ريمان برس - متابعات - تبذل مصلحة خفر السواحل اليمنية منذ تأسيسها في عام 2002 جهوداً حثيثة لتعزيز العلاقة مع سكان المناطق الساحلية والصيادين لما لهذا من أهمية في تعزيز أمن البلاد وحماية خط الملاحة الدولية.
ولتحقيق ذلك، تقوم المصلحة منذ عام 2007 بتطبيق برنامج توعوي شامل يتضمن عقد محاضرات وتوزيع مساعدات عينية على السكان.
ويعد التعاون بين المواطنين وخفر السواحل عنصراً هاماً لمساعدة المصلحة في تأدية مهامها، حسبما أكده لموقع الشرفة العقيد أمين عبد المغني الأنسي، مدير عام العلاقات والتعاون الدولي في المصلحة.
وقال الأنسي في مقابلة مع الشرفة إن تعاون السكان مع خفر السواحل يساهم ليس فقط في حمايتهم بل أيضاً في حماية مصلحة البلاد والعالم.
الشرفة: ما استراتيجية المصلحة في تعزيز الثقة مع المجتمعات المحلية والصيادين؟
أمين عبد المغني الأنسي: منذ بدأت المصلحة تمارس أنشطتها وضعت خطة شاملة تضمنت كل ما يخص أداء المهام وما يرتبط بتوطيد العلاقات وبناء الثقة بين المصلحة وشريحة الصيادين وسكان المجتمعات المحلية في المحافظات التي نعمل فيها.
وتهدف الخطة لتوعية المواطنين بدور مصلحة خفر السواحل في حمايتهم وتوعيتهم بقضايا تصب في مصلحتهم ومصلحة البلاد والدول في الإقليم والعالم من خلال تأمين خط الملاحة الدولية.
وتقوم المصلحة بعملية التوعية عبر وسائل متعددة وفي مقدمتها دعم الصيادين والمجتمعات المحلية بمساعدات عينية، وإعطاء أولوية التجنيد في المصلحة لأبناء هذه المناطق.
الشرفة: ماذا عن المحاضرات التي تنفذها المصلحة للسكان والصيادين؟
الأنسي: اعتُمدت المحاضرات من أجل التعريف بما تقوم به مصلحة خفر السواحل والتوعية بمخاطر المجازفة والإبحار إلى مسافات بعيدة في البحر، مما قد يعرّض الصيادين لعمليات القرصنة أو حتى القتل غير المتعمد من قبل القوات الدولية العاملة لاشتباهها بالقراصنة الذين يرتدون ملابس الصيادين.
ولذلك نهدف إلى توعيتهم بهدف حمايتهم. ونحن نعتمد على الصيادين في الإبلاغ عن عمليات مشبوهة أو عمليات تهريب المخدرات أو الأسلحة لأنهم الأكثر تواجداً في البحر ليلاً نهاراً، ومعظم هذه العمليات تتم عبر البحر. لذا تعاون الصياد معنا هو من أجل مصلحة الجميع.
ولتنفيذ المحاضرات، نقوم بتشكيل مجموعات من الضباط الذين لهم قدرة في الإلقاء والإقناع والتأثير، وننسق مع جمعيات الصيادين والمجالس المحلية لعقدها مستغلين مناسبات توزيع الحقائب المدرسية أو سترات النجاة أو غيرها كحافز لحضور المحاضرات.
وعادة ما يحضر الآلاف إلى المحاضرات وتكون عبارة عن 45 دقيقة تعقد قبل توزيع المساعدات.
الشرفة: حدثنا أكثر عن المساعدات العينية التي تقدمها المصلحة لسكان المناطق الساحلية.
الأنسي: لقد قمنا ضمن البرنامج التوعوي بتوزيع 20 ألف حقيبة مدرسية في السنوات الماضية، وسنقوم هذا العام بتوزيع 20 ألف حقيبة أخرى لمساعدة الأسر الفقيرة. كما قمنا بتوزيع 5000 سترة نجاة في السابق وسنقوم بتوزيع 10 آلاف سترة هذا العام. وأيضاً وزعنا ثلاجات لحفظ أسماك الصيادين و1000 شنطة إسعاف أولية من اجل تعزيز الأمن والسلامة للصيادين.
وأهمية هذه المساعدات أن سكان المناطق الساحلية يشكلون الشريحة الأفقر من السكان في اليمن إلى جانب سكان الأرياف، كما إننا نسعى لتعزيز العلاقة والثقة معهم باعتبارهم مصدر معلومات رئيس للمصلحة، ولكي لا ينجروا وراء المهربين.
الشرفة: ماذا عن استخدام الإذاعات المحلية ضمن برنامج التوعية؟
الأنسي: بما أن الراديو هو أكثر الوسائل الإعلامية ملازمة للصيادين في رحلاتهم، نعتبره من أهم وسائل الوصول للصيادين والمجتمعات المحلية في المناطق الساحلية بشكل عام. وتشمل جهودنا بث نشرات توعوية تذاع عبر إذاعات الحديدة وعدن وتعز والمكلا وهي المحافظات التي نعمل فيها، إضافة إلى استخدام إذاعة صنعاء للتوعية بأهمية خفر السواحل ولضرورة الإبلاغ عن أي عمليات مشتبه بها.
ويتم عرض أرقام خطوط الهاتف لغرف العمليات في تلك المحافظات وغرفة العمليات المركزية في صنعاء مع هذه النشرات. ونظراً لأهمية الراديو، فقد قمنا أيضاً بتوزيع 1000 مذياع للصيادين.
الشرفة: وهل يتضمن البرنامج استخدام اللوحات الإعلانية ورسائل الجوال القصيرة؟
الأنسي: بالطبع لم يهمل برنامج التوعية اللوحات الإعلانية الكبيرة في الشوارع ومداخل المدن الساحلية، وهناك ثلاثة أنواع منها: الحجم الكبير جداً على مداخل المدن، مثل عدن، ومداخل المناطق التي يتم الانطلاق منها إلى البحر، واللوحات الأصغر والمتوسطة في الشوارع وعلى مداخل المدن الفرعية مثل مدينة المخا الساحلية [في تعز]، وجولة كالتكس [في عدن].
وتتضمن اللوحات صورة لخفر السواحل مع أرقام هواتف المصلحة وغرف العمليات ورسائل توعوية حول أهمية الإبلاغ عن عمليات مشبوهة. كما تتضمن اللوحات رسائل تعزيزية للمواطنين مثل "ساعد في حماية سواحلنا" أو "الأمن مسؤوليتنا".
أما بالنسبة للرسائل القصيرة، فسوف نبدأ باستخدامها ابتداءً من هذا العام.
الشرفة: هل تخطط المصلحة لإعادة تشغيل الخط الساخن؟
الأنسي: لقد استخدمنا الخط الساخن لفترة من الزمن ولكن لم يتم التفاعل المطلوب معه من قبل المواطنين كما هو حاصل مع الأرقام المعلنة الأخرى لوزارة الداخلية، منه بسبب أمية الناس وقلة وعيهم بأهمية الخط المجاني حيث البعض كان يخشى الاتصال به لأنه مكون من ثلاثة أرقام بدلاً من ستة وهو العدد المعتاد عليه لأرقام الهاتف الثابت.
كذلك من أسباب إيقافه الاستخدام السيء من بعض المواطنين وعدم وجود التقنيات اللازمة للتأكيد على الاستخدام الصحيح له، وهو ما نعمل عليه حالياً إذ نسعى لتطبيق تقنيات حديثة ستسمح لنا باسترجاع المكالمات والبلاغات آلياً في أي وقت.
الشرفة |