ريمان برس - متابعات - قالت صحيفة مشهورة في اليمن، أمس الاثنين، إن “الإدارة الأميركية تتجه نحو الإعلان عن إدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية تهدد المصالح الأميركية والغربية”، في هذا البلد المضطرب منذ يناير العام الماضي، على وقع انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق، علي عبدالله صالح، نهاية فبراير. وجماعة الحوثي حركة مسلحة دينية، ذات طابع مذهبي زيدي، متمركزة في شمال اليمن، ومتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ العام 2004.
وأضافت صحيفة “أخبار اليوم”، نقلا عن مصدر دبلوماسي غربي، أن الإدارة الأميركية ستتهم جماعة الحوثي بالعمل على “إفشال جهود المجتمع الدولي لإنجاح التسوية السياسية باليمن”، في إشارة إلى اتفاق نقل السلطة الذي ترعاه، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر العام الماضي.
وساندت جماعة الحوثي بقوة انتفاضة العام الماضي، لكنها رفضت اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي نص على مشاركة هذه الجماعة في مؤتمر الحوار الوطني، المزمع إطلاقه نهاية العام الجاري.
وذكر المصدر الدبلوماسي أن واشنطن أدرجت محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، “ضمن دائرة الأهداف المفترضة في حربها على الإرهاب والتي تستخدم فيها طائرات بدون طيار”. وأمس الأول، شنت مقاتلة بدون طيار، يُعتقد بأنها أميركية، غارة جوية على منزل سكني في بلدة “كتاف”، شمال شرق صعدة، ما أدى إلى مقتل يمني وسعوديين، قالت السلطات اليمنية إنهم من عناصر تنظيم القاعدة المتطرف. وقال المصدر إن “غرفة العمليات المشتركة” بين القوات اليمنية والأميركية، التي تدير المعركة ضد عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” في اليمن، “انتهت من تحديد أهداف محددة في محافظة صعدة”، حسبما أفادت الصحيفة الموالية للقائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، الذي قاد الحروب الست ضد جماعة الحوثي خلال الفترة ما بين 2004 و2009.
وذكر أن طائرات أميركية بدون طيار ستنفذ خلال”الأيام القليلة القادمة” غارات جوية على “أهداف محددة” في صعدة “تشمل مواقع عسكرية لجماعة الحوثي باتت تمثل منطلقاً لأعمال إرهابية وتهديداً للمصالح الأميركية والغربية”. لكنه أشار إلى أن دولة أوروبية، لم يكشف عن اسمها، “تجري اتصالات مكثفة مع جماعة الحوثي لإقناعها بالتخلي عن الأعمال المسلحة والانخراط في العملية السياسية بمشروع سياسي، والتوقف عن تنفيذ مخططات إيران التي تستهدف تهديد الأمن والسلم العالميين”، حسب الصحيفة. ومنذ تأسيسها في العام 2002، ترفع جماعة الحوثي، التي تُطلق على نفسها اسم “أنصار الله”، شعار “الموت لأميركا الموت لإسرائيل”. ولفت المصدر السابق إلى اتهام واشنطن جماعة الحوثي ووحدات عسكرية موالية للرئيس السابق، الذي لا يزال نجله الأكبر قائدا لأقوى فصائل الجيش اليمني، بالوقوف وراء حادثة اقتحام السفارة الأميركية في صنعاء، في 13 سبتمبر الماضي، على خلفية الفيلم المسيء للإسلام.
وكانت جماعة الحوثي استنكرت بشدة الغارة الجوية على بلدة “كتاف”، واعتبرتها واحدة من “سلسلة الاعتداءات” الأميركية على “الشعب اليمني”، وذلك في سياق الضربات الأميركية، على أهداف مفترضة لتنظيم القاعدة، خصوصا في جنوب وشرق البلاد، والتي تزايدت بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري.
واتهمت الجماعة في بيان، أصدرته الليلة قبل الماضية، الولايات المتحدة بشن حملة “مسعورة” على الشعب اليمني “تحت غطاء ما يسمى بمكافحة الإرهاب”، داعية إلى الوقوف “صفا واحدا” ضد ما وصفته ب”المؤامرة الخطيرة”. وطالب البيان، تلقت (الاتحاد) نسخة منه، كافة القوى السياسية والاجتماعية في اليمن بـ”التحرك الجاد لرفض انتهاك السيادة اليمنية، وقتل أي مواطن يمني تحت أي عنوان وبغض النظر عن انتمائه الفكري أو السياسي”، متهما الحكومة الانتقالية بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في “قتل” اليمنيين.
وقالت جماعة الحوثي إن الحكومة الانتقالية، المشكلة مطلع ديسمبر مناصفة بين تحالف “اللقاء المشترك” وحزب الرئيس السابق برئاسة الطرف الأول، “تتحمل المسؤولية عن كل قطرة دم يمنية تُسفك”، متعهدة بالعمل على استعادة اليمن “المنتهكة”، حسب البيان.
الاتحاد - الصحيفة |