ريمان برس - متابعات - أكد مسؤولون ومثقفون أن تعريف الشباب بالمسرح والفن والتراث الثقافي لليمنيين من كافة الخلفيات يساهم في حمايتهم من الانجراف نحو الفكر المتطرف.
جاء ذلك على هامش مؤتمر السياسات والتنمية الثقافية الذي عقد في صنعاء من 6-8 أيار/مايو الجاري بتنظيم من وزارة الثقافة اليمنية وبحضور منظمات المجتمع المدني والمتخصصين بالشأن الثقافي والمسؤولين في الجهات المعنية.
وقالت هدى أبلان ، نائب وزير الثقافة، في حديث للشرفة "إن ظهور التطرف والإرهاب جاء بسبب غياب الثقافة التي تلعب دوراً في حماية وتوعية المجتمع".
وأكدت أن غياب الثقافة والتنوير هو أيضاً وراء المشاكل الأخرى التي يعاني منها اليمن.
وأضافت "إن الثقافة تهذب الروح والنفس وتسمو بالفكر، وغيابها يترك المجال مفتوحاً للأفكار الصغيرة والمتطرفة التي تستهدف الشباب تحديداً، لذلك الدولة ليست خاسرة إذا أنفقت على الثقافة لحماية المجتمع من الأخطار التي تحدق به وحتما إنها ستجني الثمار عبر الأجيال المتعاقبة".
ويأتي مؤتمر السياسات والتنمية الثقافية في مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ اليمن الذي يشهد حالياً عقد مؤتمر الحوار الوطني ، وهي مرحلة "يصنع فيها اليمن الجديد"، وفقا لأبلان.
"ولذا يجب أن يقوم الوطن على أعمدة الثقافة والإبداع والتنوير لأن هذا ما سيخرجه من الممارسات السلبية وسيعطي دفعة لاستعادة حضارته وأمجاده"، على حد قولها.
توصيات المؤتمر
وطالب المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله بإنشاء مجلس أعلى للثقافة والفنون وتفعيل البحث العلمي في مجالات الثقافة والفنون وتحديد حد أدنى لا يقل عن ثلاثة في المئة من الموازنة العامة للحكومة تخصص لوزارة الثقافة.
وأوصى المشاركون بأهمية تمكين المرأة ثقافياً وإبداعياً ودعم مشاركتها الفاعلة في الحياة الثقافية.
كما شددوا على ضرورة تبني الدولة مشاريع البنية التحتية للمسرح والفنون المختلفة في مشاريع التعليم والشباب، وضرورة إدخال مادة التربية الفنية في رياض الأطفال والتعليم الأساسي وتدريس التربية الجمالية في الجامعات والمعاهد.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أهمية ربط البرامج والمشاريع المنبثقة عن السياسات العامة للدولة بمتطلبات واحتياجات الطفولة والشباب، وربطها بالحقوق والحريات وقيم التسامح والقبول بالآخر ومحاربة التطرف، والاهتمام بثقافة الطفل وإصدار الكتب والمجلات الخاصة بالأطفال والعناية بمضامينها، والاهتمام بالأنشطة الثقافية الخاصة وإيجاد فضاءات مناسبة يمارس فيها الأطفال هذه الأنشطة.
كما شدد على التزام الدولة بحماية الموروث الثقافي المادي والمعنوي والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية والوطنية، ورعاية الدولة للثقافة والمبدعين.
وأكد المشتركون على أهمية إنشاء قناة فضائية ثقافية تعنى بالثقافة والفنون. وأوصوا بسن القوانين الخاصة بحماية التراث الثقافي لليمنيين من كافة الخلفيات وباتخاذ خطوات لتخفيض تكاليف تصدير الكتب اليمنية.
مكافحة الإرهاب والتطرف
من جهته، قال هشام علي بن علي، وكيل وزارة الثقافة، للشرفة "إن هدف المؤتمر الخروج بإستراتيجية وسياسات تقوم عليها أنشطة الثقافة المختلفة لأنه لا توجد استراتيجية ثقافية".
وأضاف علي أن التنمية الثقافية كانت في انحسار في الأعوام الماضية جراء انحسار أعداد وعمل المراكز الثقافية وعدم تخصيص ميزانية ثابتة لها.
وأكد أن "الأمر بحاجة إلى وقفة جادة لما للثقافة من دور إيجابي في تنوير المجتمع بقضاياه".
ولفت إلى أن الاهتمام بالثقافة يجب ألا يقل عن الاهتمام بالأمن والدفاع "لأن الثقافة تدافع عن الهوية وعن أمن واستقرار المواطن ثقافياً".
وأضاف أن التطرف والإرهاب هما نتيجة عدم الاهتمام بالثقافة.
من جهته، قال يحي جحزر، رئيس المكتب الفني في وزارة الثقافة، إن الوزارة تسعى لإقامة المراكز الثقافية وبيوت الثقافة في كل المحافظات وتوسيع النشاط الثقافي في البلد بشكل عام خصوصاً في المحافظات الجديدة مثل ريمة والضالع وعمران.
وتحدث جحزر عن أهمية الأنشطة الثقافية في محاربة الارهاب والتطرف، مشيراً إلى العروض المسرحية التي تم تقديمها في صنعاء بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في آذار/مارس الماضي.
وقال "إن المسرحيات التي لا تزال تعرض حتى اليوم كلها تقوم على مبدأ محاربة الإرهاب والتطرف".
الشرفة |