الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
( الاهتمام بالسياسة فكرا أو عملا يقتضي قراءة التاريخ اولا _لأن الذين لا يعرفون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم،) 
_أستاذ محمد حسنين هيكل _المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل _
وهو القائل أيضا ( إذا كان من

الخميس, 17-أبريل-2025
ريمان برس - خاص -

( الاهتمام بالسياسة فكرا أو عملا يقتضي قراءة التاريخ اولا _لأن الذين لا يعرفون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم،)
_أستاذ محمد حسنين هيكل _المفاوضات السرية بين العرب و إسرائيل _
وهو القائل أيضا ( إذا كان من الخطاء تصور التاريخ وكأنه مؤامرة، فالأشد تورطا في الخطاء تصويره وكأنه مصادفة.)
في مشهدنا العربي المثخن بتداعيات العبث التراجيديا، يصعب على أي محلل أو عالم بشئون السياسية والاقتصاد، أن يعزل الراهن العربي عن ماضيه البعيد والمتوسط والقريب، والغارق بين سطور الحداثة والذي لا يؤمن بماضي تاريخ الأمة وينكر دهاء اسلافه ويرى نفسه الأكثر ذكاء وتحضر، فأن مصيبته تكمن في هذا الغرور الذي يستوطنه، ومن لا يؤمن بنظرية المؤامرة ودورها في صياغة التاريخ، عليه أن يدرك أن التاريخ نفسه هو حصيلة سلسلة من المؤامرات، وبالتالي فان تداعيات _اليوم _هي حصيلة طبيعية ونتاج لتداعيات _الأمس _ والصورة تشمل كل احداث الأمة العربية بدءا من الخلافات الدينية والتباينات _المذهبية _إلى خلافات الجغرافية والسياسة والرؤى الثقافية بكل جوانبها الحضارية.
فلسطين بكل ما مرا عليها من أحداث هي اليوم تدفع ثمن بداية أزمتها، تدفع ثمن فكرة إسطورية مسكونة لم توقضها ملاحظة _ تاجر ألماني _ قدمها نصيحة لرفيق رحلته بالقطار (هيرتزل) الذي كان يردد صرخات الهجرة اليهودية الأولى القائلة ( أمريكا هي إسرائيل الموعودة وليست فلسطين) وكان مخير بين (كاليفورنيا الأمريكية، أو جنوب أفريقيا) فجأت فلسطين كوطن قومي مثالي من خلال نصيحة قدمت  ب( قالب تلمودي) يربط ماضي بني إسرائيل بالجغرافية العربية، تجسيدا لصرخة (نابليون بونابرت) _أيها الإسرائيليون أنهضوا فهذه هي اللحظة المناسبة _ موجها صرخته ليهود العالم، قبل عقود من نصيحة رجل الأعمال لهرتزل الذي لم يتردد بعد سماعه النصيحة من النزول من القطار الذي كان متجه إلى بولندا ليعود إلى ألمانيا ومنها إلى لندن لينال مباركة القادة البريطانين بصورة وعد قطعوه للرجل لم يخلفوه، وعد منحته بريطانيا للصهيوني هيرتزل قبل أن تضع يدها على فلسطين بعقود وقبل أن يعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازال السويسرية بعقود..؟
إذا هل كان هناك وعي عربي تحديدا، على اعتبار أن المسلمين لا في الأمس ولا اليوم ولا الغد تعنيهم فلسطين مهما قيل في هذا الجانب من أقوال إسلامية فأنها لا تعدو أن تكن مجرد أقوال للاستهلاك الاعلامي لأن المسلمين لديهم اشكاليتهم مع العرب..؟!
لم يكن لدي العرب وعي كافٍ لإدراك حجم المؤامرة التي تستهدفهم من خلال استهداف فلسطين، في المقابل لم يكن دولة الخلافة العثمانية ذات الاهتمام بمخطط الصهاينة رغم انهم كانوا على دراية واطلاع بها ودارت حوارات كثيرة ومطولة بين رموز الدولة العثمانية وممثلين عن المنظمة اليهودية حتى أن هيرتزل قابل السلطان العثماني عبد الحميد، لكن لم يعمل السلطان ولا دولته ما يمكن وصفه بالإجراءات الاستباقية لفضح المخطط ولم تنذر أو تحذر العرب التي كانت تخوض ضدهم حربا شعواء وقمع واضطهاد واعدامات، حتى سقطت السلطنة وتوزع نفوذها بين دول الغرب وكانت فلسطين من نصيب بريطانيا الي جانب مصر  فيما تخومها كان من نصيب فرنسا سوريا ولبنان، فيما ذهب شرق الأردن لاسواء أسرة عربية ارتهنت لبريطانيا ولاتزال..؟
إذا ما يجري اليوم لا يمكن فصله عما جرى في تلك الأيام وهكذا جاءت النتائج كدليل على مقدمتها..!
فإذا عدنا الي عصر محمد علي باشا الي عام 1840م حين هزم أمام الأوروبيين واجبر على إبرام معاهدتين معهم _ الأولى _تتعلق باحقيته بعرس مصر وبحق ورثته من بعده _والثانية _عن دور ومكانة مصر وأهم بنودها كانت :
1_ وقف عملية التصنيع الكبيرة التي كانت قد بدأت في مصر.
2_ تقليص حجم الجيش المصري إلى الحد الكافي لحفظ الأمن داخل حدودها السياسية.
3_ فتح مصر أمام التجارة الدولية دون عوائق أو قيود.
كان القبول بنصوص هذه المعاهدات  بداية الارتهان، والأمر ذاته الذي جرى مع محمد علي جرى مع الشريف حسين وأولاده فيصل في العراق وعبد الإله في سوريا، وابن سعود في الجزيرة ومع بقية الأسر الحاكمة في الوطن العربي التي نصبتها بريطانيا لكنها احتفظت بحقها في الولاية عليهم ولاتزال هذه الوصاية قائمة حتى اليوم..؟!
كل ما سلف يؤكد حقيقة إرتهان العرب كأنظمة وإستلاب إرادة الشعوب التي وان كانت خلال النصف الاخير من القرن الماضي قد حاولت استعادة وعيها الا انها سرعان ما عادت الي دائرة الاستلاب مرة أخرى بدليل حالها اليوم..؟!
خيانة الشعب العربي في فلسطين لم تكن صهيونية بل كانت عربية بدرجة أولى ثم إسلامية ولاتزال فلسطين وشعبها تعيش في مواجهة خيانة العرب والمسلمين، ولم يكن المجتمع الدولي بخيانته إلا تجسيدا لخيانة العرب وتبعتها خيانة المسلمين الذين لن يكونوا قطعا أكثر قربا لفلسطين من أشقائها العرب الذين لم يكونوا لها الا كما اخوان يوسف ليوسف..؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)