ريمان برس - متابعات - - الهدف من إضافة 100 إلى قوام الحوار ضمان الأغلبية
- وضع البلد ممزق.. عمران تحت سيطرة القبائل.. وسيطرة حوثية على صعدة
- تنازل اليدومي والراعي بمقعديهما في الحوار حركة شكلية لا معنى لها
- في البداية قالوا إن قوام مؤتمر الحوار تم بطريقة مدروسة، والآن يطالبون بالإضافة والتعديل
- النظام الحالي هو نفسه النظام السابق بعد إضافة المطالبين بالحصص
- المعارضة خافت من الثورة أكثر من علي عبدالله صالح
- ليس من حق الإصلاح أن يشترط تغيير رئيس المؤتمر، وهم من هرول إلى المحاصصة ومنحوه الحصانة
- ينبغي على المؤتمر والرئيس التنازل عن رؤاهم السابقة
يلفظ مؤتمر الحوار الوطني أسبوعه الثاني ولا يزال هناك من يطالب بإضافة 100 عضو إلى قوامه، وعدد ممن وردت أسماؤهم في قوائم أحزابهم يرفضون المشاركة، وبعض القوائم غلب عليها الطابع القبلي والعائلي، في حين يتسابق المشاركون نحو الفيدرالية بديلاً عن الوحدة الاندماجية، والرؤى لا تزال غائبة.
دلالات ذلك والعلاقات الحزبية في إطار التكتلات وخارجها، وعلاقتها بالتغيير نناقشها مع أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور فؤاد الصالحي في حوار لـــ"اليمن اليوم":
براقش نت- حاوره.. عبدالناصر المملوح
* ما هي قراءة الدكتور فؤاد الصلاحي لمجريات الحوار الوطني وهو يلفظ أسبوعه الثاني؟
- مسار الحوار لا يختلف كثيراً عن مسار التسوية السياسية إن لم يكن مطابق لها، فالممثلون في هذا وتلك هي القوى التقليدية نفسها ، وعلى حساب ثورة الشباب وأهدافها النبيلة المعلن عنها قبل الانحراف بمسارها. لكن من حيث المبدأ، الحوار هو عملية مطلوبة كقيمة إنسانية وحضارية وآلية حل سياسي.. بل إن الحوار مطلوب في حياتنا اليومية.. داخل الأحزاب وبين الأحزاب وداخل الأسرة وبين الأسر وفي المنزل والمدرسة والعمل.. إلخ.
وبالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني يكون السؤال الذي ينبغي الإمعان في إجابته، من هم المتحاورون؟ وما هي أجندات الحوار الأساسية كمدخلات.. لا شك أن مخرجات الحوار ستكون انعكاساً لها بالسلب أو الإيجاب.
* لا شك أن هناك نقاط قوة وأخرى نقاط ضعف ستتحكم بمسار الحوار..؟
- نقاط الضعف كثيرة وواضحة في حين أن نقاط القوة لا تكاد تذكر، بالنسبة لنقاط الضعف يمكن إجمالها في هيمنة القوى التقليدية- مراكز قوى قبلية وحزبية وعسكرية- على قوام المؤتمر من الرئاسة إلى اللجنة الفنية إلى المشاركين، وهو الأمر الذي سبب خللاً في التمثيل، فمثلاً الشباب المستقلون الحقيقيون قليلون جداً جداً في قوام المؤتمر، والمحافظات بعضها يمثلها اثنان أو ثلاثة، وهذا خلل.
* في الأساس هو حوار قوى وتنظيمات سياسية..؟
- هذا هو الحاصل، حوار أحزاب تسيطر عليه مراكز قوى وأتباعهم، وحوار كهذا لا ينطبق عليه مفهوم الحوار الوطني الشامل.
* أفهم من كلامك أن هناك خللاً في الترتيبات الإجرائية والفنية للحوار؟
- بالضبط، وهو أمر واضح وجلي، اللجنة الفنية للحوار لم يكن التمثيل فيها وآلية الاختيار سليماً، حيث اقتصر التمثيل فيها على الأحزاب الرئيسية ،أما الشباب والشابات الموجودين فيها ليسوا بالنسبة لدورهم أكثر من ديكور لتجميل العملية، إذ ليس بينهم من يمثل شباب الثورة.
