ريمان برس - متابعات - أقرت الحكومة اليمنية مشروع القرار الجمهوري الخاص باعتماد محافظة تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية . فقد أكدت المذكرة التفسيرية لمشروع القرار المقدم من وزير الثقافة على المكانة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية التي تنفرد بها مدينة تعز ودورها في تعزيز أصالة وتقاليد الحياة الشعبية وتعزيز قيم التنوع والاختلاف والانفتاح،إضافة إلى الثراء والتنوع الثقافي والفكري الذي تمتاز به وما تمتلكه من مقومات ثقافية وسياحية. وفي الوقت الذي أعتبر فيه مثقفون وكتاب القرار، حدثاً في غاية الأهمية، طالب آخرون الحكومة بالترجمة الفعلية للقرار على أرض الواقع من خلال وضع خطط وسياسات تكفل جعل هذا المشروع موجوداً على أرض الواقع وليس مجرد شعار والهاء وظاهرة صوتية، يهدف للإستهلاك الإعلامي ليس إلا.
الأديبة أحلام القبيلي: ليتهم أعلنوها عاصمة للنظافة
فقد علقت الأديبة والكاتبة أحلام القبيلي على القرار الحكومي بقولها" ليتهم أعلنوها عاصمة للنظافة قبل إعلانهاعاصمة للثقافة, فكيف للثقافة أن تزدهر في غياب النظافة، وتذكروا أن العقل السليم في العقل السليم..".
الكاتب نعمان:عبء ثقيل لا تقوى عليه وزارة الثقافة
أما الكاتب سامي نعمان، فقد قال معلقاً"من اليسير جداً أن يصدر مرسوم رئاسي بتسمية تعز عاصمة ثقافية لليمن، بعد مصادقة الحكومة، أو حتى بدونها، لكن القرار مقترن كلياً بوجود إرادة سياسية والتزام بتنفيذ استحقاقات كبيرة يفرضها إعلان قرار كهذا، حتى وإن كان ذلك على المدى الطويل..عبء ثقيل لا تقوى عليه وزارة الثقافة، التي أنيط بها التنسيق مع محافظ تعز لتنفيذ الأنشطة الثقافية وإنشاء البنى التحتية اللازمة، في ظل إمكانياتها الشحيحة، وهي تأتي في هامش الإهتمام الحكومي، لاسيما في الموازنة..، لم يتسن لي معرفة ما إذا كانت الحكومة قد اقترحت مشاريع بنى تحتية ثقافية لمدينة تعز ضمن البرنامج المرحلي للإستقرار والتنمية المقدم على طاولة المانحين من أصدقاء اليمن.. عدا ذلك لا أعتقد أن مشروعاً ثقافياً حيوياً سيكون قابلاً للإنجاز برعاية حكومية، على المدى القريب. كما لن تجد في القطاع الخاص من يتحمس لمشروع استثماري ثقافي تستفيد منه الأجيال -وقد يكون مربحاً أيضاً- بقدر يبعث على التفاؤل، حتى بمقدار ضئيل جدا من تحمسهم لتمويل مشروع خاص لشيخ أو مسؤول نافذ، أو لبناء بيوت.. في الجنة!
لست متشائماً، وأقدر المشروع الطموح الذي تقدم به وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل، وأدرك -إلى حد ما- من سابق معرفة به، مواقفه السياسية والوطنية الملتزمة، لكني استحضرت ،حين سمعت خبر المصادقة على مشروع القرار، أمرين اثنين: أولهما: عدن العاصمة الاقتصادية لليمن! والآخر: مدى حاجتنا العامة -نحن أبناء تعز- لسياسات وإجراءات تخفف جزءاً من وطأة الإحساس بالتهميش.."
