ريمان برس - متابعات - يؤدي المركز الثقافي المصري في صنعاء دورا كبيرا في تنمية العلاقات الثقافية والعلمية بين اليمن ومصر إضافة إلى اضطلاعه بدور تنويري لمكافحة الارهاب والتطرف عبر برامج تستهدف الشباب.
وفي مقابلة مع الشرفة تحدث الدكتور منصور النوبي منصور، المستشار الثقافي في السفارة المصرية بصنعاء ومدير المركز الثقافي، عن رؤية المركز وعمله.
ولمنصور كتاب عن ملامح الحضارة اليمنية القديمة والحضارة المصرية القديمة وأوجه التواصل والتعاون بين الحضارتين.
الشرفة : ما دور المركز الثقافي المصري في تعميق العلاقات بين مصر واليمن؟
منصور النوبي منصور : المركز يلعب دورا في توطيد العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين من خلال الجامعات، وهناك الكثير من الاتفاقات أو مذكرات التفاهم التي كنت محظوظا في الإعداد لها والتوقيع عليها بين الجانبين ومنها تسع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم للتعاون بين الجامعات وتبادل الخبرات والزيارات.
ونحن نلحظ وقع هذه الاتفاقيات اليوم حيث يقوم رئيس جامعة صنعاء هذا الأسبوع بجولة على الجامعات المصرية في القاهرة، جنوب الوادي وعين شمس والمنصورة وحلوان لتوقيع اتفاقيات تعاون بينها وبين جامعة صنعاء.
كما إن هناك عددا من الاتفاقيات التي وقعت بين جامعة صنعاء وجامعة الحديدة اليمنيتين مع جامعة جنوب الوادي والتي كانت تتويجا لزيارة رئيس جامعة جنوب الوادي إلى اليمن في شهر نيسان/أبريل الماضي وسيصل المجموع إلى 13 اتفاقية.
الشرفة : وما الأنشطة الثقافية التي ينفذها المركز؟
منصور : يقوم المركز بتنفيذ الخطط الثقافية برؤية وأهداف محددة تساهم في ترويج الثقافة المصرية في اليمن من خلال إقامة عدد من الأنشطة الثقافية في الشعر والقصة والندوات العلمية، كما ينظم المركز المعارض التشكيلية والفنية بما يكفل تعزيز العلاقات الثقافية وآخرها المعرض التشكيلي للفنانة المصرية الدكتورة أسماء الدسوقي في 18 أيار/مايو ولمدة أسبوع، والذي يحظى باهتمام وحضور كبيرين من الجانب الرسمي والفني.
أما في المناسبات الدينية التي لا يغفلها المركز، فنقوم أيضا بتنظيم احتفالات منها في المركز، ومنها في بعض مساجد اليمن الكبرى وباستعانة 19 عضوا من بعثة الأزهر الشريف في اليمن إضافة إلى استقدام عدد من أساتذة جامعة الأزهر.
الشرفة : وماذا عن تبادل الخبرات وتنمية العلاقات العلمية وتطوير البحث العلمي؟
منصور : لدينا ما يسمى أستاذ زائر حيث تتبادل الجامعات اليمنية مع نظيراتها المصرية الأساتذة والخبرات بما يهدف إلى تطوير منظومة البحث العلمي. وليس مشترطا هنا وجود اتفاقيات بين الجامعات، فتستقبل الجامعات اليمنية عددا من أساتذة الجامعات المصرية الذين اكتسبوا شهرة في تخصصاتهم ومطلوبين للتدريس في بعض الجامعات اليمنية وتتكفل وزارة التعليم العالي بكل النفقات، والعكس صحيح حيث يتم إيفاد أساتذة جامعيين يمنين للتدريس في بعض الجامعات المصرية وخاصة جامعة أسيوط وجامعة القاهرة.
ومن جانب آخر، عملنا على زيادة المنح الدراسية بين الجانبين حيث كان اليمن يمنح 40 منحة في جامعاته للمصريين وقد نجحنا في زيادتها إلى 50 منحة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، وفي الجانب الآخر لدى اليمن 86 منحة دراسية في الجامعات المصرية وقد نجحنا في زيادتها إلى 120 منحة.
الشرفة : للمركز أيضا دور في التوعية بمخاطر الإرهاب. لماذا اختار المركز هذه المهمة؟
منصور : الارهاب ليس قاصرا على اليمن وما يحدث في مصر قد يتأثر به اليمن والعكس صحيح. كذلك فإن ما يحدث في مصر واليمن تتأثر به كل بلدان المنطقة. لذلك اخترنا مجموعة من الشباب ما بين أعمار 18-30 من أجل إعطائهم دروس توعية مكثفة ضد الارهاب والتطرف بالعلم والعمل، ومنحناهم شهادات تؤكد أنهم مؤهلون للقيام بنفس الدور التوعوي في مجتمعاتهم المحلية مع مجموعة من الدعاة المتخصصين في مجال إحداث تغيير عبر الخطاب الديني.
وأنا شخصيا قمت بعدد من المحاضرات والندوات الموجهة للشباب لأنهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل ولا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية إلا من خلالهم.
وقد حققنا نتائج جيدة في برنامج التوعية الذي نفذناه لـ 100 شاب وما وجدناه عند الشباب من تطور في الوعي وحماس، فاق التوقعات، وهذا النجاح يشجعنا على الاستمرار في إقامة مزيد من ندوات التوعية ضد الارهاب. وفي هذا الإطار، سننظم ورشة عمل توعوية لـ 100 شاب آخرين، وهذا ما ينبغي أن تقوم به جميع المراكز الثقافية من أجل المشاركة في حل قضايا المجتمع.
كما إننا نقوم بتوعية غير مباشرة ضد الإرهاب والتطرف من خلال الأنشطة الثقافية الأخرى التي ننظمها والتي نهدف من خلالها إلى توصيل رسائل معينة للمجتمع، سواء عن طريق الشعر أو الفن التشكيلي أو غيرها من الأنشطة.
الشرفة |