* ياسر الرعيني، توكل كرمان، على سبيل المثال.. أليسوا من شباب الثورة؟
- كانوا في الساحة نعم، لكنهم أقرب إلى أحزابهم، والأحزاب اختارت الأكثر قرباً لها وولاءً وتنظيماً. هناك مكونات ثورية في الساحة لم يتم اختيار مبرزيها، وهناك أفراد كان لهم دور حقيقي ومشهود، لكنهم ليسوا من القوائم المفضلة للأحزاب ولهذا همشوا.
الخطأ الثاني أنه تم حصر العملية بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه، وهؤلاء لا يمثلون سوى 10 % من إجمالي السكان.. أين بقية المكونات والتجمعات الثورية، الشباب، العمال، الأكاديميين، المرأة المستقلة.
على سبيل المثال عشر جامعات حكومية يجب أن يكون لكل نقابة فيها ممثل في الحوار، وكذلك منظمات المجتمع المدني.
* المنظمات ممثلة وتم تحديدها مسبقاً..؟
- لم تمثل، وهناك 7 آلاف منظمة في اليمن ،التي منها في الحوار هي القريبة من الأحزاب وتحديداً المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والاشتراكي أو التابعة لشخصيات نافذة، أيضاً الأكاديميين منهم.
* نسبة كبيرة من المشاركين يسبق أسماءهم حرف الدال؟
- فقط المرتبطين بالأحزاب والأجهزة الأمنية، ليس من بينهم من اختير لكونه أكاديمياً ومتخصصاً.
* بعض القوائم غلب عليها الطابع القبلي والعائلي.. ما رأيك؟
- صحيح.. أصلاً كيف تريد من مراكز قوى تقليدية أن تختار شباباً هم أساساً رافضين سيطرة كبار السن على الأحزاب وعلى الدولة، اختيار المشاركين في الأغلب تم من قبل مراكز القوى القبلية والعسكرية والأمنية.. ولهذا جاء الاختيار لشباب -إذا ما نظرنا لشريحة الشباب- لا يشكلون خطراً بأطروحاتهم وأفكارهم على تلك القوى.
* أيضاً عدد لا بأس به من المشاركين يتقلدون مناصب قيادية في الدولة.. مثلاً وزير في الحكومة، وكيل وزارة، مدير مكتب الرئاسة... إلخ؟
- ورئيس البرلمان.. نعم هذا وضع غير سليم، مثل هؤلاء لديهم مهام إدارية حساسة ومطلوب حضورهم في وظائفهم بشكل دائم، وأنا أتساءل هل تم اختيارهم لأنه لا يوجد في البلد سواهم يمكنهم المشاركة بفاعلية في الحوار. الحوار الوطني يحتاج إلى تفرغ تام.
* ما الذي فهمته أو استوحيته من خلال الكلمات الملقاة في الجلسات الافتتاحية؟
- الكلمات في الجلسات العامة هي خطابات عامة توصيفية، تمنيات، من قبيل: نريد، نتمنى، نرغب، ..إلخ، والهدف منها التنفيس عن غضب الشباب قبل أن يتم توزيع المشاركين على مجموعات.
* صحيح، قد لا تمثل الكلمات الملقاة في الجلسات العامة معياراً لنجاح المؤتمر من فشله، لكنها تعطي مؤشرات أولية، حتى أن من بين المراقبين من يرى أن كثيراً من المشاركين يمثلون عبئاً على الحوار ذاته، ربما نتيجة لافتقادهم للرؤية العميقة تجاه مختلف القضايا المطروحة.. ما رأيك؟
- ليس عبئاً على الحوار ذاته وإنما عبء على مراكز القوى التي فوجئت بمطالب تتجاوز أجندتها.. إصلاح الدولة الفيدرالية وما إلى ذلك مما سمعناه من خطابات كثير من المشاركين، وبسقوف مرتفعة ما شكل لمراكز القوى مفاجأة.
* على ذكر مركز القوى ومخططاتها للسيطرة على مجريات الحوار وضمان نتائجه، رغم مرور أسبوعين على أعمال المؤتمر، لا تزال مفاوضات وضغوط تمارس على الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل الإصلاح لإضافة 100 عضو عبر قائمته بدعوة زيادة تمثيل شباب الساحات؟
- هو السعي لضمان الأغلبية، وإذا ما تمت الإضافة فإنها ستذهب للأحزاب والتي ستختار بنفسها الشباب بالآلية والمعايير نفسها التي اختارت بها من سبقهم من الشباب إلى قوام المؤتمر ليبقى شباب الثورة المستقلين بلا تمثيل.
