البكاري "السعودية تأتي بالمال والمناهج الدراسية وهذه هي النتيجة".

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)