ريمان برس - متابعات - بحضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دشنت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس السبت ، المرحلة الثانية من المؤتمر بإعلان أسماء أعضاء اللجان التسع المنبثقة عن المؤتمر، والتي ستتولى بحث المحاور الرئيسة في الحوار، وينتظر أن تخلص إلى رؤى توافقية في شأن سائر قضايا الحوار التي ستخضع للتصويت والموافقة من المؤتمر العام قبل تضمينها في الدستور الجديد .
ومُثل سائر أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في لجان المؤتمر التسع وتتصدرها تلك المتعلقة بالقضية الجنوبية، وقضية صعدة، المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، بناء الدولة، الحكم الرشيد، أسس بناء الجيش والأمن ولجنة استقلالية الهيئات ذات الخصوصية ولجنة القضايا الاجتماعية والبيئية؛ فضلا عن لجنتي الحقوق والحريات والتنمية الشاملة والمتكاملة والمستدامة .
وقال أمين عام مؤتمر الحوار أحمد عوض بن مبارك ل “الخليج” إن عمل اللجان المشكلة سيبدأ من الأسبوع بعد القادم، وأن المهمات الأساسية للجان يكمن في تحديد ورسم ملامح مستقبل اليمن في مختلف القضايا المطروحة للحوار الوطني، مشيرا إلى أن مخرجات نقاشات ومباحثات أعضاء اللجان كل على حده وما ستقرره من رؤى وحلول ستنعكس على الدستور القادم .
وعما إن كانت الآلية المعتمدة في اختيار تشكيل اللجان والتي اعتمدت على استمارات وضع فيها كل عضو خياراته في اللجان الراغب المشاركة فيها، قال إن 75% من أعضاء المؤتمر ركزوا خياراتهم بصورة رئيسة في ثلاث لجان هي القضية الجنوبية وبناء الدولة والحكم الرشيد، وبدرجة أقل لجنة التنمية، فكان من الصعب بمكان تلبية هذا العدد الكبير في هذه اللجان، وتولت رئاسة المؤتمر توزيعهم على لجان أخرى، وهذه قضية فنية سيتم تجاوزها وستتولى الفرق وضع خطط عملها وانتخاب رئاستها وستحدد جدولا زمنيا وأماكن عملها .
ولفت ابن مبارك إلى أن الأمانة العامة للمؤتمر حرصت على تحقيق مبدأ التنوع في مكون اللجان المشكلة والتي تم توزيعها بناء على معادلة حسابية بحيث إن حجم كل مكون كان موازيا لحجمه في مؤتمر الحوار الوطني .واشار إلى أن كل لجنة ستكون معنية بدراسة ومناقشة الموضوعات واتخاذ قرارات بشأنها والقيام بالزيارات الميدانية للاستماع لآراء فئات المجتمع في ما يخص مواضيع النقاش والاستفادة منها وفقا لبرنامج وجدول زمني بالتنسيق مع رئاسة المؤتمر وتقديم نتائج عملها الى الجلسة العامة للمؤتمر بعد حوالي شهرين .
وأشار ابن مبارك إلى أن مخرجات النقاش التي سيتم الاتفاق عليها هي التي ستقر في المؤتمر العام إن لم تكن هناك ملاحظات تقتضي اعادته إلى اللجنة والرؤية المتوافق عليها سيتم تضمينها في الدستور المقبل، لافتاً إلى أن اللائحة الداخلية للمؤتمر حددت آلية لاتخاذ القرار بالتوافق الذي يتحقق بموافقة 90 % من الحضور على الاقل وعند تعذر التوافق يرفع القرار المختلف فيه الى لجنة التوفيق لتقوم بالتواصل مع المكونات والأفراد للتقريب بين وجهات النظر المختلفة وفي حال تعذر التوافق بين الفريق بعد الاحالة يصوت على القرار ويعتبر القرار نافذا بأغلبية ثلاثة ارباع الحضور من فريق العمل، وعند عدم توفر أغلبية ثلاثة الأرباع في الفريق ترفع القرارات المختلف عليها الى رئيس الجمهورية .
وكان الرئيس هادي قد أكد لدى افتتاح الجلسة أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستجنب الشعب اليمني الدخول في حرب أهلية وصراع مسلح وتدمير شامل لكل مقدراته وآماله . وقال إن الشعب اليمني يعلق آمالا على هذا المؤتمر باتجاه مستقبل افضل، مشيراً إلى أن الجلسات التي عقدها المؤتمر مدى عشرة أيام كانت خير مؤشر على امكانية نجاح هذا المؤتمر ووصوله إلى النتائج المرجوة منه .
ولفت هادي إلى أن فرق العمل ستخوض في جوهر القضايا المعروضة على المؤتمر، مشدداً على التزام الاعضاء بالحضور والمشاركة الايجابية فيها والعمل من خلالها على تقريب وجهات النظر وحل المشكلات وليس العكس، مشيراً إلى أن هناك من لا يريد نجاح الحوار ويحاول خلق المشكلات والعوائق تجاه استمراره، معتبراً الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظتا صنعاء وعدن كانت مؤشراً على ذلك .
وأمر الرئيس هادي الحكومة وأجهزتها ضبط الجوانب الأمنية وتوفير الاجواء الصحية “بما يكفل انجاح هذا المؤتمر المصيري” ودعا القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه اعضائهم وأنصارهم لأن البلاد لم تعد تحتمل مزيدا من التوتر، ومن ذلك دعوات العصيان المدني التي تنعكس أضرارها على المواطنين .
وعرض هادي جملة من التحديات الأمنية والاقتصادية والسكانية التي يواجهها اليمن وقال إن المشاركين في المؤتمر أمام امتحان من قبل الشعب اليمني وإن بناء اليمن والتغيير صار ضرورة ينبغي على الجمع استشعارها والعمل على تحقيقها .
وأضاف “إن لم نخرج بنتائج مثمرة توصلنا الى بر الامان ونرسم المستقبل الافضل لشعبنا، سيسخط علينا الشعب ويضعنا في مزبلة التاريخ، لافتاً إلى ان هذا المؤتمر فرصة تاريخية ينبغي استغلالها كون الفرصة لا تتكرر دائماً وكونها لحظة تأتي امامنا وعلينا ان نستغلها قبل أن تضيع” .
وأضاف قائلاً إن “العالم يدعم اليمن وحريص على مساعدته، حتى وإن كان لكل طرف حساباته، إلا انهم جميعا يدركون مخاطر انزلاق اليمن إلى حرب اهلية ومدى تأثير ذلك في أمن واستقرار المنطقة و العالم، والجميع يدرك أن اليمن إذا ذهب إلى حرب اهلية فسيكون تأثيره كبيراً في كل الدول في المنطقة والعالم ولذلك العالم وحريص على انجاح التسوية السياسية في هذا البلد” .
وحول ما شهدته العاصمة صنعاء من محاولة اغتيال أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني قال هادي إن الجناة معروفون لدى أجهزة الأمن وتم التعميم بأسمائهم وصورهم على جميع النقاط في العاصمة وعموم محافظات البلاد تمهيداً لتعقبهم وضبطهم في أقرب وقت ممكن .
الخليج |