* يعني الغرض من الإضافة توسيع حصص الأحزاب باسم الشباب؟
- الهدف ضمان السيطرة ،وألا يتركوا للشباب حرية اختيار من يمثلهم، ثم لماذا الإضافة من الأصل، ألم يقولوا في السابق أن الـ (565) جاءت بطريقة مدروسة!، فلماذا الإضافة؟! المطالبة الآن بالإضافة لها معنى واحد وهي أن الطريقة التي تم اختيار قوام المشاركين لم تكن مدروسة وبالتالي طالما وأنها لم تكن مدروسة وفيها خلل يتوجب الإضافة.. معناه أن العملية برمتها غير مدروسة.
* بعد إعلان قوام التمثيل في الحوار أعلن حميد الأحمر،ةتةكل كرمان تعليق عضويتيهما، وفي الجلسة الثانية من الحوار لحق بهما رئيس الإصلاح، محمد اليدومي معللين ذلك بأن قائمة الرئيس هادي لم تراع المعايير وأن شباب الساحات غير ممثلين بما فيه الكفاية، ما رأيك؟
- أصلاً ما الداعي لمشاركة قادة الأحزاب، يفترض أن لدى كل حزب لجان مساندة متخصصة في مختلف القضايا المطروحة في أجندة الحوار، والمشاركون عن الحزب هم ممثلون له وما يطرح للنقاش في المؤتمر هو ما تم مناقشته والاتفاق عليه داخل الحزب، ثم إن الأحزاب ستشكل، أو هكذا يفترض مع رئيس الجمهورية لجنة خاصة لدراسة ما ينجم عن قرارات المؤتمر النهائية.
* طالما والأمر كذلك، فالحركة الاستعراضية في تعليق العضوية والانسحاب محاولة إظهار بطولة؟
- فقط.
* وبالنسبة لليدومي تحديداً..؟
- (مقاطعاً) ما جدوى حضوره طالما وأمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي يشغل نائب رئيس المؤتمر؟ لماذا يشارك رئيس الحزب وأمينه العام؟، وكيف يستقيم الحال حين يكون رئيس الحزب إذا ما شارك في الحوار عضو لدى أمين عام الحزب، وبالتالي أحسن لليدومي الخروج، وهذا ما حصل.
* لماذا الإصرار على المشاركة ثم الانسحاب والاستبدال؟
- أنا قلت لك أن العملية لم تكن مدروسة، والطمع الحزبي كان حاضراً وبقوة من قبل الجميع، المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه للسيطرة على القوائم.
* يعني اليدومي لم يكن بحاجة لتلك الحركة الشكلية في التنازل عن مقعده؟
- لا اليدومي ولا يحيى الراعي. الراعي هو الآخر قال قبل يومين إنه لن يستطيع الحضور، وإنه متنازل عن مقعده، مع أنه مضطر وبالتالي التنازل عن المقعد حركة شكلية.
* إصرار قيادات الأحزاب ومراكز النفوذ على المشاركة الشخصية وسعيها للسيطرة على أكبر قدر من قوام الحوار، ربما لأن القوى التقليدية مراكز القوى تشعر بفزع من نتائج الحوار..؟
- فعلاً، هي تشعر بخوف؛ لأنه إذا فازت مقررات الشباب في الدولة المدنية والفيدرالية وفي إعادة ترتيب النظام السياسي وإلغاء مصلحة شئون القبائل سيتضررون جميعهم لكن لصالح الوطن، وبالتالي أنا أرى أنه لا مبرر لتخوفيهم لأن بناء الدولة يفيدهم أكثر من المصالح الآنية الضيقة، مثلاً ما قيمة مصلحة شئون القبائل أمام قيمة وجود دولة القانون.
* حتى اللحظة ما زالت الأحزاب والتنظيمات السياسية المتحاورة تحرص على عدم الإعلان عن رؤيتها الكاملة إزاء مجمل القضايا المطروحة أمام الحوار، أليس كذلك؟
- صحيح، الأجندة غائبة ولن تتضح من الآن.