على إثر القرار الحكومي..مثقفو المحافظة يطالبون برحيل مدير مكتب الثقافة بالمحافظة
وعلى إثر هذا القرار الحكومي، طالب عشرات الأدباء والمثقفين والفنانيين اليمنيين بمحافظة تعز(عاصمة اليمن الثقافية) محافظ المحافظة بإقالة مدير مكتب الثقافة رمزي اليوسفي وتكليف شخصاً آخر قادراً على استعادة الزخم الثقافي بالمدينة. وأكد الادباء والمثقفون مواصلة اعتصامهم بمبنى المركز الثقافي والعمل على تصعيد احتجاجهم ، حتى يتم الإستجابة لمطالبهم في اقال اليوسفي، متهمين الأخير بتدمير الثقافة بالمحافظة، وهو ما يُخالف قرار الحكومة الأخير بإعلان المحافظة عاصمة اليمن الثقافية. وأوضحوا في رسالة موجه لمحافظ المحافظة شوقي هايل، بأنه منذ عقد ونصف من تعيين مدير الثقافة الحالي، عمل الأخير بشكل متعمد على تدمير الفرق الفنية والمسرحية وساهم بإحباط وتطفيش المبدعين والعاملين في المكتب وتهميشهم. وأشادوا بجهود المحافظ وقرار الحكومة بإعلان تعز عاصمة ثقافية لليمن. لكنهم في الوقت نفسه، شددوا على ضرورة اختيار مديراً جديداً للثقافة من الوسط الثقافي، يحمل مشروعا ثقافيا ورؤى مستنيرة ويتمتع بالنزاهة والاستقامة يستطيع الابحار بسفينة الثقافة الى شاطئ المعرفة والإبداع، على حد قولهم. وأضافوا" إن بقاء مدير الثقافة الحالي على رأس صرح ثقافي عظيم يشكل كارثة بكل المقاييس عمل منذ توليه الثقافة على طمس الثقافة والابداع ومحاربة المثقفين والموهوبين، فرسالة الثقافة غاية في الخطورة، واعتمادكم على مديرا لدية نفور من الابداع والمبدعين ومسكون بحالات الشك وهاجس المؤامرة لا يعتمد عليه في تأسيس ثقافة تواكب المتغيرات الراهنة ويرتقي بشبابنا الى رحاب ثقافة سامية تخلو من قيم العنف والإقصاء وسيادة الرأي الاوحد..".
مليار و300 مليون بنية تحتية للعاصمة الثقافية
وبحسب مصادر اعلامية، فقد خصّصت الحكومة اليمنية ملياراً وثلاثمائة مليون ريال بشكل مبدئي لإيجاد بُنية تحتية للعاصمة الثقافية تعز. حيث قال وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل"
أن القرار يعيد الاعتبار إلى هذه المحافظة التي قدّمت الكثير، موضحاً أن الوزارة تضع كل جهدها لخدمة هذا المشروع، ولن تبخل برفد المحافظة بالمهندسين والاستشاريين وخبراء الآثار وكل ما تحتاجه من دعم لوجيستي وتقني". وأكد الوزير عوبل، على أهمية أن تكون لتعز قناة فضائية ثقافية ومطبعة للكتاب وإيجاد مسرح ومكتبة وطنية وكل ما هو لازم لأن تكون تعز العاصمة الثقافية لليمن.
وأشار عوبل إلى أن رئيس الوزراء، كشف عن اعتزام الحكومة إعادة تأهيل المواقع الأثرية بحيث تتحوّل إلى متاحف حقيقية وفق المعايير العالمية؛ لأنها تعد رصداً لهوية شعب بكامله.
وشدّد وزير الثقافة على الجميع ضرورة العمل كفريق واحد من أجل تحويل الجهود إلى برامج عملية تخدم الصالح العام.
المجلس المحلي يثمن القرار الحكومي
بدور،ه ثمن المكتب التنفيذي بمحافظة تعز في اجتماع برئاسة الأمين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج قرار حكومة الوفاق الوطني باعتماد مشروع تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية. حيث أكد أمين عام محلي تعز أن قرار الحكومة الموافقة على مشروع القرار الجمهوري الخاص باعتماد تعز عاصمة ثقافية يتطلب من الجميع بالمحافظة العمل بصورة استثنائية لترجمته على الواقع وعلى المستويين المحلي والمركزي والاهتمام بكل المكونات الثقافية الشاملة والواسعة التي تلامس مختلف أوجه الحياة حتى تكون تعز مركزا ثقافيا تنويريا في خدمة الإنسانية.
وكالة انباء الشعر |