الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - "إسقاط المشروع الإسلامي"، عبارة ترددت لتوصيف الحالة المصرية بعد عزل الرئيس مرسي يطلقها الإخوان وأنصارهم استنفاراً، ويعنون بها الإسلام ويقولها الليبراليون استبشاراً ويقصدون بها التيارات الإسلامية، ولكن قبل الاستنفار أو الاستبشار، نسأل أولاً: هل هناك مشروع إسلامي أصلاً؟!!

السبت, 20-يوليو-2013
ريمان برس - متابعات -
"إسقاط المشروع الإسلامي"، عبارة ترددت لتوصيف الحالة المصرية بعد عزل الرئيس مرسي يطلقها الإخوان وأنصارهم استنفاراً، ويعنون بها الإسلام ويقولها الليبراليون استبشاراً ويقصدون بها التيارات الإسلامية، ولكن قبل الاستنفار أو الاستبشار، نسأل أولاً: هل هناك مشروع إسلامي أصلاً؟!!

الإخوان المسلمون ومن قبلهم الجماعة الإسلامية من المودودي وحتى الغنوشي والقرضاوي مروراً بالبناء وقطب، وعودة، وفتحي يكن والترابي وغيرهم من منظري الحركة ورموزها لم يقدموا ما يمكن أن نسميه مشروعاً إسلامياً، بقدر ما تبنّوا خطاباً إسلامياً دعوياً سار بالتوازي مع خطابات إسلامية متعددة، تبنت بعضها المؤسسات الدينية الرسمية وتبنى البعض الاتجاه السلفي وتبنى الآخر الحوزات الشيعية في قم دون أن تقدم أي منها ما يمكن أن نسميه المشروع الإسلامي.

تفاوتت الخطابات الإسلامية فيما بينها حد التناقض في القضية السياسية واستلهمت إرث الصراع التاريخي.



فكان السلفيون هم أصحاب الحديث الجدد القائلون بالسمع والطاعة، وتبنت المؤسسات الرسمية خطاباً أقرب إلى الإرجاء، وجاء جهاديو اليوم نسخة مشوهة من خوارج الأمس، فيما تمكنت الحوزة من بلورة نظرية سياسية شيعية للحكم تقوم على ولاية الفقيه خرج بها من قبو انتظار الإمام الغائب، وتمكنوا من الوصول إلى إقامة دولة الفقيه في إيران قبل ثلاثة عقود، ولكن أيها المشروع الإسلامي؟

سياسياً لم تقنع ولاية الفقيه جميع الشيعة ولا السنة، كما لم تحض إحدى الصور المستنسخة من الإرث التاريخي في الوسط السني، جمهور السنة ولا الشيعة، واقتصادياً تبنى الإسلاميون رأسمالية وفجة ولم يزيدوا عن إضافة كلمة إسلامي إلى مصطلحات الاقتصاد الرأسمالي دون أي تغيير في مضمونها، أما اجتماعياً فقد تبنى الإسلاميون خطاباً تمييزاً جعل من الفرعيات وبعض المظاهر كالنقاب والختان واللحية وأمثالها خنادق مواجهات دموية داخل المجتمعات الإسلامية.

لقد قدمت بعض الجهود الفردية لبعض الرموز التجديدية كالصدر والبوطي والغزالي وأبو زهرة، وغيرهم من ملامح المشروع الإسلامي ما لم تقدمه الحركات الإسلامية المعاصرة، ومع هذا فإن المشروع الإسلامي ما يزال غائباً.

هناك جماعات وحركات تتحدث باسم الإسلام وتتقاتل باسم الإسلام متفاوتة في درجات التطرف واحتكار تمثيل الإسلام، تقدم المزيد من عوامل الصراع في المجتمعات الإسلامية والمزيد من الولاءات الشخصية والمزيد من العنف، والمزيد من التعسف في أسلمة المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهناك وعاظ ينتجون الكثير من البكاء والكثير من التضليل والكثير من الأحزمة الناسفة والعنف، لكن لم يُقدم شيء يمكن تسميته المشروع الإسلامي، فالمشروع الحضاري لا يسقط بعزل رئيس ولا ولايته.


* نقلا عن صحيفة اليمن اليوم

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)