* لماذا؟
- لأنه طالما وهناك شركاء (الدول العشر) فالحلول لن تأتي إلاّ في الشهر الأخير ..الآن كله مجرد كلام وعرض رؤى، والمفروض أننا منذ البداية أمام رؤية محددة تمثل مختلف القوى الرئيسية المشاركة، رؤية تمثل رئيس الجمهورية وحكومته ،والثانية المؤتمر وحلفاءه والثالثة المشترك وشركاءه، والشباب إن كان لديهم رؤية.
* وماذا يعني لك غياب الرؤى؟
- طالما غابت كل الرؤى التي يجب أن يدافع عنها أصحابها، فمعنى ذلك أنهم يدخلون الحوار بنية المساومات والصفقات.
* وهذه مشكلة!
- بالفعل، هنا الخطورة، أنا أخشى أنه في الشهرين الأخيرين من المؤتمر يتجه الجميع إلى عقد صفقات ومساومات سياسية واقتصادية وإدارية ووظيفية لتسوية الشأن العام ،والإقرار بمخرجات عامة قد لا تكون استجابة لأهداف الثورة ،وحينها سيكون الخاسر الوحيد الشباب لتضاف إلى رصيدهم بعد خسارتهم الأولى في الثورة.
* أفهم من كلامك أنه وعلى ضوء مواقف الأحزاب من مجمل القضايا المطروحة قد يتمخض عن الحوار تحالفات واصطفافات جديدة؟
- أتمنى أن يكون هناك رؤية ناضجة لتكتل، إما مواز للمشترك ،أو أن يعيد المشترك توسيع نفسه مرة أخرى، أو أن يظهر اصطفاف مدني جديد يضم القوى الراعية للمدنية ليكون في مقابل اصطفاف القوى التقليدية.. يعني فرزاً حقيقياً للقوى على الساحة اليمنية.
- الإصلاح استبق الكل والتقى سفراء العشر والمفروض أن تأتي المبادرة من الاشتراكي لعرض القضية الجنوبية
- الأحزاب أعاقت الفعل الثوري وكبحت جماحه ومنعت حدوث التغيير
* دعنا الآن نعود قليلاً إلى الوراء.. أحزاب المشترك التحقت بحركات الشباب الاحتجاجية، لكنها سرعان ما جعلت من الشباب أداة ليس للتغيير، وإنما للإبقاء على منظومة الحكم بعد إزاحة أشخاص معينين.. أم أنك ترى أن الأحزاب هي من دفعت بحركات الشباب لتجعل منها ثورة؟
- من وجهة نظري أنه لا شيء تغير على مستوى النظام لمنظومة حكم متكاملة.. الذين يطالبون بحصص اقتنعوا بالحصص، وتم تقسيم الحكومة.
* يعني أن النظام الحالي هو نفسه النظام السابق فقط أزيح أشخاص معنيون؟
- هو النظام نفسه مع إضافة الذين كانوا خارجه، أما الشباب فلم تكن المحاصصة هي الهدف، بل لقد كان من بين أهدافهم أن يشمل التغيير حتى قيادات الأحزاب، ولهذا خافت الأحزاب.
* خافت مِمَّن؟
- هل تعرف أن المعارضة –أحزاب المشترك- خافت من الثورة أكثر من نظام علي عبدالله صالح!
* لماذا؟
- خوفاً من أن يشملها التغيير إذا ما تم وفقاً لرؤية الشباب وأهداف الثورة قبل أن ينحرف مسارها، وبالتالي الأحزاب ومراكز القوى بشكل عام عملوا على تثبيت الوضع على حاله، لكي يستقروا هم، ولهذا هم من هرول إلى المبادرة الخليجية وليس الشباب.
* طيب.. ما الذي يجعل من الشباب مطية؟ أو بمعنى أدق غير قادرين على التأثير؟
- هناك عاملان: عدم التنظيم، وعدم الوعي السياسي المتجدد لدى الشباب.. ليست لديهم قيادات مستقلة ولا تنظيم يبصرهم، يقدم لهم الدراسات والأبحاث للاستفادة.
* بشكل عام، الأحزاب من وجهة نظرك أعاقت الفعل الثوري وكبحت جماحة، ومنعت حدوث التغيير الحقيقي؟
- نعم.. مراكز القوى ككل الأحزاب القبلية العسكرية، مع حلفائهم في الخارج.
أزمة المشترك
* المشترك كتكل سياسي، الاجتماع الدوري الأخير فشل، لم ينعقد بسبب تغيب أمناء عموم الإصلاح والاشتراكي والناصري، الأمر الذي جعل ممثل البعث ينسحب، معتبراً تغيبهم للمرة الثانية استهتاراً بقيادة البعث للمشترك.. كون الرئيس الدوري للمشترك هو الأمين العام المساعد للبعث محمد الزبيري؟
- المشترك الآن يمر بأزمة، يجب أن يكون وضعه بعد الثورة غير وضعه قبلها، إما أن يعمل على إضافة آخرين إلى عضويته أو يوسع القضايا محل الاتفاق، لماذا.. المشترك نشأ من أجل عملية انتخابية والمحاصصة مع علي عبدالله صالح، الآن هناك اتفاق فيه عملية سياسية أوسع منهم كلهم، فلماذا يستمر هذا التكتل مغلقاً على نفسه، يأخذ حصص الشباب ويتحدث باسمهم.
* يعني المشترك مأزوم؟
- مأزوم نعم، حتى أنهم دخلوا الحوار الوطني وهم غير متفقين على مفهوم الدولة المدنية، كبار أحزاب المشترك، الإصلاح، والناصري مش متفقين على مفهوم واحد للدولة المدنية، والدليل على ذلك أنهم لم يقروا وثيقة مشتركة تعبر عن رؤيتهم مجتمعين ويقدموها كرؤية في الحوار الوطني، وكذلك الحال عند المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، ليس لديهم رؤية متفق عليها.
التمديد للرئيس ومشروع المشترك
* ومعنى ذلك؟
- لدي تصور أن هذه الأحزاب جميعها (مشترك ومؤتمر) تعتبر مؤتمر الحوار فرصة لعقد الصفقات بين المشاركين، ولهذا سيبدأ الشباب يتحدثون في الشهر الأول حتى يكشفوا كل ما عندهم من آراء وتصورات، ثم يتجهون بهم إلى قصص تعطي استمرارية للوضع القائم.
* الفترة المحددة للحوار ستة أشهر هل تتوقع التمديد؟
- قد يستمر الحوار أكثر من الفترة المحددة، وقد يمتد إلى عام، ربما أن هناك سيناريو من قبل مراكز القوى العسكرية والحزبية والقبلية، يقضي بأن يستمر الحوار سنة، ويترتب عليه تمديد للرئيس هادي، ومن ثم تتحول الأفكار المطروحة، ويتم إعادة النظر فيها من قبل الأحزاب والحكومات المتعاقبة.
* لكي نختتم محور المشترك، قيادات المشترك لا يوجد لديهم مشروع وطني واحد لكل اليمنيين، ولهذا....؟
- (مقاطعاً).. عندهم مشروع
* لكنك قلت في إحدى الندوات أنه ليس لديهم مشروع؟!
- لا لا، عندهم مشروع، لكنه غير متكامل، يعني ليس لديهم مشروع متكامل، عندهم رؤية خاصة بهم، وهم ليسوا كل اليمن.
* لديهم رؤية الإنقاذ والتي سبق أن طرحوها ونشروها في كتيبات؟
- هذه أصبحت قاصرة على اللحظة، هذه كانت في مرحلة معينة، أنت الآن معك قوى أخرى في المشهد السياسي، معك الحوثيون، الحراك، ومعارضة الخارج، والشباب، والنقابات....إلخ، والمطلوب الآن من مؤتمر الحوار أن يخرج برؤية، وبالتالي ينبغي على الكل (المؤتمر الشعبي العام والمشرك والرئيس) أن يتنازلوا عن آرائهم السابقة، وأن يدعوا مؤتمر الحوار الوطني يضع رؤية سياسية جديدة يعتمدها الجميع.
* المشكلة أن التفكير الانتهازي طاغ؟
- كل الأحزاب سواء المشترك أو المؤتمر ذات طبيعة انتهازية، ولهذا الأحزاب هي المستفيدة من أوضاع اليمن حرباً وسلماً.
الناصري والإصلاح
* بالنظر إلى داخل المشترك، يلاحظ أن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بات الأكثر قرباً من الإصلاح، فيما الاشتراكي تقارب مع بقية أحزاب المشترك؟
- أنا أرى أن الناصري ظلم كثيراً، لديه وزير واحد في الحكومة.
* الحكومة مناصفة بين قوتين: المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه، وبالتالي يكون الناصري قد ظلم من شركائه، المهم أنا أسألك عن التقارب بين الناصري والإصلاح تحديداً؟
- كل الأحزاب ينبغي أن تقدم رؤى جديدة، مثلاً الناصري.. عليه أن يقدم رؤية جديدة وتكون له مطالب، ونحن نعرف أن لديه مطالب خاصة تتعلق مثلاً بمعرفة مصير قياداته السابقة ولم يتم طرحها كموقف للمشترك، يعني المشترك لم يتبنَّ هذا الموقف للناصري، وبالتالي على الناصري أن يطرح مطلبه هذا في الحوار.
* اسمح لي.. في الجلسة التي ترأسها سلطان العتواني، نائب رئيس مؤتمر الحوار، أمين عام الناصري، كان دور سميرة علي قناف زهرة أن تتحدث، نادى باسمها ثم سألها أأنت سميرة علي قناف زهرة؟، بمعنى أنه لا يعرف ابنة أهم المخفيين؟
- على المستوى الشخصي ربما، لكن بشكل عام الناصري تنظيم موجود منذ عقود، وإن كان ضعيفاً في حضوره وفاعليته، والسبب عدم انشغاله في الأنشطة الثقافية والسياسية والمجتمع المدني.
* لم تجبني عن سؤالي بخصوص التقارب الملحوظ بين الناصري والإصلاح؟
- هناك تقارب بشكل عام بين الحركة القومية العربية والإسلاميين، ربما من هذا الجانب، ولأن الإخوان أصبحوا الآن في الحكم يرى الناصري أهمية في العلاقة معهم.
* ولكن ليس كل الناصري على وئام مع الإصلاح، هناك تيار أقرب إلى الحوثيين؟
- ليس لدي التفاصيل الداخلية، ولكن بشكل عام كل الأحزاب، الإصلاح، الناصري، الاشتراكي... أحزاب مأزومة، وليس لديها رؤية سياسية ترتبط بمشروعها وتقدمه للمجتمع وهي مقتنعه به، ثانياً نحن لا نعرف الآنما الذي يميز الإصلاح عن الناصري، عن الاشتراكي، في الرؤية في إطار المشترك، كل ما نراه رؤى عامة تؤول لصالح الإصلاح.
سفراء العشر
* مؤخراً التقى سفراء الدول العشر بقيادة الإصلاح منفردة؟
- صحيح، هو لقاء منفرد بينهم وبين الإصلاح ليس كممثل عن المشترك، وإنما كممثل عن نفسه، وهذا تحرك ذكي من قبل الإصلاح، لأنه تحرك قبل الآخرين، وربما قد يعمل صفقات منفردة، والسؤال: أين هي الأحزاب الأخرى في المشترك، كان المفروض أن يبادر الاشتراكي بعقد اللقاء مع سفراء العشر، لكي يعرض هو وجهة نظره كاملة عن القضية الجنوبية.
* اللافت أن الإصلاح أعاد طلبه من سفراء العشر تغيير رئيس المؤتمر الشعبي العام؟
- ليس من حقهم ذلك، صحيح من مصلحة المؤتمر الشعبي العام أن يغير الصف الأول من قياداته ويكون حزباً مدنياً، علي عبدالله صالح، الإرياني، وعبدربه منصور، وعلى ضوء المعطيات الجديدة، لكن ليس من حق حزب آخر أن يشترط تغيير قيادة حزب المؤتمر.. يعني قد يكون من حق الإصلاح أن يضع شروطاً عامة على العملية السياسية، لكن ليس من حقه أن يشترط تغيير رئيس حزب المؤتمر أو غيره.
* أليسوا من وقعوا على الاتفاقية (المبادرة الخليجية) كطرف والمؤتمر طرف آخر؟
- نعم.. هم من قبلوا بالمناصفة مع علي عبدالله صالح، ويجب أن يلتزموا بالمناصفة التي حرصوا عليها.
* يعني المشترك حرص على المناصفة؟
- هم أصروا عليها نعم، حرصاً على الغنيمة المتمثلة بالمقاعد في الحكومة، وتأكيداً على حرصهم هذا منحوا علي عبدالله صالح الحصانة.
*صحيفة اليمن اليوم |